رسالة الشعب الـحر

ها هي الأحداث تَتسارع؛ وتَتابع الـمَسيرات؛ مَسيرات الجزائريّين الّذين يَسعون بِهدوءٍ ووُضوحٍ إلى تَغيير سِلميٍّ؛ ودفع كُلّ استفزازات قدْ تَكسر العزائم.
عبْر مَسيرات الكرامة؛ لا تَزالُ الإرادات تَسيرُ بِيقينٍ؛ ونَحْنُ نُردِّد مَعًا: لا نَرضَى تَخوينًا وتَخويفًا مِن أيّ أحد؛ نَحْنُ وطنيّون أوفياء لشهداء نوفمبر حقيقة؛ ومُخلِصون لِمبادئ ثورة أجدادنا الأبطال؛ رغم التّعتيم الإعلامي والتّضليل الصّحفيّ؛ والضّغط الـمُمارَس على إعلاميّين وصحفيّين أحرار يُحبّون رفاهية حقيقيّة للشّعب كُلّ الشّعب؛ نَظلُّ سائرين في طريق البِناء الوطنيّ الّذي يَضمن حقوق جميع الجزائريّين دون استثناء.
ونَسعَى، بِذكاءٍ، إلى تفويت أيّ سانِحة لأعداء الشَّعب الجزائريّ في الـخارج؛ والّذين يَرون استكمال البِناء الوطنيّ بِطريقةٍ لَمْ تُرضِ الشَّعب الجزائريّ. هكذا هو التّاريخ؛ وهكذا تَتابع الأجيال؛ لكن؛ يَجب ألّا تَتصارع من أجل بِناء وطنيّ قويّ مَتين.
شَعبٌ يُجيد الكتابة بِلسان الوطن؛ ولا يَعرِفُ الهرمَ؛ ويَعرِفُ أنّ الثِّمار غيرُ مُثمِرة؛ ويُدرِك حقيقة أدوات البِناء الوطنيّ الشّامل؛ ومتى تُعزَف سمفونيّة الوطن؟ ويَعرِفُ جيِّدًا اللّحظة التّاريـخيّة الّتي يَسترجِع فيها حقوقه كُلَّ حقوقه؛ وهي مَكفولة في المَواثيق العالَميّة، إنّه حراك شعبيّ بِامتيازٍ ودون مُزايَدات؛ ويَعِي جيِّدًا "الوَحدة الوطنيّة".
نَدعو إلى احترام إرادة الشَّعب، كُلِّ الشَّعب، الّذي قال ويقول بِصوتِ الحقِّ: "أَنَا صَاحِبُ الْحَقِّ".. تِلكم هي رسالة الشَّعب الحُرِّ.
إنّ الجزائر بلد حضاريّ لا يَموت؛ وهي ريحانة مِنْ رياحين هذا العالَم فلا تجعلوها ذابلة من دون عِطر.