ترامب يكثّف نشاطه الانتخابي لتدارك تقدم غريمه بايدن

ترامب يكثّف نشاطه الانتخابي لتدارك تقدم غريمه بايدن

18 أكتوبر 2020
لا يزال ترامب يتعافى من إصابته بكوفيد-19 (مانديل نغان/ فرانس برس)
+ الخط -

واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بزخم كبير، تنظيم سلسلة تجمّعات انتخابية في أنحاء الولايات المتحدة السبت، في وقت يسعى إلى تجنّب هزيمة مهينة في صناديق الاقتراع بعد 17 يوماً.
وزار ترامب، السبت، ولاية ميشيغن، حيث وصف منافسه بـ"المجرم"، معتبراً أنّ الديمقراطيّين مناهضون للأميركيّين. ثمّ زار الرئيس ولاية ويسكونسن.
وأمام تجمّع حاشد في موسكيغون بولاية ميشيغن، قال ترامب إنّ الديمقراطيّين يريدون "محو التاريخ الأميركي وتدمير القيَم الأميركيّة وأسلوب الحياة الأميركي".
وأضاف أمام أنصاره الذين هتفوا "نُحبّك"، أن "جو بايدن سياسي فاسد"، وأن عائلة بايدن تمثّل "مشروعا إجراميا". وتابع أن بايدن "مجرم، لقد ارتكب جرائم. إنّه يمثّل خطراً على الأمن القومي".

وتعكس الوتيرة المحمومة التي وضعها الرئيس البالغ من العمر 74 عاما لنفسه وحقيقة أنه اضطر لتكريس وقت لولايات على غرار جورجيا وفلوريدا اللتين منحتاه الفوز عام 2016، القلق المتزايد في أوساط الحزب الجمهوري، وإن كان معاونوه يسعون الى إظهار الثقة بالنفس.

وقالت المتحدثة باسمه كايلي ماكيناني على "فوكس نيوز" إن "استراتيجية الرئيس ترامب تتمثل بالعمل جاهدا لكسب أصوات الشعب الأميركي"، مضيفة أنه "لهذا السبب سيكون في ولايتين اليوم وسيجري تجمّعين انتخابيين غدا واثنين آخرين في أريزونا الاثنين، ويبذل كامل طاقته".


على الضفة الأخرى، سيبقى بايدن، الذي زار ميشيغان في إطار حملته الجمعة، في بلدته ويلمينغتون في ديلاوير.
لكنه أصدر بيانا للناخبين في ويسكنسن قبل ساعات من موعد وصول ترامب المرتقب إليها، ركّز فيه على موضوعه المفضل: طريقة تعاطي ترامب مع أزمة كوفيد-19.

عايش تجربة كوفيد
وقال بايدن إن "استجابته (ترامب) للوباء سحقت اقتصاد ويسكنسن"، مشيرا إلى أن 150 ألفا من سكان الولاية خسروا وظائفهم منذ تولى ترامب السلطة عام 2016.
ولا يزال ترامب يتعافى من إصابته بكوفيد-19، حاله حال عشرات موظفي البيت الأبيض وكوادر حملته بمن فيهم ماكيناني نفسها، لكن الأخيرة سعت الى إضفاء لمسة الإيجابية على التجربة.
وقالت "عايش تجربة كوفيد بنفسه، سيتحدث مباشرة إلى الشعب الأميركي على منصة المناظرة عن تجربته".
ومن المقرر أن تجرى، الخميس، آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشّحَين، ستكون آخر فرصة لترامب للدفاع عن نفسه أمام جمهور واسع. وأدلى أكثر من 21 مليون أميركي حتى الآن بأصواتهم في اقتراع مبكر.
وانسحب ترامب مما كانت لتصبح ثاني مناظرة بعدما أعلن منظموها أنها ستجري عبر الإنترنت جرّاء إصابته بكوفيد-19. وأقام الخصمان لقاءات منفصلة مع الناخبين بدلا من المناظرة، حظيت تلك التي نظمها بايدن بنسب مشاهدة أعلى.

وأفادت ماكيناني بأن ترامب سيستغل المناظرة الأخيرة "للتحدث عن استجابته الرائعة لكوفيد". لكن ستكون مهمة الرئيس صعبة في هذا الصدد.
وأودى الفيروس بأكثر من 215 ألف شخص في الولايات المتحدة، في حصيلة هي الأسوأ على صعيد العالم، بينما سخِر الرئيس مرارا من إرشادات خبراء الصحة أو تجاهلها.
وشدد بايدن (77 عاما) على هذه النقطة في بيانه، قائلا "يقلل الرئيس ترامب عن علم، من مدى خطورة الفيروس. عند كل منعطف فعليا، أصيب بالهلع وحاول تجاهله بدلا من بذل جهوده لاحتوائه".
ومع اقتراب موعد الاستحقاق، يبدو الرئيس في وضع صعب، إذ تظهر نتائج الاستطلاعات تقدم خصمه الديمقراطي، بينما أعرب أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ علنا عن شكوكهم حيال زعيم حزبهم.
"مذبحة" للجمهوريين؟
وحذّر السناتور، عن نبراسكا بن ساس، أهالي ولايته في اتصال هاتفي مؤخرا من أن الجمهوريين يواجهون "مذبحة في مجلس الشيوخ"، بعدما أخفق ترامب في استجابته للوباء وأحدث شرخا بين واشنطن وحلفائها في العالم وأساء معاملة النساء.
وكعادته، رد ترامب عبر "تويتر"، السبت، على "أساليب (ساس) الغبية والبغيضة".


بدوره، حذّر السناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز من "مذبحة للجمهوريين بمقاييس ووترغيت".

ولعل الديمقراطيين، والكثير من الأميركيين، لا يثقون في الاستطلاعات منذ الهزيمة المفاجئة لهيلاري كلينتون التي كانت تشير الاستطلاعات إلى تقدمها عام 2016. مع ذلك، فإن الاستطلاعات تشير إلى أن ترامب في وضع أصعب هذه المرة.
ويظهر معدل استطلاعات وطنية على موقع "ريل كلير بوليتيكس" أن بايدن يتقدّم بتسع نقاط واضحة ويتفوّق على الرئيس في ولايات أساسية، رغم أن المعدل في هذه الولايات أقل عند 4.5 نقاط.
تظاهرات للأميركيات
والسبت، شارك الآلاف في تظاهرات في واشنطن وغيرها من المدن الأميركية احتجاجا على القاضية ايمي كوني باريت التي رشحها ترامب لتولي مقعد شاغر في المحكمة العليا، بينما دعوا كذلك إلى هزيمته في الانتخابات المقررة في الثالث من الشهر المقبل.
وقال المنظمون إن التظاهرات التي خرجت في جميع الولايات الخمسين مستلهمة من تظاهرة النساء ضد ترامب في واشنطن عام 2017 بعد يوم واحد على توليه منصبه. لكن مع استمرار تفشي وباء كوفيد-19 فإن أحجام تظاهرات السبت كانت صغيرة.
وحض المنظمون النساء القلقات من الحضور شخصيا بسبب فيروس كورونا على المشاركة في "تليتون الرسائل" الذي يهدف إلى إرسال خمسة ملايين رسالة تحض الناس على التصويت.
وقامت المتظاهرات أيضا بلفتة تكريمية لقاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبرغ التي تعتبر أيقونة بالنسبة إلى النساء الأميركيات التقدميات، بينما أعربن عن احتجاجهن على اختيار ترامب للقاضية المحافظة باريت لتحل مكانها.
وسارت التظاهرة من البيت الأبيض في واشنطن مرورا بمبنى "الكابيتول هيل" قبل أن تتوجه إلى "الناشونال مول".


وتوجهت بعض المتظاهرات بعد ذلك إلى مقر المحكمة العليا، حيث كانت تسير تظاهرة مؤيدة للقاضية باريت.
ووضعت معظم المتظاهرات أقنعة واقية وبعضهن ارتدين رداء يشبه رداء القاضية روث الأسود مع ياقة بيضاء، وكثيرات ارتدين القبعات زهرية اللون التي اشتهرت بعد التظاهرة الأولى.
وشددت اللافتات والشعارات التي رُفعت على رسالة واحدة ضد ترامب، ومنها "ترامب بنس: اخرجا حالا" و"ترامب غبي".

وفي مدينة نيويورك، تجمّعت نحو 300 امرأة في ساحة واشنطن بمانهاتن تحملن لافتات تدعم الديمقراطيين جو بايدن ونائبته كمالا هاريس. وكانت هذه التظاهرة واحدة من خمس تظاهرات منفصلة سارت في المدينة.
وقالت إيفون شاكلتون، البالغة 47 عاما "من المهم أن أكون هنا في محاولة لتشجيع الناس على التصويت ضد ترامب وسياساته المعادية للمرأة، خاصة الآن، مع كوفيد، عندما يكون الكثير من الناس معزولين".

أما موقع "تظاهرة النساء" على الانترنت فكتب "نحتاج إلى استعادة نفس القوة والتصميم في 17 أكتوبر/تشرين الأول لإنهاء رئاسة ترامب بالطريقة التي بدأت بها، بمقاومة ضخمة تقودها النساء"، في إشارة إلى تظاهرة عام 2017.
وانخفض دعم النساء لترامب بشكل حاد، لا سيما بين نساء الضواحي، وهو الآن يتخلف عن بايدن بين الناخبات المحتملات بـ 23 نقطة، وفقا لاستطلاع حديث أجرته "واشنطن بوست" و"إيه بي سي نيوز".

(فرانس برس، العربي الجديد)