الروس يتقدمون على الخط الأمامي للحرب في شرق أوكرانيا

الروس يتقدمون على الخط الأمامي للحرب في شرق أوكرانيا

23 يونيو 2022
تقع ليسيتشانسك في إقليم لوغانسك الذي يشكل ساحة معركة رئيسية (أناتولي ستيبانوف/فرانس برس)
+ الخط -

قال قادة عسكريون بريطانيون وأوكرانيون إن الجيش الروسي بسط سيطرته على مزيد من الأراضي شرقي أوكرانيا، اليوم الخميس، واستولى على قريتين ويسعى للسيطرة على طريق سريع رئيسي، في هجوم قد يقطع خطوط الإمداد ويطوق بعض القوات في الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الأوكرانية انسحبت من بعض المناطق القريبة من مدينة ليسيتشانسك، أحدث ساحة معركة في أوكرانيا، لتجنب احتمال حصار القوات الروسية لها، حيث أرسلت موسكو تعزيزات وركزت قصفها على المنطقة.

وتقع المدينة في إقليم لوغانسك، الذي يشكل ساحة معركة رئيسية في حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت على قريتي لوسكوتيفكا وراي أولكساندريفكا، وتعمل على الاستيلاء على سيروتين خارج سيفيرودونتسك.

قال حاكم لوغانسك سيرهي هايداي، لوكالة أسوشييتد برس، إن الروس "يحرقون كل شيء" في هجومهم لتطويق المقاتلين الأوكرانيين.

وأضاف: "لا يزال جزء من إقليم لوغانسك تحت السيطرة الأوكرانية، الأمر الذي يشكل تحديا للروس ويثير غضبهم ورغبتهم في إحراقه بالكامل".

قصفت القوات الروسية سيفيرودونيتسك، المركز الإداري لمنطقة لوغانسك، على مدى أسابيع، مستخدمة القصف المدفعي وغارات جوية. فيما لا تزال القوات الأوكرانية تحتمي بمصنع أزوت للكيماويات الواقع على أطراف المدينة، مع نحو 500 مدني.

وقال هايداي إن الجنود الأوكرانيين تمكنوا من صد محاولة الاستيلاء على المدينة عبر استخدام المباني مترامية الأطراف تحت الأرض، لكنه أشار إلى أن "القصف كان شديدا، وأن الملاجئ الخرسانية لا يمكنها تحمل القصف"، مشيرا إلى أن الروس كانوا يستخدمون ترسانتهم الكاملة - المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات.

تكثف روسيا هجومها أيضا على ليسيتشانسك، التي تقع على الجهة المقابلة من نهر تطل عليه سيفيرودونتسك.

قتل مدني واحد على الأقل وأصيب ثلاثة آخرون خلال 24 ساعة، حيث ركز الروس أكثر من 100 قاذفة صواريخ متعددة لـ"قصف بنايات كاملة"، وفقا لحاكم الإقليم.

وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها الاستخباراتي، الخميس، إلى أن القوات الروسية تقدمت غالبا لأكثر من خمسة كيلومترات نحو المداخل الجنوبية لليسيتشانسك، منذ الأحد. وأضافت: "انسحبت بعض الوحدات الأوكرانية، ربما لتجنب تطويقها. من المحتمل أن يكون أداء روسيا الأفضل هناك نتيجة لتعزيزات وصلت مؤخرا وتركيز نيران الأسلحة هناك".

قال الجيش الأوكراني إن الروس يتحركون أيضا لتجاوز التلال المطلة على طريق سريع يربط ليسيتشانسك بباخموت، إلى الجنوب الغربي، في محاولة لقطع خطوط إمداد القوات الأوكرانية.

بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية في المرحلة المبكرة من الغزو، حولت القوات الروسية تركيزها إلى منطقة دونباس، قلب أوكرانيا الصناعي في شرق البلاد، حيث تقاتل القوات الأوكرانية انفصاليين مدعومين من موسكو منذ عام 2014.

يسيطر الجيش الروسي حاليا على نحو 95 بالمائة من منطقة لوغانسك، وحوالي نصف منطقة دونيتسك المجاورة في دونباس.

وحثت كييف حلفاءها الغربيين على تقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة التفوق الروسي في القوة النارية.

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الخميس، عن وصول أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي قدمتها الولايات المتحدة، وشكر نظيره الأميركي بشدة "على هذه الأدوات القوية!".

وكتب ريزنيكوف على حسابه على "تويتر": "سيكون الصيف حارا للمحتلين الروس. والأخير بالنسبة لبعضهم".

قال ميكولا سونهوروفسكي، من مركز رازومكوف، وهو مركز أبحاث مقره كييف، إن منصات إطلاق الصواريخ هيمارس ستساعد الجيش الأوكراني على مقاومة الهجوم الروسي، وربما شن هجوم مضاد في الجنوب.

وأشار إلى أن هيمارس لديها مدى أطول ودقة ومعدل إطلاق نار أعلى مقارنة بالأنظمة السوفييتية المماثلة، التي استخدمتها روسيا وأوكرانيا خلال الحرب التي استمرت أربعة أشهر.

قال سونهوروفسكي: "القوات الروسية الرئيسية تتركز الآن في دونباس، ولا تمكن إعادة نشرها طالما استمر القتال العنيف".

(أسوشييتيد برس)