رسالة لاجئ فلسطيني

رسالة لاجئ فلسطيني

24 يونيو 2019
+ الخط -
تحمل قضية اللجوء في العالم وجوهاً إنسانية وسياسية، تماماً كما تحمل الوجه الظالم للإنسانية في عصر التمييز بين فئات البشرية وحقوقها واستحواذ فئة دون غيرها من البشر على مقدرات الإنسانية وخيراتها. ويبقى اللاجئ الفلسطيني في يومه العالمي أيقونة اللجوء في العالم بعد 71 سنة من النكبة والتهجير واللجوء في مختلف بقاع العالم.
يمر اليوم العالمي للاجئ هذا العام في سياق مؤامرة عنصرية جديدة تستهدف حق العودة للاجئين الفلسطينيين، في إطار ما تعرف بصفقة ترامب، أو صفقة القرن، عبر عدد من الخطوات، أهمها إنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الشاهد الدولي على النكبة الفلسطينية، والمنظمة الدولية الأولى في العالم التي تقدّم خدمات إلى اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء عمل "أونروا" يمرّ بمحاولات إسقاط "صفة اللاجئ" عن ملايين اللاجئين، وإبقائه على بضعة آلاف فقط.
كلاجئ فلسطيني في يومي العالمي الذي يأتي في ظل أصعب الظروف وأعقدها لأقدم قضية لجوء في العالم، أعلن رسالة إنسانية، على الرغم من أنه يأتي وقد مر علينا 71 عاماً في المنافي والشتات، وتتداعى الظروف والمخططات على هذه القضية، حيث صفقة القرن ومؤتمر البحرين اللذان يهدفان لتصفية القضية الفلسطينية بطريقة تُسقط حق العودة لملايين اللاجئين.
أبرز معالم رسالتي الإنسانية أن للاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أراضيهم ظلماً وعدواناً الحق الكامل في العودة والتعويض عما لحق بهم من ضرر كبير، وينطبق هذا على أولادهم وأحفادهم وحق العودة لا يسقط بالتقادم، ففلسطين قبل الاحتلال كانت مساحتها 27027 كم2، وستبقى على المساحة نفسها، فلا تفريط ولو بشبرٍ منها تحت أي ظرف، وليس لأحد التفريط أو التصرف بمقدراتها ومكنوناتها مهما تضاءلت، وهي جزء من الوطن العربي الكبير وشعبها جزء من الأمة العربية والإسلامية، وتحريرها واجب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم.
وتستند رسالتي الإنسانية إلى أحد أهم الثوابت القائمة، على أنه لا يحق لأحد، كائناً من كان، التنازل عن حق العودة لفلسطين، لأنه حق شرعي وقانوني وأخلاقي ضمن الأعراف والقوانين الدولية. كما أتمسك كلاجئ بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تأسست لخدمة اللاجئين الفلسطينيين حتى العودة إلى أراضيهم، مطالباً، ومعي كل اللاجئين الفلسطينيين، بدعمها وتمويلها لحين تحقق هدف العودة.
ولا يفوتني التعبير عن رفضي رفضاً قاطعاً ما تسمى صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وتحويلها إلى قضية اقتصادية فقط، تماماً كما أرفض رفضاً قاطعاً انعقاد مؤتمر المنامة التطبيعي، والذي يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأناشد، في يوم اللاجئ العالمي، قوى الشعب الفلسطيني كافة، في الداخل والشتات، توحيد جهودهم وتكثيفها لمواجهة صفقة القرن، والتجرد لقضية اللاجئين وإبعادها عن أية مصالح فئوية أو فصائلية خاصة. كذلك أتطلّع لتنسيق الجهود بين منظمات العودة واللاجئين عبر العالم عبر تحالفات وتنسيقات بما يخدم قضيتهم المشتركة ويُسقط ويُفشل كل المؤامرات عليها.
وبينما أعلن عن تضامني الكامل، كلاجئ فلسطيني، مع اللاجئين في كل العالم، وأعلن عن تمسكي الكامل بحقي كلاجئ فلسطيني في العودة والتعويض، ومستعد مع أبناء شعبي لمواجهة غطرسة وعربدة صفقة ترامب بكل قوة حتى إفشالها، متسلحاً بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 101 للدورة 41 في 4/12/1986، والذي أكد على "شرعية كفاح الشعوب في سبيل الاستقلال والتحرر من السيطرة الاستعمارية والفصل العنصري والاحتلال الأجنبي، بجميع الوسائل المتاحة لها، بما في ذلك الكفاح المسلح". وما دام كفاح الفلسطينيين ومقاومتهم المسلحة مشروعين ضد المحتل الأجنبي، فإن اعتداء المحتل عليهما هو الإرهاب بعينه.
ولا تفوتني الدعوة إلى إطلاق تحالف إنساني لأحرار العالم من أجل تحقيق العودة للاجئين، مؤكداً أنهم ماضون في نضالهم الإنساني والأخلاقي حتى العودة والتعويض.
9197D8CA-12AD-4FAB-B5E0-F801DF74A0B9
9197D8CA-12AD-4FAB-B5E0-F801DF74A0B9
عماد عفانة (فلسطين)
عماد عفانة (فلسطين)