الولايات المتحدة الأميركية "الإسلامية"

الولايات المتحدة الأميركية "الإسلامية"

31 اغسطس 2016
+ الخط -
فرح كثيرون عندما جاء باراك أوباما وأصبح رئيساً لأميركا، حيث أنه من "نسل" رجل إفريقي مسلم، إذ ستغيّر حياة العبودية التي عاشها أجداده مفهوم العدالة لديه. وأعقب ذلك زيارته المنطقة، ثم ما تلا ذلك من دعم ثورات الربيع العربي، ولو ظاهرياً.
وصل بعضهم إلى حدّ أن تخيّل دخول أميركا الإسلام، حين بادرت بامتثالها الشرعي لأوامر القرآن ونواهيه، على الرغم من حداثة إسلامها! فجاءت إلى المنطقة، بوزرائها وسفرائها، تذكرنا بضرورة نصرة المسلمين لها، وتذكّرنا بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة"، ولم تقف عند الموّدة، بل طالبت بعدم الحوار معهم (القاعدة، طالبان، جبهة فتح الشام، بوكوحرام، داعش).
وعلى الرغم من ظلال داعش، تبقى فتح الشام تمثل فرقة إسلامية خارجة، لم تهدم المساجد، ولم تحرق القرآن، ولم تقتل السنة في العراق والشام وتهجّرهم في اليمن ، وإن كانت داعش متأوّلة في فعلها، فيجب الحوار معها أيضا دون مانع حتى تقام عليها الحجة .
سابقا، حاور الإمام علي، رضي الله عنه، الخوارج حتى أقام عليهم الحجة، ثم قاتلهم، إذ لا يجب قتال أيّ من هذه الفرق مباشرة لمجرد عدائها مع دولة إسلامية كبرى، حديثة عهد بالإسلام، كالولايات المتحدة الأميركية "الإسلامية"
ما جعلنا نرتاب في إسلام أميركا وسلامة عقيدتها، أنّها لا تطرح الأمر كدولة إسلامية، مثل دول حكامنا، وإنما تفرضه كأنها مشرّع سماوي، وكأنّها تضع نفسها في درجة رب العالمين، وهذا يتضاد وعقيدة الإسلام.
هل حكامنا هم من يجعلنا نتوهم وضع أميركا بمنزلة الإله، حين يستجيبون لها على استحياءٍ ناجم عن خشيتهم من أن ترتد عن الإسلام، حين ترى تقاعسهم عن نصرتها كمسلمة حديثاً، وإن تقاعسهم هذا قد يجعلهم آثمين، مخالفين للإسلام في نظرها، وربما قد تظن بالإسلام سوءاً، حيث أنها حديثة عهد به؟
لذا، وجب على قادتنا تفقيه أميركا في الدين، وتوعيتها توعية شرعية كحديثة عهد بإسلامهم... جزاهم الله ما يستحقون، وأن يقولوا لها إنّ نصرتهم المسلمين المستضغفين بالمال والسلاح والرجال، وحوارهم مع من يتفق معهم في عقيدتهم الإسلامية، وحوارهم مع القاعدة والنصرة وداعش أولى شرعاً من الحوار مع من يخالفهم العقيدة، وأولى من الحوار مع نظام الملالي في إيران ومليشياته، وأولى من حوارهم مع إسرائيل.
أما أميركا، فهداها الله إلى جهنم، إن لم تهتد، ولم تفهم مقاصد الشرع التي أنتم موكلون بها إمام الله.
5D320B6D-4DB5-4703-9E03-AEA43A019165
5D320B6D-4DB5-4703-9E03-AEA43A019165
عبد السلام عكروت (اليمن)
عبد السلام عكروت (اليمن)