رئاسة الكاف لن تكون مغربية ولا مصرية!

كاف/ أحمد أحمد/ إنفانتينو
03 أكتوبر 2020
+ الخط -

بمجرد إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن شهر مارس/ آذار 2021 موعداً لعقد الجمعية العمومية الانتخابية لرئاسة الكاف بدأت التكهنات حول مصير الرئيس الحالي الملغاشي أحمد أحمد، في وقت لم يتقدم أي مرشح بملفه منذ فتح باب الترشيحات منتصف شهر سبتمبر وحتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020،.

ويرى مراقبون أن احتضان العاصمة المغربية الرباط للجمعية الاستثنائية يفتح الباب أمام صراع مغربي مصري على رئاسة الكاف بين فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية والمصري هاني أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للفيفا. بينما تتحدث تقارير عن ترشح عضو اللجنة التنفيذية للفيفا التونسي طارق بوشماوي وكذلك رئيس الاتحاد الموريتاني أحمد ولد يحي، في ظل إعلان الرئيس الحالي ترشحه لعهدة ثانية بخجل كبير وبمجرد تلميح ضمني إلى  أنه لن يتردد في تلبية رغبات بعض الدول الأعضاء التي تدعوه للترشح!

رغم نواياه التي لا يشك فيها أحد إلا أن مصير الملغاشي أحمد أحمد لم يعد بيده منذ خضوعه للتحقيق بداية السنة من طرف لجنة الأخلاقيات في الفيفا، بسبب شبهات قضايا فساد تتحدث عن خروقات واختلاسات تقدر بـ  24 مليون دولار، وحصوله على مستحقات مبالغ فيها مقدرة بثلاثة ملايين دولار استلمها خلال عهدته على رأس الهيئة، من دون الحديث عن تهم التحرش الجنسي التي تلاحقه في مصر والمغرب، وهي تهم يستغلها رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لمساومة الرجل في مواقفه وقراراته ومواصلة الهيمنة على الهيئة القارية التي فقدت الكثير من مصداقيتها وسلطة قرارها وصارت تحت وصاية الفيفا منذ تنصيب الأمينة العامة فاطمة سامورا مندوباً للفيفا لدى الكاف لإصلاح هياكلها ومراقبة تسيير مواردها المالية، وهو الأمر الذي لم يحدث في عهد عيسى حياتو ولم يكن ليحدث لو كان الرئيس بعيداً عن كل الشبهات.  

المعطيات الأولية كانت تشير إلى  أن الرئيس الحالي ينتظر الإشارة من إنفانتينو للترشح من عدمه، ورئيس الفيفا لن يجد أضعف منه لمواصلة السيطرة على الهيئة القارية والتحكم فيها، لذلك يتردد المنافسون في الإفصاح عن نيتهم في الترشح للرئاسة، ليقتصر الصراع على عضوية اللجنتين التنفيذيتين للفيفا والكاف، إذ يسعى فوزي لقجع من خلال احتضان الجمعية العامة الانتخابية إلى ضمان مركز في الفيفا، على غرار المصري هاني أبو ريدة والتونسي طارق بوشماوي العضو الحالي الذي يريد الترشح لرئاسة الكاف، لكنه يحتاج إلى تفويض من رئيس الاتحادية التونسية وديع الجريء الذي يرفض منحه إياه لأسباب خاصة، ما يفسح الباب واسعا أمام أحمد أحمد للترشح دون منافس إلا إذا قرر الإيفواري جاك أنوما دخول الصراع وخلط الأوراق، وهو أمر مستبعد لحد الآن، لأن الرجل لم يعد يملك نفس النفوذ.

موقف
التحديثات الحية

 

تنظيم الجمعية العمومية في العاصمة المغربية الرباط يعكس النفوذ الذي صار يتمتع به المغرب من خلاله رئيس الجامعة فوزي لقجع الذي لن يكتفي بالفوز بعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، بل سيكون له دور كبير في دعم أحمد أحمد أو صناعة رئيس جديد إذا اقتضت الضرورة ولم يحظ الرئيس الحالي بدعم الفيفا، وهو الأمر الذي فهمه هاني أبو ريدة الذي يسعى بدوره للحفاظ على عضويته في الهيئة الدولية، على الأقل من خلال التحالف مع فوزي لقجع ضد نوايا مرشحين آخرين محتملين في منطقة شمال أفريقيا، على غرار التونسي طارق بوشماوي ورئيس الاتحاد الموريتاني أحمد ولد يحي، في وقت تراجع دور ونفوذ الاتحاد الجزائري منذ رحيل الرئيس الأسبق محمد راوراوة لدرجة لم يجرؤ فيها على الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بعدما فشل في الفوز بعضوية الكاف، و إدراكاً منه بأن الأمور حسمت مسبقاً من دونه.  

رؤساء الاتحادات القارية القوية يدركون أن مصلحتهم تكمن في عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، وفي استمرار رئيس ضعيف ومهزوز لمواصلة ابتزازه والتحكم فيه، حفاظاً على مصالحهم ونفوذهم، لكن كل شيء سيتضح خلال الجمعية العامة العادية المقررة منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول في أديس أبابا، والتي تسبق الجمعية الانتخابية الاستثنائية دون أي استثناء متوقع، لأن أحمد أحمد سيجد نفسه مرشحاً وحيداً لخلافة نفسه بقرار من هيئة إنفانتينو التي ستبقى بدورها تتحكم فيه وتهدده بالتحقيقات التي فتحتها بشأنه، ولن تغلقها حتى ينتهي دوره وتصبح الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم تابعة وخاضعة للفيفا، رغم أنها غير ذلك من كل النواحي الإدارية والقانونية والنظامية، ما يجعل الأفارقة يشعرون بالحنان لعهد عيسى حياتو بكل عيوبه، لأنه كان حريصاً على استقلالية قرار الهيئة التي كان لها دور كبير في صناعة رئيس الفيفا ذاته.

التغيير على مستوى الكاف لم يحن وقته، رغم كل الفضائح التي حدثت خلال عهدة أحمد أحمد الذي لم يكن سوى واجهة، وأداة لممارسات لا تهمها مصلحة الكرة الأفريقية بقدر اهتمامها بمكاسبها، سواء كانت مادية أو فنية لمصلحة نواديها ومنتخباتها، أما جياني إنفانتينو فلا تهمه سوى أصوات الأفارقة لكي يستمر رئيساً للفيفا لعهدة ثانية.

المساهمون