العلاقات القطرية السعودية.. إلى أين؟

العلاقات القطرية السعودية.. إلى أين؟

12 يونيو 2017
+ الخط -
تشهد العلاقات القطرية السعودية أزمة حادة بعد قطع الأخيرة العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر، ولا تقل الأزمة حدةً مع اتخاذ الإمارات ومصر ودول أخرى الإجراءات نفسها التي اتخذتها السعودية ضد قطر.
ظلّت العلاقات القطرية السعودية بين مد وجزر على مدى العقود الماضية، وعلى الرغم من الاختلافات التي كانت تطرأ على هذه العلاقات، إلا أنّ البلدين كانا يتجاوزان هذه الاختلافات، من خلال اجتماعات مغلقة بين رؤساء البلدين أو ممثليهم، من دون أن يظهر لوسائل الإعلام مدى الشرخ الدبلوماسي المتسع بين البلدين. ولكن، بعد قمم الرياض الثلاث، بدا للعيان مدى حدّة هذا الخلاف القطري السعودي، خصوصا بعد التصريحات المنسوبة الى أمير قطر عبر موقع حكومي على الإنترنت، إلا أن الحكومة القطرية نفت هذه التصريحات، وقالت إن موقعها تعرّض للقرصنة، إلا أنّ الهجمة الإعلامية الشرسة من الوسائل الإعلامية السعودية الإماراتية لم تتوقف، بل اعتبرت التصريحات المنسوبة للأمير الشيخ تميم بن حمد بمثابة الفرصة التي يجب استغلالها للنيل من قطر ومحاربتها سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا.
ولكن من خلال هذه المعطيات، نجد أن استهداف قطر بهذا الشكل، أمرٌ دُبّر له في الثلاث القمم الخليجية العربية الإسلامية الأميركية، فما كان تلفيق التصريحات إلا لفتح ثغرة يتم من خلالها تصفية الحسابات التي ظلّت السعودية خلال عقود عاجزة عن فتح ملفاتها، لولا الدعم المعنوي الأميركي التي حصلت عليه أخيرا من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وأبرز هذه الملفات الخلافية دعم قطر جماعة الإخوان المسلمين، وإيواء معظم قياداتها، والتي تعتبرها السعودية جماعة إرهابية، ليس لأن لها صلة بالإرهاب، بل لأنها جماعة دينية سياسية تسعى للوصول إلى السلطة، ولا تُحرّم الخروج على ولي الأمر كما تفعل جماعات السلفيين المدعومة سعوديًا، والتي تُعتبر صمام أمان النظام السعودي.
ومن الخلافات التي طفت على سطح المناكفات السياسية، دعم قطر حركة حماس الفلسطينية، والتي أعلنتها مصر جماعة إرهابية، وكل هذه التصرفات ليست إلا خدمة لإسرائيل لا سواها، فقد صرّح مسؤلون إسرائيليون عن مباركتهم هذا الحصار ضد قطر، واعتبروه خطوه جيدة لمحاربة الإرهاب.
وعلى الرغم من تسارع الأحداث، وتغيّر السياسات لمعظم الدول العربية، إلا أنها لا زالت تحمل بصمة الغباء السياسي الذي يستشري في معظم الأنظمة العربية، فإجراءات قطع العلاقات مع قطر هو بمثابة رميها إلى أحضان إيران، بإغلاق كلّ المنافذ ما يجعل أمام قطر الحق في فتح علاقات أقوى مع إيران، والتي تعتبرها السعودية عدوةً لها، وكذا يفسح المجال أكثر أمام إيران للتوغل في المنطقة العربية، تزامنًا مع أحداث البحرين وحرب اليمن.
D3DEB331-FD61-412F-A981-A02DF5C92998
D3DEB331-FD61-412F-A981-A02DF5C92998
مطهر الخضمي (اليمن)
مطهر الخضمي (اليمن)