عدوان كلية الإعلام

عدوان كلية الإعلام

15 يوليو 2017
+ الخط -
لم يخطر ببالي برهة، مذ أُغرمت بالإعلام، وأصبحت كليته مبتغاي ومبتدأ تحقيق حلمي، أني سأقف على أبوابها تكبّلني الحسرة، وأنا أنظر إلى مدخلها الأشبه بمداخل السجون.
باب له قضبان وحارس يقف في الجهة الأخرى من الباب يمنعانني من أخذ العلم، أنا أعلم أنّها توجيهاتٌ من عمادة الكلية بمنع الطلاب المعسّرين الذين لم يستطيعوا تسديد الرسوم من الدخول للكلية، فضلاً عن منعي من الإطلاع على نتائج النصف الأول من العام الدراسي .
هو عدوان أكاديمي بامتياز، وتعسّف بطريقةٍ غير لائقة، وأسلوب أهوج نعامل به نحن طلاب في كلية الإعلام، أي السلطة الرابعة في البلد. هي عاصفة أكاديمية، مبتغاها تحطيم معنويات الطلاب الذين منعتهم الظروف من سداد رسومهم، ومن لم ينجر من الطلاب لجبهات القتال تجبره قرارات العمادة على الذهاب رغماً عنه. تماماً كزملائنا من الطلاب المبتعثين في الخارج، والذين تخلّت عنهم الحكومة وأوقفت مستحقاتهم المالية.
نحن في العاصمة، وفي جامعة يمنية حكومية، نمنع من دخول القاعات الدراسية، بل لا نستطيع أن نخاطب العمادة، فنحن في نظرهم مجرّد طلابٍ لا يحق لنا طرح الأسئلة والإستفسارات، وما علينا فعله تلبية طلباتهم والتسبيح بحمدهم ليل نهار.
لأنّ عمادة كليتنا، وكما هو المعتاد تغض الطرف عن ظروف الطلاب التي سببتها الحرب الدائرة في البلاد، وكأننا خارج أتون الصراع ولا نتأثر بالأحداث الجارية، هكذا تعتقد العمادة.
وما يحزّ في نفسي هو الصمت الذي أخافني من أساتذتنا، من وقفوا في صف العمادة، وتركوا الطالب يظمأ في صحراء الحرب والقتال.
بالمناسبة، تهتم عمادة كلية الإعلام بالإستثمارات التي تدر لها الأموال، فهي تهتم ببناء المقاهي والمطاعم، ولا تكترث بالطالب الذي تهدم أحلامه وأهدافه وتدك كل طموحاته.
اعلموا أنّ بناء الطالب صاحب الفكر النير خير من ألف كافتيريا تعود لكم بالأموال، وأنّ إشباع العقل والذات بالثقافة خير من إشباع المعدة بالطعام، وتوفير المكتبات والكتب خير من عربات البوظة والمكسّرات الموجودة في ساحة الكلية.
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)