المتحور "أوميكرون"... هذا ما نعرفه حتى اليوم

المتحور "أوميكرون"... هذا ما نعرفه حتى اليوم

30 نوفمبر 2021
يهدد أوميكرون حركة السفر العالمية (ويليام ويست/فرانس برس)
+ الخط -

يواصل متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" الظهور في العديد من دول العالم، مثيراً الخوف في نفوس ملايين البشر من إمكانية فرض قيود جديدة، أو عودة الدول إلى القيود التي فرضت سابقاً مع بدء انتشار الجائحة، والتي ما زال الاقتصاد العالمي يحاول التعافي من تداعياتها المستمرة منذ عامين.

وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين، إن المتحور الجديد من المرجح أن يشكل خطراً عالمياً "مرتفعاً للغاية"، وقد يكون لزيادة عدد إصابات كوفيد-19 الجديدة "عواقب وخيمة" في بعض المناطق، وحثت الدول على الإسراع بتطعيم الفئات ذات الأولوية، و"التأكد من وضع خطط لتخفيف الأزمات" للحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية، مشيرة إلى أن "أوميكرون به عدد لم يسبق له مثيل من التحورات، وبعضها يثير القلق".

كيف نحدد مدى خطورة "أوميكرون"؟


اكتشف "أوميكرون"، لأول مرة في جنوب أفريقيا، وتم رصده لاحقاً في دول عدة بينها أستراليا وبلجيكا وبوتسوانا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهونغ كونغ وإسرائيل وإيطاليا وهولندا والبرتغال.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأمر قد يستغرق ما بين "أيام إلى عدة أسابيع" لفهم مستوى خطورته، لكنها صنفته باعتباره "مثيرا للقلق"، وأكدت أن "الحالات المتزايدة بصرف النظر عن التغير في شدتها، قد تشكل طلباً هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية، وربما تؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض، وزيادة الوفيات، كما سيكون التأثير على الفئات الضعيفة من السكان كبيراً، لا سيما في البلدان التي تنخفض فيها معدلات التطعيم".

وفي حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الأحد، أنّ اختبارات "بي سي آر" لا تزال فعّالة لناحية الكشف عن المتحوّر الجديد، إلا إنها عادت لتشير إلى أنّ هناك دراسات جارية من أجل قياس مدى فعاليّة الأدوات الأخرى المستخدمة لتشخيص الإصابة.

متحور مقلق لم يسجل بسببه وفيات بعد


ولم يتم حتى الآن، تسجيل أية وفيات مرتبطة بـ"أوميكرون"، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للوصول إلى فهم أفضل لاحتمال تغلبه على اللقاحات، أو على المناعة المكتسبة بعد الإصابة، وأضافت أنه من المتوقع الحصول على المزيد من البيانات خلال الأسابيع المقبلة.
وصدر أول بلاغ عن المتحور الجديد يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، من جنوب أفريقيا التي ارتفعت فيها الإصابات بشكل كبير، وانتشر المتحور منذ ذلك الحين، وتسبب في فرض العديد من الدول قيوداً على حركة السفر في محاولة لعزل نفسها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث توجيهاتها، أنه يتعين على الدول استخدام "نهج يستند إلى المخاطر لتعديل إجراءات السفر الدولية في الوقت المناسب"، مطالبة الدول بـ"الإبقاء على الحدود مفتوحة"، وأضافت أنه "من المتوقع إصابة الأشخاص المطعمين بلقاحات كورونا بالمتحور الجديد، وإن كان بنسبة محدودة".
دعوات للإسراع بتلقيح الفئات المعرضة للخطر (تيد ألجيبي/فرانس برس)
دعوات للإسراع بتلقيح الفئات المعرضة للخطر (تيد ألجيبي/فرانس برس)
من جهته، رجح الخبير البارز في مجال الأمراض المعدية في جنوب أفريقيا سالم عبد الكريم، أمس الإثنين، أن لقاحات كوفيد-19 الحالية ستكون فعالة في الحماية من الأعراض الشديدة للمتحور "أوميكرون"، أو الحاجة إلى دخول المستشفى من جراء الإصابة بها، وقال عبد الكريم، الذي كان المستشار الرئيسي للحكومة خلال جهود الاستجابة الأولى للجائحة، إنه "من السابق لأوانه القول ما إذا كان "أوميكرون" يتسبب في ظهور أعراض مرضية أكثر حدة من السلالات السابقة، ومع ذلك، يبدو أن هذا المتحور أكثر قابلية للانتقال، وأكثر قدرة على إصابة الأشخاص المحصنين، سواء الحاصلين على التطعيم، أو المتعافين من عدوى سابقة".

اتفاق دولي لمحاربة الأوبئة مستقبلاً


وتبذل منظمة الصحة العالمية جهوداً للتوصل إلى اتفاق دولي لمحاربة الأوبئة، وانضم المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين، إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس تشيلي، سباستيان بنييرا، في جلسة افتراضية ضمت الدول الأعضاء في مجلس الصحة العالمي، لمناقشة وضع خطة عمل عالمية تستهدف منع الأوبئة المستقبلية، والاستعداد للاستجابة لها في حال حدوثها.
واعتبر غيبريسوس أن ظهور "أوميكرون" يوضح خطورة الوضع العالمي وهشاشته، مطالباً باتفاق "ملزم قانونياً" حول الأوبئة لأن النظام الحالي لا يعطي حافزاً للدول للتنبيه ضد التهديدات التي ستصلها حتماً، مؤكداً أنه كان ينبغي مدح كل من جنوب أفريقيا وبوتسوانا، حيث اكتشف المتحور الجديد، بدلاً من تعريضها للعقاب، في إشارة إلى قيود السفر التي أعلنتها كثير من الدول من وإلى دول جنوب قارة أفريقيا. ورغم هذا، فإن مشروع القرار المعروض على مجلس الصحة العالمي لا يدعو إلى العمل من أجل التوصل إلى "معاهدة تخص الأوبئة"، أو "وسيلة ملزمة قانوناً" مثلما يريد البعض من أجل تحفيز ردة فعل دولية في حالة حدوث جائحة أخرى.

وسعت عدة دول، من بينها دول أوروبية، لوضع تسمية قبل الشروع في العمل على معاهدة، لكن الولايات المتحدة ودول أخرى ردت بأن جوهر أي اتفاق يجب أن يعد أولا قبل إطلاق أي تسمية.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى "تمويل يعتمد عليه" لمنظمة الصحة العالمية، وزيادة المساهمات من الدول الأعضاء، وقالت في رسالة مصورة إن "الأثر الكارثي لجائحة كوفيد-19 بالنسبة للصحة والاقتصاد يجب أن يكون درساً. الفيروسات لا تعرف حدوداً وطنية، ولهذا يجب أن نفرض إجراءات لتحسين الوقاية، والاكتشاف المبكر، والاستجابة بأسلوب ملزم دولياً". ونشر سيمون مانلي، سفير بريطانيا في جنيف، نسخة من مسودة نصية اتفق عليها بالإجماع كما تنص قواعد الصحة العالمية في مثل هذه القضايا، وقال إن "متحور أوميكرون يظهر مجدداً سبب احتياجنا لتفاهم مشترك حول كيفية استعدادنا واستجابتنا للجائحات، وبالتالي علينا أن نلعب جميعاً وفقا للقواعد نفسها".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون