السيسي والإرهاب

السيسي والإرهاب

16 ابريل 2017
+ الخط -
عندما جاء عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة في مصر كانت قضيته الأساسية هي الأمن والقضاء على الإرهاب، والآن، وبعد ما يقارب من أربع سنوات، هل تحقّق الأمن؟
هل انتهى الإرهاب في مصر؟ القضية الوحيدة التي اهتمت بها الدولة على حساب الاقتصاد والسياحة والصناعة والزراعة، كان الفشل هو مصيرها في النهاية.
تمّ إعلان الطوارئ في سيناء، ومع ذلك لا يكاد أسبوع يمرّ حتى نقرأ أو نشاهد عمليات إرهابية، تخلّف وراءها عشرات الضحايا، في تحدّ سافر وواضح للدولة المصرية.
لا أحد يعرف شيئاً عن ما يحدث في سيناء. ولكن من يطالع الأخبار والصحف يكتشف أنّه لا يمرّ أسبوع إلا ويسقط عشرات الجنود، أو تهجير الأقباط إلى الإسماعيلية. في خطاب السيسي، أخيرا، يتحدث عن النجاح الذي تحقّق في سيناء، والذي لا نراه نحن، لا زالت سيناء على قوائم معظم دول العالم الممنوع السفر إليها.
في عام 2015 وعقب العمليات الإرهابية في فرنسا، تمّ إغلاق الحدود لمنع هروب أو تسلّل العناصر الإرهابية، فهل تستطيع الدولة المصرية القيام بالمثل والسيطرة على الحدود؟
إذاً، ماذا قدّم إعلان حالة الطوارئ أو النجاح الذي تحقّق في سيناء، حتى يشمل قانون الطوارئ جميع أنحاء مصر؟ وإذا كان إعلان قانون الطوارئ سيحد أو سيحمي الدولة المصرية من العمليات الإرهابية، فمصر تعيش بالفعل في طوارئ منذ إسقاط نظام الإخوان.
الحبس مصير من يتحدث، أو يعارض، أو حتى يفكر في عقله أو في أحلامه، فلا تنتظر من المفرج عنهم سوى الكراهية لمصر والخروج بلا عودة.
ولازال السيسي يتحدّث عن تجديد الخطاب الديني، ولا أعلم ماذا يريد سيادة الرئيس من الخطاب الديني أكثر من أنّ سما المصري ستحدثنا عن الدين في شهر رمضان المقبل، والخطبة الموحدة التي ألغت تفكير أي خطيب على المنبر، فقط إلقاء ما يريده النظام، وإلغاء أيّ تجمعات في المساجد، وقريباً ستلغى الصلاة في المساجد، ويتم إصدار فتوى تجيز عدم الصلاة.
هل يستوي ضحايا الإرهاب وضحايا الإهمال؟ المفترض أنّهم في النهاية مواطنون والكل سواء، ولكن إذا وقع العشرات من التلاميذ ضحايا التسمّم في المدارس نتيجة تناول وجبات مدرسية، فهو أمر غير مقبول، ولكن يستحق العناء من الدولة للتحرّك، أو إقاله وزير، أو محاسبة مسؤول، ولكن لا تتحرّك الدولة إلا مع حدوث تفجيرات! إذ لا نتحدث عن حق المواطن في الحياة الكريمة أو الأمن، إلا بتفجير كنيسة أو أماكن عامة.
سواء، تمّ إعلان حالة الطوارئ أم لا، ففي كلّ الأحول المواطن يقبض عليه ويموت داخل الأقسام نتيجة الهبوط الحاد في الدورة الدموية، الكل يموت نتيجة الهبوط، وليس بسبب التعذيب أو المعاملة الغير أدمية.
وكأنّنا لا نريد أن تعود مصر إلى مكانتها، وأن يتعافى الاقتصاد، وأن يتحسّن الدخل، ولكن كلّ المؤشرات تقول أنّ من يحكمون مصر لم ينجحوا في أيّ شيء، ولا تنتظر من الفاشل دائماً أن ينجح بغتة.
ما يحدث في مصر ما هو إلا نتاج التعامل الأمني والإعلامي، فالقضية أكبر من تفجير الكنائس وسقوط عشرات من القتلى والجرحى، والإرهاب الذي لا تعاني منه مصر فقط، ولكن معظم دول العالم طالها الإرهاب، ولكن معدلات الجرائم الإرهابية في مصر لا تقارن بما يحدث في عواصم العالم، وإلقاء اللوم على الخطاب الديني ما هو إلا حجة وشمّاعه تعلّق عليها الحكومة المصرية فشلها في التعامل الأمني.
21119EE6-EC18-4318-8E21-4BFE626FF6AB
21119EE6-EC18-4318-8E21-4BFE626FF6AB
علاء الشنواني (مصر)
علاء الشنواني (مصر)