يحدث في حركة الجهاد الإسلامي

يحدث في حركة الجهاد الإسلامي

23 يونيو 2018
+ الخط -
تمر حركة الجهاد الإسلامي بأخطر مراحلها السياسية، يبدو أنها ستواجه فترة عصيبة، وستعصف بها ماديًا وسياسيًا. مرت بهذا القدر قبل حوالي ثلاث سنوات، عندما عصفت الأزمة المالية بالحركة، وأدى ذلك إلى أن تغلق عددًا من مكاتبها السياسية، وكذلك توقفت بعض أذرعها الإعلامية المُهمة عن العمل، فحينئذ كان سبب الأزمة تقليص إيران دعمها الحركة، وهذا ما يحدث حاليًا، فعلى الرغم مما تعطيه "الجهاد الإسلامي" من مواقف داعمة لطهران، وتماه كامل مع حزب الله اللبناني، فإن هذا يبدو غير كاف للجمهورية الإسلامية. وقد أضحت كل هذه الأمور معتادة داخل أروقة الحركة، لكن ما لم تتعود عليه هو التساؤل الأبرز، من سيتولى الحكم بعد الأمين العام رمضان شلح؟
يمكننا التأكيد على أن الوضع الصحي لشلح غير مريح، ويتولى حاليا نائب الأمين العام، زياد النخالة، قيادة الحركة، وفوّض النخالة من أعضاء المكتب السياسي، للقيام بأعمال الأمين العام، إلى أن تستقر قيادة الحركة على أحد الأمرين: إما أن يستمر النخالة في القيادة، أو يتم اللجوء إلى انتخابات "سرية" تفرز رئيسًا جديدًا للحركة، مع أن الخيار الأول هو الأرجح في الوقت الحالي، بعد أن دخلت "الجهاد الإسلامي" في مشاورات عديدة في الفترة الماضية مع حزب الله وإيران، بشأن استمرار النخالة قائما بأعمال الأمين العام. وفي حال أجريت انتخابات، فالمنافسة ستكون مقصورة على شخصيتين: زياد النخالة، وسيستمر في حمل الحركة، مع حلف إيران وحزب الله، أو ما يطلق عليه "محور المقاومة"، ومحمد الهندي، الرجل الأول في قيادة الحركة في غزة، حيث إنه على الرغم من زيارته مراتٍ إلى طهران، إلا أنه من دعاة الانفتاح السياسي، والذهاب نحو النموذج التركي، والسير على خطى جماعة الإخوان المسلمين، وحركة حماس.
لماذا يرفض بعض قيادات حركة الجهاد الإسلامي إجراء انتخابات داخلية وتجديد دوائرها، وفي مقدمتها المكتب السياسي؟ لا شك أن تجربة حركة حماس، وتجديدها الشرعيات الداخلية فيها، بخروج خالد مشعل من رئاسة المكتب السياسي، وانتخاب إسماعيل هنية خلفا له، وتزكية صالح العاروري نائبًا له، شجعت "الجهاد الإسلامي" على القيام بالخطوة نفسها، لكن قيادة الحركة، وفي مقدمتها المكتب الرئيس "في قطاع غزة"، يرفضون ذلك، لعدة أسباب، أهمها الخوف من الاختراق الذي قد يحدث من المخابرات الإسرائيلية (الموساد) أذرع الحركة، سيما كوادر الجناح العسكري، جراء تلك الانتخابات، إضافة إلى أن الحركة ليست مهيأة للقيام بتلك الخطوة، فلم تُجرِ انتخابات داخلية بالمطلق، وكان يتم اختيار قادة مكتبها السياسي، عبر التزكية والشورى، كما أن  الأهم أنها ليست فقط من تقود نفسها، بل إن قرارها يتخذ في أكثر من عاصمة إقليمية. ولذلك تريد قيادة غزة أن تنأى بنفسها من أن يُقال عنها إن قرارها ليس بيدها، بل بيدي حزب الله وإيران.
FC65E945-4104-4FE4-87E8-A311DAF2D7EB
FC65E945-4104-4FE4-87E8-A311DAF2D7EB
صلاح سكيك (فلسطين)
صلاح سكيك (فلسطين)