تعريفات وتساؤلات

08 أكتوبر 2016
+ الخط -
الفشل: عدم القدرة على حل المشكلة/ الأزمة على الرغم من امتلاكك أدوات الحل.
الفساد: استغلال عدم الحل في تسويق وتبرير سياسات خاطئة تسمح لبعضهم بالاستفادة منها.
الظلم: استغلال عدم النجاح في حل المشكلة الأصلية في ظلم فئة لحساب فئة أخرى.
بهذه التعريفات البسيطة الواضحة، يمكن التأكيد أنّ النظام المصري الحالي فاشل، فاسد، ظالم .
مثلا هناك مشكلة الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه، إذ فشل الرئيس الحالي وحكوماته المتعاقبة خلال ثلاث سنوات في حلّها، ويا ليت الأزمة وقفت عند حدودها التي كانت عليها في 2013، لكنها تتفاقم يوماً بعد يوم، وتتعقد أكثر وأكثر ممّا يجعل الفشل واضحاً لا يحتاج إلى أدلة أو إثباتات، فانخفضت قيمة الجنيه بأكثر من 50% عما كانت عليه في 2013، وارتفعت الأسعار أكثر من 100%، وأصبح المواطن يفاجئ يومياً بأسعار جديدة عما كانت عليه في اليوم السابق .
استغل النظام فشله في الحل لترويج سياسات فاشلة، مثل سيطرة الجيش على الملف الاقتصادي، واحتكاره بعض الأدوات الاقتصادية الضرورية، بدعوى أنّ هذه السيطرة ستساعد في حل الأزمة (ميزانية الجيش الاقتصادية لا تخضع لأي نوع من الرقابة الشعبية)، واتبّع النظام كذلك سياسة الاقتراض المتزايد من جميع الدول، ومن صندوق النقد، ما زاد الأعباء على المواطن البسيط، وساهم أكثر في ارتفاع الأسعار، كما استغل فشله في الحل في بيع الوهم للمواطن، من خلال الوعود الكاذبة كالنمو المتوّقع، وحل مشكلة البطالة والمشروعات العملاقة.
فيما يخص الظلم، يستغل النظام المشكلة الأصلية (الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار) في زيادة رواتب رجال الجيش والشرطة، وامتيازات القضاة من أجل ضمان ولاء كل هؤلاء من دون النظر للمواطن البسيط، فلا يتم رفع راتبه (أو يتم بنسبة قليلة لا تتساوى مع الفئات المذكورة) باعتبار الموظفين مواطنين من الدرجة الثانية، بينما يحظى غيرهم بالتميّز والأفضلية .
كثيرة هي الأزمات التي يمكن القياس عليها، لتأكيد ما سبق في كل المجالات، سواء ما يتصل مباشرة بالمواطن ومعاناته اليومية، كالمثال السابق، أو ما يتصل بالقضايا القومية، مثل سد النهضة وأزمة تيران وصنافير، أو ما يتصل بالكرامة والحريات الشخصية، مثل حرية التعبير والتجاوزات في أقسام الشرطة... وفي كل منها نموذج واضح للفشل والظلم والفساد.
إن كان هذا هو حال النظام، ويبدو أنّه لم ولن يغيّره، فهذه طبيعته وسماته وقدراته، فما هو حال الشعب؟ هل سيظل عاملاً سلبيا؟ هل سيبقى موافقا على الفشل والظلم والفساد؟ هل سيظل ممثلا لموقف المتفرّج؟ هل أصبح عاجزا عن القيام بدور الفاعل ورضي بدور المفعول به؟
تساؤلات واضحة وبسيطة ستجيب عنها الأيام، وإن كنت أعتقد أن الإجابة ستكون أقوى ممّا نتوّقع، وأسرع ممّا نعتقد.
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
محمد لطفي (مصر)
محمد لطفي (مصر)