فرنسا في العلاقات الهندية الإماراتية

فرنسا في العلاقات الهندية الإماراتية

02 مارس 2023

وزراء خارجية فرنسا (يمين) والهند (وسط) والإمارات (يسار) في نيويورك (19/9/2022/ فرانس برس)

+ الخط -

في وقتٍ يشهد النظام الدولي صعود الهند؛ إذ تصنّف خامس دولة من ناحية الناتج المحلي الإجمالي عالمياً، وثالث أكبر اقتصاد آسيوي، وأيضاً ثالث أكبر اقتصاد من حيث القوة الشرائية في العالم، ورابع دولةٍ من ناحية القوة العسكرية؛ فإنّ دولة الإمارات تبدو موجودة في محطّات هندية عدّة في العلاقات الدولية، جديدها أخيرا المنتدى الثلاثي الجديد، والذي أعُلن عن تأسيسه يوم 4 الشهر الماضي (فبراير/ شباط) بين الهند والإمارات وفرنسا. اللافت أن الهند والإمارات باتا يعتبران شريكين يتبادلان المصالح بشكل استراتيجي متزايد، سواء على نحو ثنائي، أو وهذا الأكثر إثارة للاهتمام، بالتشارك مع طرفٍ ثالث متغير. وعلى سبيل المثال، تبدو الإمارات حاليا مهتمّة بأن يكون لها حضور قوي في اجتماعات مجموعة العشرين الاقتصادية، التي تتولى الهند حاليا رئاستها الدوريّة، كما ينشأ برنامج تعاون هندي إماراتي مع فرنسا.

قبل ذلك، انضمّت الإمارات والهند إلى التحالف الرباعي تحت اسم "I2U2"، وهو تحالفٌ يضم البلدين مع إسرائيل والولايات المتحدة، وعُقد القمة الرسمية الأولى للتحالف، يوم 14 يوليو/ تموز 2022. (انظر: منال علان، تعاون رباعي وخطط تطبيع "غير إبراهيمية" العربي الجديد 28/ 9/ 2022).

يوفّر تولّي الهند دوراً قيادياً لرئاسة مجموعة العشرين، منذ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2022، عاماً، أي إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، فرصة للهند لتقديم نفسها دولة كبرى، لديها القدرة على تحمّل المسؤولية في إدارة قضايا عالمية، وإثبات مكانتها الدولية. وبصفتها الرئاسية، وجّهت الهند دعوة إلى الإمارات، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين واجتماعاتها بلدا ضيفا. وتضاف هذه الخطوة إلى مجموعة خطوات ومشاريع سياسية مشتركة، بين الإمارات والهند، برزت في العامين الأخيرين، ومن شأنها أن تتيح إمكانية دعم الإمارات قيادة الهند في قضايا اقتصادية ودولية على مستوى متعدّد الأطراف. في المقابل، تحصل الإمارات على فرصة للحضور الدولي، وتستفيد من وزن الهند في عدة ملفات ومسارات دولية.

في سياق تولى الهند رئاسة مجموعة العشرين، هناك مبادرات ومشاريع عديدة ثنائية، وكذلك إقليمية وعالمية متعدّدة الأطراف، تسعى نيودلهي من خلالها إلى تحقيق أهدافها في السياسة الخارجية، عبر مشاركة حلفائها وشركائها في العلاقات الدولية. في حين يمثل وجود الإمارات ضيفا موثوقا بالنسبة للهند في مجموعة العشرين، وشريكا معتمدا في عدة مبادرات، أحدها تكوين مجموعة فرنسية – هندية – إماراتية.

بالتوازي مع خطط "I2U2"، في خريف عام 2022، اجتمع وزراء خارجية الهند والإمارات وفرنسا، للمرّة الأولى، في 19 سبتمبر/ أيلول 2022، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ثم استمرت الاتصالات، وأُعلنت مبادرة أكثر استدامة نحو تعاون ثلاثي جديد، وعقب اتصال هاتفي بين وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، ووزير الخارجية والتعاون الدولي، عبد الله بن زايد، ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، في 4 فبراير/ شباط 2023. وجرى الإعلان في بيانٍ مشترك عن تأسيس مبادرة تعاون ثلاثية رسمية، بمثابة "منتدى"، مع تبنّي خريطة طريق لبدء تنفيذها، عبر العمل على تعزيز مشاريع التعاون وتصميمها وتنفيذها مع تركيز على مجالات الطاقة، خصوصاً الطاقتين الشمسية والنووية، ومشاريع أخرى تتعلق بشؤون مكافحة تغيّر المناخ وحماية التنوع البيولوجي. ورغم هذا البعد "الطاقوي" للمنتدى الثلاثي الجديد، يجب رؤيته في إطار التنسيق الهندي الإماراتي اللافت، في منتديات وأطر مختلفة، أحدها مجموعة العشرين، إلى جانب مبادرات متعدّدة الأطراف.

تأتي المبادرة الثلاثية الهندية – الإماراتية - الفرنسية، ضمن تطلعات نيودلهي وأهدافها في السياسة الخارجية، عبر قيادتها رئاسة مجموعة العشرين؛ إذ سيتم تنظيم مجموعة من المبادرات عبر المنتدى الثلاثي في إطار الرئاسة الهندية للمجموعة. ما قد يتيح ذلك تنسيق تعاون ثلاثي هندي إماراتي فرنسي على مستوى إقليمي وعالمي متعدّد الأطراف. وذلك عبر الوجود الثلاثي، الهند (رئاسة)، فرنسا (عضو)، الإمارات (ضيف) في مجموعة العشرين، وقد نصّت البيانات الرسمية الخاصة بالمنتدى الثلاثي صراحةً على اعتبار مجموعة العشرين مكاناً ومناسبة للعمل الثلاثي.

وتشكّل مجالات العمل، مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا، من القضايا ذات الأولية في جدول أعمال المنتدى الثلاثي الجديد، ليتوافق ذلك مع تطلعات جدول أعمال الهند عبر رئاسة مجموعة العشرين. وقد أوضح البيان المشترك لمنتدى التعاون الثلاثي الجديد أنّه "سيتم تنظيم مجموعة من الأحداث الثلاثية في إطار رئاسة الهند لمجموعة العشرين واستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في عام 2023". وفي وقتٍ سابق، أشار أحمد بن علي الصايغ، وهو وزير دولة لشؤون الاقتصاد والتجارة، في وزارة الخارجية الإماراتية، والذي ترأس وفد بلاده في الاجتماع الأول لمسار الشيربا (Sherpas’ Track)، وهو مسار يركّز على الأمور المالية وغير الاقتصادية، والذي عُقد في مدينة أودايبور- الهند، 4 -7 ديسمبر/ كانون الأول 2022، إلى الدور الرئيسي الذي قد تقدّمه الإمارات في قضية المناخ، بصفتها الدولة المستضيفة القادمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، من خلال العمل بشكل تآزري مع مجموعة العشرين، بما يوائم الأولويات والتطلعات التي حدّدتها الرئاسة الهندية عبر المجموعة، ويوضح التخطيط الإماراتي الهندي في إطار المجموعة وفعالياتها لهذا العام.

اتفقت الأطراف الثلاثة على توسيع التعاون من خلال مبادرات مثل تحالف المنغروف للمناخ (Mangrove Alliance) بقيادة الإمارات، وشراكة حدائق المحيطين الهندي والهادئ (Indo-Pacific Parks Partnership)، بقيادة الهند وفرنسا. وتخدم بعض فعاليات هذه المنتديات مشاريع خاصة في الإمارات، فمثلاً تسعى مبادرة تحالف المنغروف إلى توسيع نطاق الحفاظ على النظم البيئية لأشجار القرم وتسريعها لمصلحة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وهذه الأشجار أساسية وتنتشر في الإمارات وتلائم بيئتها الصحراوية وتنمو في مياه البحر، أو اعتماداً عليها.

يوفّر تولّي الهند دوراً قيادياً لرئاسة مجموعة العشرين، فرصة لتقديم نفسها دولة كبرى، لديها القدرة على تحمّل المسؤولية في إدارة قضايا عالمية

تفتح أطر العمل الهندي الإماراتي، مع فرنسا، في مجال البيئة الباب لتعاون خاص مع دول أخرى، مثل أندونيسيا، فقد أعلن عن مبادرة إماراتية- إندونيسية عبر تحالف المنغروف من أجل المناخ الذي أُطلق عام 2022، ووجود الهند دولة عضوا في التحالف قد يتيح ذلك فرص عمل وتنسيق ما بين الهند والإمارات وإندونيسيا. وهنا تجب الإشارة إلى أنّ إندونيسيا تشترك في الإدارة الثلاثية لمجموعة العشرين؛ وهي إدارة تضم الرئيس الحالي والسابق والقادم، أي "ترويكا" مجموعة العشرين؛ ولها دور مهم لضمان استمرارية أجندة المجموعة، وخلال فترة رئاسة الهند تصبح الترويكا تضم الرئاسة الحالية (الهند)، والسابقة (إندونيسيا)، والمقبلة (البرازيل). وسواء عبر مجموعة العشرين، أو عبر المنتدى الثلاثي الجديد؛ كون الهند تقود رئاسة مجموعة العشرين، تشترك بالإدارة الثلاثية للمجموعة مع وإندونيسيا؛ ونظراً إلى عضوية كلاً من الهند والإمارات في المنتدى الثلاثي الجديد.

وعلى ضوء الإعلان عن استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ في فرنسا عام 2018، ومن ثم إعلانها في الهند في 2019، شكلت كلّ من نيودلهي وباريس شراكة حدائق المحيطين الهندي والهادئ، والتي تهدف "إلى بناء القدرات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من حيث الإدارة المستدامة للمناطق المحمية، من خلال جمع وتبادل الخبرات الموجودة في المنطقة بين مديري المتنزهات الطبيعية العامة والخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". وهي مبادرة أخرى قد تتيح التعاون عبر المنتدى الثلاثي في إطار رئاسة الهند مجموعة العشرين؛ ما بين دولة رئاسة (الهند) ودولة عضو (فرنسا) في مجموعة العشرين، ودور قيادي مشترك هندي فرنسي في شركة حدائق المحيطين الهندي والهادئ، وتفتح باباً للإمارات في هذه الأطر.

في مسار آخر للتعاون في مجال المناخ بين الهند وفرنسا، بالإضافة إلى الإمارات، أطلق رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، "التحالف الدولي للطاقة الشمسية" (تحالف المناخ والهواء النظيف) في 2015، وهو منظمّة حكومية دولية قائمة على المعاهدات، في حين تتمثل مهمة التحالف في "توفير منصّة مخصّصة للتعاون بين البلدان الغنية بموارد الطاقة الشمسية والمجتمع العالمي الأوسع، بما في ذلك المنظمات الثنائية والمتعدّدة الأطراف والصناعة وأصحاب المصلحة الآخرين، لدعم الاستخدام المتزايد للطاقة الشمسية". وقد انضمت الإمارات إلى "التحالف الدولي للطاقة الشمسية" عام 2017، في حين شاركت أيضاً في مختلف فعاليات التحالف واجتماعاته منذ تشكيله.

قد تتيح قيادة الهند وفرنسا مبادرة التحالف الدولي للطاقة الشمسية (تحالف المناخ والهواء النظيف)، وعضوية الإمارات بالتحالف، إمكانية تطوير مبادرة التحالف، عبر المنتدى الثلاثي الجديد؛ كون قضية المناخ من أولويات جدول أعمال المنتدى الذي يجمع الدول الثلاث أعلاه. وعبر رئاسة الهند لمجموعة العشرين؛ هناك أيضاً إمكانية للتعاون، من خلال التعاون والتنسيق مع فرنسا؛ كونها دولةً عضوا في مجموعة العشرين من ناحية، ومن ناحية أخرى كونها قائدة مشتركة مع الهند للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، مع إمكانية التعاون مع دولة الإمارات، دولة ضيفا في مجموعة العشرين، وعضوا في التحالف الدولي للطاقة الشمسية.

 الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري، وثاني أكبر وجهة تصدير للهند

وفي مجال آخر للتعاون، مجال التمويل المستدام، تحدّث رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، عبر مؤتمر القمة السابعة عشرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين، 15- 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، في بالي (إندونيسيا) عن البرنامج الرائد "Mission Life"، والذي أعلن عنه مودي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2021، ويسعى نحو تشجع أنماط حياة أكثر استدامة في البلاد، قائلاً إن البرنامج يمكن أن يقدّم "مساهمة كبيرة" من خلال تحويل الحياة المستدامة إلى "حركة جماهيرية". وفي إطار التعاون الثلاثي الجديد، "تم الاتفاق على أن تسعى البلدان الثلاثة إلى التركيز على القضايا الرئيسية، مثل التلوث البلاستيكي الذي يستخدم لمرة واحدة، والتصحر، والأمن الغذائي في سياق السنة الدولية للدخن 2023. كما أكّد على الرغبة الشديدة في التعاون في مجال الاقتصاد الدائري تحت رعاية البرنامج "Mission Life" الهندي".

ووفقاً للبيان المشترك للمنتدى الثلاثي الجديد بين الهند والإمارات وفرنسا، "ستستكشف الدول الثلاث إمكانية العمل مع جمعية حافة المحيط الهندي (IORA)، لمتابعة مشاريع ملموسة وقابلة للتنفيذ بشأن الطاقة النظيفة والبيئة والتنوع البيولوجي".

وتعتبر جمعية حافة المحيط الهندي منظمة حكومية دولية ديناميكية تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة داخل منطقة المحيط الهندي، من خلال 23 دولة عضو و10 شركاء حوار. تأسّست في 1997، ونشأت رؤية الجمعية، خلال زيارة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا من جنوب أفريقيا إلى الهند في 1995، حيث قال: "الدافع الطبيعي لوقائع التاريخ والجغرافيا ... يجب أن يوسّع نفسه ليشمل مفهوم المحيط الهندي للتعاون الاجتماعي والاقتصادي والمساعي السلمية الأخرى.."، "هذا الشعور والأساس المنطقي دعم مبادرة إنشاء جمعية حافة المحيط الهندي بعد ذلك بعامين".

كانت الهند رئيسة الهيئة العليا (مجلس وزراء الخارجية) لجمعية حافة المحيط الهندي من 2011 - 2013، وتولت الإمارات منصب الرئاسة من 2019 - 2021، وقد انضمت فرنسا عضوا رسميا في عام 2020. وقد يتيح وجود الدول الثلاث السابقة، في جمعية حافّة المحيط الهندي، إمكانية التعاون في مجالات مختلفة؛ فوفقاً للوثيقة الجمعية، يمكن التنسيق والتكامل مع منتدياتٍ متعدّدة الأطراف، "لتنفيذ السياسات والمشاريع لتحسين حياة الناس داخل الدول الأعضاء في المحيط الهندي"، مع اتخاذ القرارات بشأن جميع المسائل والقضايا وعلى جميع المستويات على أساس توافق الآراء. ربما قد يفتح ذلك المجال أمام إمكانية التعاون مع المنتدى الثلاثي الجديد.

ووفقاً للبيان المشترك الثلاثي للمنتدى الجديد، و"باعتبار الدول الثلاث في طليعة الابتكار التكنولوجي، سيتم تشجيع تطوير التعاون الثلاثي بين المؤسّسات الأكاديمية والبحثية ذات العلاقة، وتعزيز الجهود المبذولة لتشجيع مشاريع الابتكار المشترك ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال، وفي هذا السياق، سيتم تنظيم المؤتمرات والاجتماعات الثلاثية على هامش الفعاليات التكنولوجية عالية المستوى، مثل، Viva Tech، Bengaluru Tech Summit، GITEX، لدعم التعاون".

حظيت كلّ من الإمارات وفرنسا على نصيبها من المبادرات والبرامج والمشاريع الهندية على المستويات

ومن الجدير ذكره، أن الفعاليات التكنولوجية المشار إليها تُعدّ من أكبر الفعاليات التقنية التي تعقد سنوياً في كل من فرنسا والهند والإمارات. Viva Tech مؤتمر تقني مخصص للابتكار والشركات الناشئة، يُعقد في باريس، وهو أكبر حدث أوروبي تكنولوجي. أما Bengaluru Tech Summit فهو حدث تكنولوجي رائد في الهند، يعقد في ولاية بنغالورو الهندية، ويعتبر أيضاً أكبر قمة تكنولوجية في آسيا. أما GITEX GLOBAL، يشكل حدثا تقنيا للقوة الكاملة للكون الرقمي -معرض تقني عالمي-، ينظمه ويقام في مركز دبي التجاري العالمي. وسيعقد الحدث التكنولوجي الأوروبي في فرنسا في يونيو/ حزيران، والحدث التكنولوجي الرقمي العالمي في الإمارات في أكتوبر/ تشرين الأول، والحدث التكنولوجي الآسيوي في الهند في نوفمبر/ تشرين الثاني، من العام الجاري على التوالي. وفي كل حدث، قد يكون هناك برامج عمل ومشاريع بالتعاون وبالتنسيق ما بين الدول الثلاثة في إطار المنتدى الثلاثي الجديد. وربما أيضاً عبر مجموعة العشرين؛ إذ كشف رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عن شعار اجتماعات والموقع الإلكتروني لرئاسة الهند للمجموعة، وقال "يمكن أن يكون استخدام التكنولوجيا الرقمية في التنمية، والإدماج، وإزالة الفساد، وتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية وسهولة المعيشة".

ختاماً، جاء حرص الهند على استضافة الإمارات اجتماعات مجموعة العشرين، نتيجة تنامي العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة؛ عبر تفاعل دبلوماسي مكثف، نتج عنه ارتقاء العلاقات إلى مستوى استراتيجي شامل؛ إذ تعدّ الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري، وثاني أكبر وجهة تصدير للهند. وبالنسبة إلى الإمارات، تعدّ الهند ثاني أكبر شريك تجاري، فمن الملاحظ حرص الهند على ضرورة وجود الإمارات في مختلف المبادرات والتحالفات الثنائية والمتعدّدة الأطراف. في حين أسهم التعاون الثنائي والإقليمي عبر مبادرات وتحالفات متعدّدة الأطراف بين الهند والإمارات من جهة، وبين الهند وفرنسا من جهة أخرى، نحو مسار آخر لتعاون في مجالات مختلفة فيما بينهما؛ عبر تشكيل منتدى ثلاثي جديد متعدّد الأطراف.

حظيت كلّ من الإمارات وفرنسا على نصيبها من المبادرات والبرامج والمشاريع الهندية على المستويات، الثنائي والإقليمي والعالمي، ما يتيح ذلك إمكانية دعم كلٍّ منهما قيادة الهند مجموعة العشرين على مستوى متعدّد الأطراف، ليصل التعاون إلى تأسيس منتدى ثلاثي جديد، عبر إمكانية المشاركة والتعاون في مبادراتٍ لدعم قضايا مختلفة، وقضية المناخ خير الأمثلة على ذلك.