تحذيرات من تفاقم تجارة الأعلاف المغشوشة في مصر

تحذيرات من تفاقم تجارة الأعلاف المغشوشة في مصر

03 اغسطس 2021
خسائر كبيرة لمربي الدواجن بسب غش الأعلاف (فرانس برس)
+ الخط -

حذر نقيب الفلاحين المصريين، حسين أبو صدام، من تنامي ظاهرة غش الأعلاف في الأسواق ‏هذه الأيام، وتأثيراتها الخطيرة على قطاعي الثروة الحيوانية والزراعة، وذلك عقب ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية.

وسجلت ‏أعلاف فول الصويا ارتفاعاً من 7 آلاف إلى 8500 جنيه للطن، والذرة ‏الصفراء من 3400 إلى 5500 جنيه، وعلف الدواجن من 6 آلاف إلى ‏‏8500 جنيه. وتجاوز سعر النخالة حاجز 4500 جنيه، بزيادة 500 جنيه في الطن (الدولار = 15.7 جنيهاً).‏

وأوضح نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن عمليات الغش تتم ‏عن طريقين، الأول، بعض المصانع المرخصة، وذلك بالتلاعب في ‏نسب المغذيات والمركزات، كاشفاً عن أن المدون على العبوة الخارجية، يختلف عن ‏التركيبة الحقيقية التي تم تصنيعها في المصنع، والثاني، مصانع "بير ‏السلم" وهي غير المرخصة، والتي تأتي بعبوات عليها اسم شركات معروفة، ثم تعيد تعبئتها ‏بأعلاف مغشوشة. ‏

مصانع غير مرخصة تقوم بإعادة تعبئة أعلاف فاسدة، انتهت فترة صلاحيتها، أو إضافة ‏مواد ضارة بصحة الحيوان والإنسان

وأشار أبو صدام إلى أن الخطورة تكمن في مثل هذه المصانع غير المرخصة، فقد ‏تتم إعادة تعبئة أعلاف فاسدة، انتهت فترة صلاحيتها، أو تتم إضافة ‏مواد ضارة بصحة الحيوان، وكذلك الإنسان، لها، كاشفًا أن هناك قرى في ‏محافظات الشرقية والقليوبية والدقهلية (شمال العاصمة القاهرة)، اشتهرت بغش الأعلاف، ويذهب ‏إليها التجار، طمعًا في المزيد من الأرباح. ‏

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ومن جانبه، أكد تاجر أعلاف، محمد عبد الحميد، على انتشار ظاهرة غش الأعلاف ‏خلال الفترة الأخيرة عقب ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 50 في المائة في ‏بعض الأنواع. ‏
وأضاف عبد الحميد في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة عرض بعض ‏التجار لأنواع معينة من علف فول الصويا بسعر 4 آلاف جنيه للطن، في ‏حين أن سعره في السوق يتعدى 8 آلاف جنيه، وهذا الفارق يوحي ‏بوجود حالة غير طبيعية في هذا المنتج. ‏
وتابع: بعد البحث والتحري وجدنا أن مثل هذه الأعلاف المغشوشة ‏تضاف إليها تركيبة كيميائية خاصة ترفع من نسبة البروتين حال إجراء ‏تحليل لعينة من هذه الأعلاف، لكنها لا تعطي مردودا إنتاجيا لدى المربي.‏

وذكر أنه بسبب هذه الأعلاف المغشوشة، وخاصة في تربية الدواجن، تم ‏خروج الكثير من المربين من السوق، جراء خسارتهم نتيجة عدم حصولهم على ‏الأوزان المطلوبة.
وتستورد مصر حوالى 70 في المائة من احتياجاتها من الأعلاف، إذ بلغت الواردات من فول الصويا 4.58 ملايين طن، والذرة الصفراء 9.7 ملايين طن بنهاية ‏‏2020، وفقًا لتقارير الإدارة المركزية للحجر الزراعي (حكومية).

وسبق وأن توقع تقرير لوزارة الزراعة الأميركية، أن يصل حجم ‏واردات ‏مصر من الذرة الصفراء بنهاية العام المالي 2020 /2021، ‏إلى ‏نحو 9.5 ملايين طن، وتُعد ‏أسواق الأرجنتين وأوكرانيا ورومانيا أكبر ‏موردي الذرة لمصر.‏

وتواجه الزراعة المصرية والثروة الحيوانية في مصر عقبات عديدة أبرزها أزمة شح المياه بسبب سد النهضة الإثيوبي، إذ تستهدف الحكومة تقليص زراعة المحاصيل "الشرهة للمياه"، وإجبار المزارعين على دفع مقابل مالي كبير لمنح تراخيص استخدام ماكينات رفع المياه، رغم ما يعانونه من أوضاع معيشية صعبة، في ظل تراجع صادرات المحاصيل الزراعية منذ بدء أزمة تفشي جائحة كورونا.

المساهمون