الوحيشي يعترف: دفعت ثمن التنازلات وهذه رسالتي للسليمي

الوحيشي يعترف: دفعت ثمن التنازلات وهذه رسالتي للسليمي وجماهير الأفريقي

23 مايو 2022
الوحيشي قاد الأفريقي لتحقيق نتائج جيدة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

أقال النادي الأفريقي مدربه منتصر الوحيشي، الذي أشرف على الفريق منذ بداية عام 2021، وساعده على البقاء ضمن أندية النخبة في الدوري التونسي وقاده إلى نهائي كأس تونس، لكن بعد مرور خمس مباريات من مرحلة التتويج، قررت إدارة "الأحمر والأبيض" التخلي عن مدربها، بعد الهزيمة ضد النجم الساحلي، و قد خص الوحيشي "العربي الجديد" بأول حوار له منذ قرار إقالته.

  • هل كنت تتوقع أن تنتهي التجربة مع الأفريقي بهذه الطريقة؟

قياساً بما عشناه في الموسم الماضي، وما حصل في المرحلة الأولى من الموسم، فإن كل المعطيات كانت تشير إلى أن التوفيق سيكون إلى جانبنا، لكن الوضع اختلف بالكامل في بداية "البلاي أوف"، وفي كل الحالات فإن الرحيل عن النادي في هذا التوقيت لم يكن مخططاً له مسبقاً، خاصة وأن أداء الفريق كان مقنعاً ونتائجنا كانت جيدة.

  • هل صحيح أنك كنت سترحل في كل الحالات إذا فشل الأفريقي في الفوز على النجم؟

هذا جزء من عملنا، فالمدرب يعلم مسبقاً أنه لا توجد ضمانات حقيقية لإنهاء الموسم، في بعض الفترات يجب قبول الأمر الواقع. لقد كان الحظ يعاندنا في الفترة الماضية، كما أنني اجتمعت مع الهيئة المديرة بعد اللقاء ضد الصفاقسي، وتحادثنا في عديد النقاط وكنت مستعداً لتقبل أي قرار رغم اقتناعي بأن النتائج لا تعكس العمل، الذي نقوم به خلال التمارين أو خلال المقابلات، ولهذا فإنني كنت عازماً على الرحيل في حال تواصل سوء الحظ.

  • هل يمكن القول إن الإدارة اختارتك لتكون "كبش فداء"؟

الإدارة اختارت الحل الذي تراه مناسباً للفريق، والأفريقي ليس استثناء، ففي كل الأندية عندما تتراجع النتائج يدفع المدرب الثمن، رغم أن الجميع يعلم جيداً أن الحظ عاندنا كثيراً، وهو الذي حرمنا من الانتصار في أكثر من مباراة بعد إضاعة فرص سهلة، وأداء الفريق كان محل إشادة من قبل الجميع، إلا في بعض المباريات وهو أمر طبيعي، كما أن الضغط الجماهيري كان قوياً، والهيئة اختارت حلاً يساعدها على تجنب الضغط وهذا طبيعي.

  • كيف تعاملت مع الغضب الجماهيري؟

من الطبيعي أن يغضب الجمهور بعد كل هزيمة، وخاصة في فريق كبير مثل النادي الإفريقي، وأتفهم موقفها بشكل كبير لأنني محب في المقام الأول، لكن بعض التصرفات مبالغ فيها، لا يجب أن ننسى الهدف الأساسي للفريق في هذه المرحلة، وقدراته الحقيقية، ولا يجب أن نطالبه بما يتجاوز حدود إمكانات النادي المادية.

  • ما هو شعورك بعد قرار إقالتك؟

كان من السهل أن تسير الأمور بشكل أفضل وحضاري، أتفهم الغضب الجماهيري وهو أمر طبيعي ويحصل في كل الأندية، لكن هناك طرق أفضل لإعلان أي قرار بشكل يراعي ما قدمته إلى الفريق وعلاقتي بالنادي، في النهاية فإن هذه التفاصيل ليست مهمة الآن فالأهم هو مصلحة النادي، رغم أن كل أعضاء الإدارة يعلمون ما قمت به من أجل الأفريقي، وخاصة في الموسم الماضي، عندما وضعت استراتيجية عمل موفقة، الهدف منها إعداد الفريق للمستقبل، وهو ما لا يعرفه البعض.

  • ما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟

لقد كان لي دور أكبر في النادي من خلال ما تعهدت به منذ بداية الموسم في وضع أسس عمل علمي ومتطور وسعيت إلى تجديد هيكلة فريق كرة القدم، وهو عمل سيعطي ثماره في القريب العاجل، كما اشتغلت على وضع فريق تقييم ومتابعة علمية وتوفير فضاء تدريبي متطور يساعد على خلق تعايش أفضل بين مكونات الفريق، وذلك بعد أن اطلعت على تجارب أبرز الفرق الأوروبية، وأعتقد أنني نجحت في توفير ما هو مطلوب من ناد في حجم الأفريقي، ولو كانت النتائج أفضل قليلاً لحققنا إنجازاً للنادي، ومع ذلك الفريق هدفه في هذه المرحلة التأسيس والعودة للمشاركة الأفريقية، وهو قادر على ذلك فيما بقي من مباريات.

  • بماذا تفسر تراجع النتائج في المرحلة الثانية؟

المشكلة كانت في ترجمة الفرص الكثيرة التي توفرت طوال المباريات الأخيرة. لقد أضعنا أهدافاً محققة في كل مقابلة، وهنا لا أتحدث عن ركلة الجزاء ضد الترجي بل في كل المباريات الأخرى، وعندما تضيع هذه الفرص من الصعب الانتصار، ولا أعتقد أن هناك فريقاً أضاع مثل هذا العدد من الفرص. إشكال آخر برز في "البلاي أوف" أساسا، وهو أن الفريق عانى كثيراً من الإصابات في الفترة الماضية. لقد خسرنا قرابة 6 لاعبين دفعة واحدة.

  • هل ندمت على عدم استقدام مهاجم والموافقة على رحيل العيفة؟

لقد تعاملنا مع الانتدابات حسب ميزانية النادي. لم يكن مسموحاً لنا بتجاوز السقف المحدد بسبب كثرة الديون، ولا يمكن اليوم العثور على قلب هجوم من طراز عالمي دون أن تتوفر اعتمادات ضخمة، وهذه المسألة عادية.

أما بخصوص العيفة، فرغم أن رحيله كان مؤثراً وكنا نعلم ذلك مسبقا، لكن لا يمكن أن نحرمه من هذه الفرصة بعد كل الذي قدمه للنادي، ولهذا وافقت على رحيله رغم وزنه الكبير وصعوبة تعويضه، خاصة وأن انتقاله لم يكن مخططاً له في البداية، كما أنه كان من المنطقي التفريط في خدماته، لأن الصفقة وفرت عائدات مالية ساعدت في تجاوز الأزمة المالية.

  • تعتبر صديقاً مقرباً من إدارة النادي. هل أضر بك هذا الأمر؟

ربما، لكن نحن أبناء ناد واحد، ولنا مصلحة مشتركة لا يمكن أن تغيرنا المسؤولية، في بعض الأحيان تجد نفسك مجبراً على التنازل نظراً لعلاقتك بالنادي واحتراماً للجماهير التي عاشت على وقع الأزمات في المواسم الماضية، وأعتقد أنني دفعت ثمن بعض التنازلات.

ولو كنت في فريق آخر ما كنت لأقبل التنازل، غير أن الوضع يختلف مع الأفريقي، وكان من الطبيعي أن أحاول التأقلم مع الوضع العام في النادي، ولست نادماً على ذلك، لأن علاقتي بالأفريقي كانت دائماً مميزة وأنا سعيد بخدمة الفريق ومساعدته.

  • رسالتك إلى جماهير النادي؟

ليس هناك الكثير لنقوله في مثل هذه الوضعيات، في كرة القدم كل شيء يسير بسرعة كبيرة، لقد حاولت أن أساعد الفريق قدر الإمكان في كل المسؤوليات التي تحملتها، ولم أدخر جهداً، لسوء الحظ فقد عملت بعض الأطراف على تأجيج الوضع، ولم تتوفر الظروف المساعدة للنجاح في الفترة الأخيرة، لكنني ممتن للنادي لكل ما قدمه لي، وأشكر الجماهير على دعمها، وأتمنى أن تواصل مساندة الفريق الذي يحتاجها دائماً.

  • ما هو رأيك بالتعاقد مع المدرب عادل السليمي؟

هو ابن النادي، وبالتالي فإن الجميع مطالب بدعمه كما أنّه يسعى لنحت مسيرة موفقة، وأعتقد أن لديه الخصال التي تسمح له بالنجاح في المهمة، خاصة إن توفرت الأجواء المساعدة في محيط النادي، وكذلك الحظ الذي عاندنا كثيرا في المباريات الأخيرة.

  • ما هي حقيقة تلقيك اتصالاتٍ وعروضاً من الدوري القطري؟

حصلت بعض الاتصالات في نهاية الموسم الماضي، كنت متحمساً لخوض التجربة لأن ظروف العمل في قطر ممتازة، ولكن كان من الضروري أن نواصل العمل من أجل وضع أسس جديدة للعمل في النادي ومواصلة عملية الإنقاذ التي انطلقت منذ الموسم الماضي، وبالتالي اخترت أن أواصل التجربة مع الأفريقي.

المساهمون