على خاصرة البحر..

على خاصرة البحر..

20 أكتوبر 2015
+ الخط -
تتابع صواريخ النظام السوري الوحشية ورصاصاته غير الطائشة طريقها نحو أرواح السوريين والذين يكابدون أيضاً جرائم الترهيب والقتل التي ترتكبها داعش، فيندفعون إلى ركوب قوارب الموت لمغادرة ذاكرة وطنهم التي صارت مستودعاً لحفظ جماجم ساكنيه، حيث طمست الدماء معظم التجارب واللحظات الوردية في شوارع المدن السورية، ولم تعد النفس قادرة على استعادة أي من تلك الحياة المتوجة بالياسمين.
يتأبط السوري همومه غير القليلة ألبتة، التي تستهدف كل آماله بأن يعيش حياة كإنسان طبيعي، لتكون أمواج البحر دليله الوحيد لواقع أفضل، وهكذا يبدأ البحر طقوسه المرعبة والظاهرة للجميع بالعبث بأقدارنا المنهكة والمختنقة من دخان عقود من الاستبداد، ويبدأ السوري، بقواربه اللاجئة من الجحيم، رسم معالم البحر "الأسود" المتوسط من جديد.
على خاصرة البحر، الزمكان غامض للغاية، إلى درجة أنك لا تُدرك كم من الساعات ولدت من رحم الزمن، أو كم من إحداثيات المكان تبعثرت في الفراغ، في البحر "الأسود" المتوسط لن تصادف حوت يونس، ليبتلعك وتتقوقع حياتك بداخله، وتنتهي المعجزة بأمان، بل يبتلعك الغرق، لتنهي من خلاله حلمك بالوصول إلى القارة العجوز...أو إلى حياةٍ كالحياة.
avata
avata
صالح (سورية)
صالح (سورية)