استخدام دحلان

استخدام دحلان

20 يناير 2015
+ الخط -

محمد يوسف دحلان (54 عاماً) يحلو لبعضهم تسميته الرئيس الفلسطيني المقبل، خلفاً للرئيس، محمود عباس، فيما يبتسم آخرون، ويسألون عمّا إذا كانت ستبقى هناك سلطة فلسطينية أصلاً بعد عباس، حتى يرأسها دحلان. وليست هذه المرة الأولى التي يرد فيها اسم محمد دحلان بين المترشحين للزعامة في حركة فتح، فقد احتل موقعاً مرموقاً في قائمة زعماء الحركة، عندما خرج بعد خمس سنوات من سجون الاحتلال، ليصبح بعدها قائداً مقرباً من الرئيس الراحل ياسر عرفات.
يعود نجم دحلان للبزوغ، ولكن من بوابة الإمارات هذه المرة، ولم تكن الصرخة التي أطلقها الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، مناديّاً على دحلان في حديقة البيت الأبيض "أين دحلان"، عبثية، حيث تبين أنها كانت تزكية علنية ونفضاً للغبار عن شخصية أمنية خفية، كانت تنفذ التعليمات الصهيونية والأميركية بدقة وإخلاص.
يعلم الجميع أن اسم محمد دحلان ارتبط ارتباطاً وثيقاً بعمليات القمع والاعتقال والاغتيال التي نفذها دحلان مع جهازه الأمن الوقائي، في حق عشرات، وربما مئات القادة والرموز، خصوصاً من حركة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن اسم دحلان ظل يحتل موقعاً متقدماً في قائمة المتهمين، حتى بعد مغادرته موقعه الأمني.
وهذا اسم دحلان يلمع، مرة أخرى، في فصول الصراع على موقع رئاسة السلطة الفلسطينية، خصوصاً، وأن دحلان هاهو يعود الى ساحة العمل السياسي، مرة أخرى، من بوابة غزة، ربطها القيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، بالمصالحة المجتمعية، على اعتبار أنها أساس بين حماس وتيار دحلان. وقد وجد هذا التصريح معارضة واستغراباً شديدين من قادة حماس ومحلليها الذين تساءلوا:
كيف يحدث التقاء المصالح بين حماس ودحلان المكلف مهمة القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس ذات الخلفية الإخوانية خصوصاً؟ لكن، ما هي السيناريوهات التي قد تضعها حماس للتعامل مع دحلان؟
يمكن أن تستخدم حماس دحلان ورقة تلوح بها في وجه عباس، لدفعه إلى التعامل بجدية مع اتفاق المصالحة، وتنفيذ بنودها، وعلى رأسها تفعيل الإطار القيادي، وإعادة انتخابات المجلس الوطني، وهي الطريقة الوحيدة أمام عباس، لقطع الطريق أمام دحلان للقفز إلى موقع رئاسة السلطة والمنظمة وكل المواقع التي يشغلها عباس.
السيناريو الثاني، يمكن أن يتمثل في اللعب على ورقة دحلان، والمراهنة عليه، لجهة منحه مزيداً من التسهيلات للتحرك في ساحة قطاع غزة، في مقابل فك الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح بشكل دائم، بحكم علاقته القوية مع عبد الفتاح السيسي، والبدء في عمليات الإعمار بأموال خليجية بحكم علاقات دحلان الوثيقة مع الإمارات التي تخصص حاليّاً 500 مليون دولار لضخها في غزة، ويمكن أن تزيد المبلغ في سبيل تتويج دحلان زعيماً في غزة.
ويتمثل السيناريو الأخير في استخدام حماس دحلان ونفوذه لتشكيل إطار وطني لإدارة غزة، بعيداً عن حكومة الوفاق التي تتنكر لالتزاماتها، وأن تطور حماس هذا الإطار الوطني، بفتح دحلان بوابات الاعتراف السياسي والدعم المالي من البوابتين، المصرية والإماراتية، متكئة على قوتها العسكرية على الأرض، في منع هذا الإطار الوطني من القيام بأي تغيير واقعي، قد يضر بسيطرتها على غزة أو بقدرة مقاتليها على المواجهة.

7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
عماد توفيق (فلسطين)
عماد توفيق (فلسطين)