22 سبتمبر 2019
أمام الحشد الكبير
أمام الحشد الكبير
إسماعيل الهدار (تونس)
أمام الحشد العظيم، ارتبك صوته، خفق قلبه، ارتجف خوفا، فماذا عساه يفعل، كانت تلك أول مرة يخطب بين الناس، كانت تلك المرة الأولى التي يحتدم فيها بجمع غفير، بل ولعلها أول مرة يواجه فيها الآخرين. لقد كان التقوقع والانغلاق هما حياته، ملاذه وخلاصه من كلّ مواجهة مع الآخر، ذلك الآخر الذي يعد بالنسبة إليه أكبر مخاوفه، فلكأنه بمثابة المتاهة التي تبث الرعب لحظة خوض غمارها.
برّر انغلاقه بتلك الترهات والمخاوف التي قيّد بها ذاته، بل وسجنها في دلالات الخوف، الخشية والضعف. سجنها حتى يؤجل كلّ مواجهة مع الآخر، فلم يبال لألمها وقلقها، بأن أخرس صراخها وكمّم صوتها ومن ثم نفا ماهيتها. إنّ وصفه بالمتعسف، كان غير كافي، بالمستبد والجائر غير معبّر وبالظالم غير شافي.
ذات مغتربة في غياهب الخوف مختنقة، أرهقها القمع، بقيت أسيرة تلك المخاوف غير المبرّرة، إنّها تحتضر، ألم يحن الوقت للمواجهة والتخلص من تلك القيود المجحفة؟
تبادرت إلى ذهنه جلّ هذه الأفكار، ليكتشف أنّه أمام امتحان نفسي حقيقي، إنّها وبكل اختصار لحظة إثبات ذاته، لحظة التطوّر وانتشال الذات من بوتقة الانغلاق والتقوقع. لقد أيقن بأنّ العزلة هي فعل إجرامي في حق ذاته، أدرك بأنّ الهروب يمنع عليه معالجة آلامه. وعليه، اتخذ من الكتابة رفيق درب بغية التخلص من أصفاد الخوف، إنّها بمثابة الدافع الرئيسي الذي مكنه من تعزيز دلالات الشجاعة والمواجهة، الإرادة والعزم على المواجهة والتطور.
لقد كان قلمه هو ملاذه، مخلصه ومنتقده. مخلّصه بأنّ وفر له مجالاً مناسبا للتحاور النفسي. منتقده بأنّ انتقد جلّ تصرفاته، أفكاره ومواقفه المتناقضة. ذلك القلم الذي لم ولن يسمح له بأن يبقي سجينا لتلك المخاوف.
كان هذا خطابه لحظة تقديم مداخلته، بعنوان الكتابة وتخليص الذات، لقد أراد وبشدة أن يقص، يحلل وينتقد تجربته، بأنّ قدّم الخلاصة والعلاقة الجدلية بين الذات والكتابة.
برّر انغلاقه بتلك الترهات والمخاوف التي قيّد بها ذاته، بل وسجنها في دلالات الخوف، الخشية والضعف. سجنها حتى يؤجل كلّ مواجهة مع الآخر، فلم يبال لألمها وقلقها، بأن أخرس صراخها وكمّم صوتها ومن ثم نفا ماهيتها. إنّ وصفه بالمتعسف، كان غير كافي، بالمستبد والجائر غير معبّر وبالظالم غير شافي.
ذات مغتربة في غياهب الخوف مختنقة، أرهقها القمع، بقيت أسيرة تلك المخاوف غير المبرّرة، إنّها تحتضر، ألم يحن الوقت للمواجهة والتخلص من تلك القيود المجحفة؟
تبادرت إلى ذهنه جلّ هذه الأفكار، ليكتشف أنّه أمام امتحان نفسي حقيقي، إنّها وبكل اختصار لحظة إثبات ذاته، لحظة التطوّر وانتشال الذات من بوتقة الانغلاق والتقوقع. لقد أيقن بأنّ العزلة هي فعل إجرامي في حق ذاته، أدرك بأنّ الهروب يمنع عليه معالجة آلامه. وعليه، اتخذ من الكتابة رفيق درب بغية التخلص من أصفاد الخوف، إنّها بمثابة الدافع الرئيسي الذي مكنه من تعزيز دلالات الشجاعة والمواجهة، الإرادة والعزم على المواجهة والتطور.
لقد كان قلمه هو ملاذه، مخلصه ومنتقده. مخلّصه بأنّ وفر له مجالاً مناسبا للتحاور النفسي. منتقده بأنّ انتقد جلّ تصرفاته، أفكاره ومواقفه المتناقضة. ذلك القلم الذي لم ولن يسمح له بأن يبقي سجينا لتلك المخاوف.
كان هذا خطابه لحظة تقديم مداخلته، بعنوان الكتابة وتخليص الذات، لقد أراد وبشدة أن يقص، يحلل وينتقد تجربته، بأنّ قدّم الخلاصة والعلاقة الجدلية بين الذات والكتابة.
مقالات أخرى
12 يوليو 2019
27 نوفمبر 2018
29 سبتمبر 2018