قيامة أهل اليمن

قيامة أهل اليمن

28 ابريل 2019
+ الخط -
منذ بدء حرب التحالف الضارية والعواصف العاتية، قامت قيامة أهل اليمن، فمرّ جميع اليمنيين كباراً وصغاراً على صراط التحالف المعوجّ، وعُرضت أعمالنا على ميزانهم غير العادل فذقنا المرارات كلها، حتى التي لم نذقها في زمن الشاويش صالح. بيد أن حساب العلماء والدعاة كان عسيراً، فمن العلماء من قضى نحبه ولقي حتفه غيلة وغدراً، ومنهم من ينتظر مفزوعاً مرعوباً، وما بدّلوا تبديلاً.
شواهدنا كثيرة، وعلى سبيل الذكر وضرب الأمثلة، نتذكر الشيخ عبد الرحمن العدني الذي قتل غدراً، على أيدي مسلحين مجهولين تم تهريبهم إلى أبوظبي، بعد القبض عليهم في مركز الشيخ وداره (دار الحديث) بأفيوش لحج جنوب اليمن.
قتل الشيخ العدني في جريمة تعدّ إحدى جرائم حرب التحالف في اليمن، لكن من سيسمع لقولنا؟ أيضاً، عالم تعز ونبراسها، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القاضي، نهر اليمن العذب، حاولوا اغتياله مراراً وتكراراً. هذه نماذج يسيرة من أعمال التحالف الجبانة، إنه يقتل علماءنا ودعاتنا، ويدّعي إنهاء المدّ الحوثي الفارسي، فما تحرّج من فعله الكفار الظالمون، فعله التحالف العربي، ومن دون خجل.
وليت محمد بن سلمان يقرأ وصية أبي بكر لجيشه المتجه إلى الشام، كي يوصي بمثلها جيشه المحارب في اليمن، وقد روي أنه قال ليزيد بن أبي سفيان: "أنك ستجد قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا، وأني أوصيك بعشر: لا تقتل امرأة ولا صبياً ولا كبيراً ولا هرماً، ولا تقطف شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بعيراً...، ولا تحرقنّ نخلاً ولا تغلل ولا تجبن".
هذه هي قواعد الإسلام في الحرب، القائمة على الأخلاق والفضيلة، والراعية للإنسانية، وقد سبقت قواعد القانون الدولي للإنسان وحقوقه بألف أو يزيد من السنين. كما أن الحروب في الإسلام لا تقام إلا لبسط الأمن ونشر الخير ورفع الظلم عن المستضعفين، حقيقة وواقعاً ملموساً، لا كذباً وشعارات زائفة.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي