"طالبان" تأمل أن تبدل محادثات أوسلو مع الدول الغربية "أجواء الحرب"

أول محادثات بين "طالبان" ودول أوروبية في أوسلو: الحركة تأمل تبدد "أجواء الحرب"

22 يناير 2022
المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد (Getty)
+ الخط -

قال المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، لوكالة "فرانس برس"، السبت، إنّ المحادثات الرسمية الأولى المزمع عقدها بين "طالبان" والدول الغربية على أرض أوروبية، ستساعد على "تبديل أجواء الحرب" بعد عقدين من القتال ضد القوات الأجنبية في أفغانستان.

والسبت، غادر وفد "طالبان" المؤلف من 15 عضواً، برئاسة وزير الخارجية أمير خان متّقي، كابول جوّاً، في رحلة نظّمتها الحكومة النرويجية، وفق ما أعلن في تغريدة المتحدث باسم "طالبان".

وقال ذبيح الله مجاهد لـ"فرانس برس": "اتخذت الإمارة الإسلامية خطوات لتلاقي مطالب العالم الغربي، ونأمل أن نقوي العلاقة مع كل الدول، وبينها الدول الأوروبية والغرب بشكل عام، عبر الدبلوماسية".

وأعرب عن أمله في أن تساعد تلك المحادثات على "تبديل أجواء الحرب السابقة إلى أوضاع سلمية، وأن تخلق أجواء من الأخذ والرد بحيث يكون هناك مشاركة سياسية مليئة بالاحترام".

وسيعقد ممثلو "طالبان"، برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، بدءاً من الأحد، ولمدة ثلاثة أيام، لقاءات مع السلطات النرويجية ومسؤولين من دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن تركز المحادثات على مواضيع تتعلق بحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ورفع القيود عن أموال البنك المركزي الأفغاني.

وقد اتخذ الوضع الإنساني في أفغانستان منعطفاً مأساوياً مع عودة "طالبان" إلى الحكم خصوصاً مع تجميد الولايات المتحدة 9.5 مليارات دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني؛ أي ما يعادل نصف إجمالي الناتج المحلي لأفغانستان في العام 2020.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ علق كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نشاطهما في بلد كان اقتصاده قائماً على الدعم الدولي، إذ كان يعادل 80 في المائة من الميزانية الوطنية.

وعلى وقع التردي الاقتصادي وأزمة السيولة الشديدة، حذرت الأمم المتحدة من أنّ الجوع يهدد 23 مليون أفغاني، ودعت مؤخراً إلى تحرير الأموال المجمدة.

ومن المفترض أن يلتقي وفد طالبان في اليوم الثالث من المحادثات أفراداً من المجتمع المدني الأفغاني، وبينهم نساء وصحافيون، في وقت تعزز فيه الحركة قبضتها أكثر على حرية التعبير في البلاد.

وشددت وزيرة الخارجية النرويجية أنكين هويتفيلدت على أنّ بلادها ستكون "واضحة" بشأن ما ننتظره ولا سيما حول حق فتيات في التعليم وحقوق الإنسان.

وشددت على أنّ الاجتماعات المخطط لها "لا تشكل إضفاء للشرعية أو اعترافاً بحركة طالبان"، مضيفة: "لكن علينا التحدث إلى السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن ندع الوضع السياسي يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر".

وأعلن الاتحاد الأوروبي الخميس عن إعادة "وجود بالحد الأدنى" لطاقمه في كابول من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

ودان متحدث باسم "جبهة المقاومة الوطنية"، التي تعتبر نفسها أبرز حركة معارضة لـ"طالبان"، المحادثات في أوسلو. وقال علي نزاري، ومقرّه باريس، في تغريدة: "يجدر علينا جميعاً أن نرفع أصواتنا ونمنع أي دولة من التطبيع مع جماعة إرهابية واعتبارها ممثلة عن أفغانستان".

(فرانس برس)

المساهمون