الجيش الجزائري يعلن دعم مبادرة "اليد الممدودة" الرئاسية

الجيش الجزائري يعلن دعم مبادرة "اليد الممدودة" الرئاسية

22 مايو 2022
المبادرة السياسية ستسمح بتجاوز خطاب الكراهية والتفرقة في البلاد (وزارة الدفاع الجزائرية)
+ الخط -

أعلن الجيش الجزائري، اليوم الأحد، دعمه وإسناده الكامل للمبادرة السياسية التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل أسبوعين، للمّ الشمل الوطني، وتوحيد الجبهة الداخلية.

ورد قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة على تقارير زعمت وجود تحفظات من قبل الجيش وأطراف في السلطة على مبادرة "جمع الشمل".

وقال شنقريحة، خلال لقائه القيادات العسكرية في المنطقة الثانية بوهران غربي الجزائر، إن مبادرة "اليد الممدودة التي أعلن عنها مؤخراً عبد المجيد تبون بهدف تمتين اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية هي مبادرة تنم بحق عن الإرادة السياسية الصادقة للسلطات العليا للبلاد، من أجل لمّ الشمل واستجماع القوى الوطنية، لا سيما في هذه الظروف الدولية الراهنة".

وأبدى قائد الجيش دعمه الكامل المبادرة ودعا القوى الوطنية والأحزاب السياسية والمدنية كافة إلى إسناد المبادرة.

 وقال في هذا السياق: "إني ومن منطلق إيماني الراسخ بحيوية هذا المسعى الوطني المحمود، أشد على أيدي كافة أبناء الوطن الأعزاء، لتغليب المصلحة العليا للوطن، والانخراط بقوة في هذه المبادرة الصادقة، المستلهمة من قيم أمتنا العريقة ومبادئ ثورتنا الخالدة، والمتوافقة مع تطلعات شبابنا المشروعة إلى غد أفضل".

ويحسم هذا الخطاب موقف الجيش لصالح دعم وإسناد المبادرة السياسية للرئيس الجزائري، التي أطلقها قبل أسبوعين، للمّ الشمل.

يحسم هذا الخطاب موقف الجيش لصالح دعم وإسناد المبادرة السياسية للرئيس الجزائري

وتتضمن المبادرة العفو عن الناشطين السياسيين الموجودين في الخارج والسماح لهم بالعودة إلى البلاد، بينهم قيادات من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، وناشطون آخرون، إضافة إلى سلسلة لقاءات عقدها الرئيس تبون مع قادة الأحزاب السياسية الفاعلة، بانتظار عقد لقاء جامع وموسع مع مجموع الأحزاب السياسية في البلاد.

وأضاف قائد الجيش أن "مبادرة السلطات العليا للبلاد الداعية لتمتين عرى اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية، هي مبادرة تنم بحق عن الإرادة السياسية الصادقة من أجل لمّ الشمل واستجماع القوى الوطنية، لا سيما في ظل الظروف الدولية الراهنة"، مشيراً إلى أن "تقوية أسس الجزائر الجديدة هي مسؤولية الجميع، ويشارك في بنائها كل أبنائها المخلصين، بالاعتماد أساساً على ما تزخر نفوسهم من صدق الولاء ونبل الأحاسيس تجاه الوطن".

واعتبر المسؤول العسكري أن هذه المبادرة السياسية ستسمح بتجاوز خطاب الكراهية والتفرقة في البلاد، وقال "وحدة الشعب وتماسكه هي سر قوة الجزائر ونجاحها في التصدي لأعدائها".

وتأتي تصريحات قائد الجيش الداعمة لخطوات الرئيس تبون، لتنفي ما أوردته تقارير إعلامية وتحاليل ذهبت إلى أن هناك خلافات داخل أركان السلطة حول مسار المبادرة السياسية وخطواتها، خاصة بعد إقالة مدير المخابرات الخارجية نور الدين مقري وعدد من معاونيه، أبرزهم حسين بولحية وناصر حداد، قبل أيام.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد نشرت عبر وكالة الأنباء الرسمية أرضية سياسية تضمنت توجه الرئيس تبون نحو مبادرة سياسية، بجمع الشمل عشية احتفال البلاد بستينية الاستقلال في الخامس يوليو المقبل.

وأعلنت أن "الرئيس عبد المجيد تبون يمد يده للجميع، بشكل دائم.. ولأولئك الذين لم ينخرطوا في المسعى أو الذين يشعرون بالتهميش، الجزائر الجديدة تفتح لهم ذراعيها من أجل صفحة جديدة. وكلمة إقصاء لا وجود لها في قاموس رئيس الجمهورية الذي يسخر كل حكمته للمّ شمل الأشخاص والأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي".

وقالت مصادر مسؤولة الجمعة الماضي لـ "العربي الجديد" إن الرئيس الجزائري يحضر لإصدار قرار عفو عن الناشطين السياسيين الموجودين في السجون وضمنه عدد مما يعرف بمساجين التسعينيات (الأزمة الأمنية) الذين لم تشملهم تدابير المصالحة الوطنية عام 2005.

المساهمون