5 ثنائيات موسيقية عربية وعالمية عرفت النجاح مع بعضها

5 ثنائيات موسيقية عربية وعالمية عرفت النجاح مع بعضها

24 يونيو 2016
بليغ حمدي مع وردة (فيسبوك)
+ الخط -
شهد القرن الأخير ظهور وتراجع ثنائيات موسيقية عدة في العالم العربي، والعالم. بعضها استمرّ، وآخر توقفت مسيرته وسط تعاون ناجح. في ما يلي نستعرض عينة من 5 ثنائيات، عربية وعالمية، شكّل تعاونها علامة فارقة ونقطة مضيئة في المشهد الموسيقي:



فيروز وعاصي الرحباني

بدأت القصة لما لفت الفنان حليم الرومي (والد ماجدة الرومي) نظر أحد موظفي الإذاعة اللبنانية الجدد، وهو عاصي الرحباني، إلى انضمام فنانة واعدة وصغيرة فى السن اسمها نهاد حداد، إلى فرقة الأخوين فليفل الإذاعية، واللذين كانا ضابطين في موسيقى الدرك اللبناني. اكتشف موهبتها محمد فليفل وقدمها إلى رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة اللبنانية ووقّع عنها الاتفاق مع الإذاعة لكونها أمضت ست سنوات في مدرسة الأخوين فليفل. ومن بنود الاتفاق ألا تكون من بنات الكورس، بل مطربة سولو، وحدد لها دوامات الحضور إلى الإذاعة في أوقات لا تتعارض مع تواجدها في المدرسة.‏



كان عاصي بحاجة إلى صوت، في حين كانت نهاد صبية صغيرة واعدة بحاجة إلى من يأخذ بيدها وهي في أول مشوارها في الحياة وفي الفن والغناء. أحدث الأخوان رحباني مع فيروز تغيراً جذرياً في الموسيقى العربية فكانت أغانيهم قصيرة المدة وفيها معان مختلفة عن السائد حينها. كما كان ملفتاً اتجاههم إلى أخذ مقاطع من الموسيقى الغربية الراقصة السائدة حيث أضافوا لها كلاماً لبنانياً وتوزيعاً موسيقياً جديداً، من دون ادعاء بأنها لهما، بل كانا يعترفان في كل لقاء أنها مقتبسة ومعرّبة، كما وضعا إيقاعات راقصة لأغانٍ فولكلورية مثل: "يا مايلة عالغصون" و"البنت الشلبية".

 تعددت مواضيع الأغاني، فغنوا للحب والحرب والأطفال، وللقدس وللحزن والفرح والوطن والأم، إلى جانب مجموعة كبيرة من المسرحيات الغنائية.

 في 21 يونيو/حزيران 1986، فارق عاصي الرحباني الحياة، تاركاً فيروز وحيدة، لينتهي مشوار هذا الثنائي الاستثنائي في تاريخ الموسيقى العربية. لكن بعد رحيل عاصي، كانت أسطوانة "إلى عاصي" الصادرة عام 1995، والتي كانت تحية من فيروز ومعها زياد الرحباني إلى الراحل الكبير.


جوليا وزياد بطرس 

 

عُرف الشقيقان بأغانيهما الوطنية في عقدي الثمانينيات والتسعينيات إبان الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني. كانت هذه الفترة من المراحل العنيفة في العالم العربي فكان لأغاني الأخوين صدى طيباً عند الثوار والمقاومين خاصة في فلسطين ولبنان.

حازت جوليا على تكريمات وجوائز تقديرية على مستويات رسمية، وقد احتفل لبنان بتحرير جنوبه عام 2000 عبر حفل أقامته جوليا في الجنوب المحررّ. وبعد العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو 2006 أحيت جوليا سلسلة حفلات  في أكثر من بلد عربي وعاد ريعها إلى عائلات الشهداء الذين سقطوا في العدوان. 
لكن مع انطلاق الربيع العربي، لم تعد جوليا بطرس اسماً جامعاً في العالم العربي، خصوصاً بسبب مواقفها السياسية من الثورات، وتحديداً من  الثورة السورية.


وردة وبليغ حمدي

عندما كانت وردة الجزائرية في سنّ السادسة عشر سمعت أغنية "تخونوه" في فيلم "الوسادة الخالية" وعشقتها. هكذا تعرّفت على ملحن اسمه بليغ حمدي.. بقي العشق افتراضياً حتى وصلت وردة إلى مصر، فتعرفت عليه، ولحّن لها بليغ "يا نخلتين في العلالي"، و"أحبك فوق ما تتصور"، فأصبح العشق متبادلاً، وتحوّل إلى قصة حب قيل إنها أسطورية. 

 


عندما تقدم بليغ حمدي للزواج من وردة، رفض والدها، فتزوجت رجلاً آخر، وتركت الغناء... فعاش بليغ عذاب الحب، وكتب "العيون السود" لها، وتركها في الأدراج. ثمّ قابلها مجدداً خلال الاحتفال باستقلال الجزائر، وحصل ما كان متوقعاً، وتطلقت وردة، وعادت للفن.


ن

 لكن هذا الحب الكبير، أثمر زواجاً استمر ست سنوات فقط، بسبب انشغال بليغ حمدي الدائم وهوسه بعمله، حتى أنه نسي موعد خطوبتهما. لكن بقيت وردة على عشق بليغ حتى وفاتها.

جواو وأسرتد جيلبيرتو

The Girl from Ipanema: "الفتاة من إيبانيما"، هكذا سُمّيت أسترد تيمناً بالأغنية الحائزة على جائزة "غرامي" والتي غنتها مع ستان جيتز وزوجها المستقبلي جواو جيلبيرتو. وهذا الأخير، هو الرجل الذى اخترع الـ"بوسا نوفا" (نوع موسيقي برازيلي شهير).
ولهذا النوع الموسيقي قصته الخاصة، إذ باءت كل محاولات تطوير هذه الموسيقى بالفشل حتى ظهر شاب يدعى جواو جيلبيرتو أضاف أداء صوتياً فريداً ومبهراً، وتشتهر هذه الموسيقى.

عام 1964، أطلق الزوجان جواو واسترد جيلبيرتو أسطوانة "غيتز/جيلبيرتو" مع كل من ستان غيتز، وانطونيو كارلوس جوبيم، وقد ضمت الأسطوانة The girl form Ipanema وVerve.

سوني وشير

المكان: مقهى في لوس أنجليس
الزمان: نوفمبر/تشرين الثاني 1962

قابلت شيرلين ساركيسيان، سلفاتور بونو لأول مرة في ذلك المقهى. على حد قولها لم تر شيئاً مثله من قبل، ما إن دخل المقهى حتى أصبح كل شخص آخر Out of focus (خارج التركيز البؤري للكاميرا). كانت في السادسة عشر من عمرها بينما كان يكبرها بأحد عشر عاماً ويعمل لدى منتج الأسطوانات، هو فيل سبيكتور. أصبحا بسرعة صديقين، حبيبين ثم في النهاية زوجين. عن طريق بونو وإلى جانبه، استطاعت شير أن تؤدي أغاني كمغنية ثانوية بأسطوانات فيل الكلاسيكية.

ومع استمرار بونو بالكتابة، التوزيع والإنتاج، استطاع الزوجان تقديم أول عمل لهما 1963.

 وعام 1964 أسطوانة baby don't go، وتصدرت قائمة أعلى عشر أسطوانات أكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية.

في صيف 1965 أصدرالثنائي ألبومه الأول Look at Us الذي ظل بالمرتبة الثانية لثمانية أسابيع ومن خلاله الأغنية التي حققت نجاحاً ساحقاً I Got You Babe.

ظهر الزوجان بعدها في العديد من البرامج التلفزيونية. كما ظهرا في فيلم Wild on the Beach ليجسدا شخصيتيهما الحقيقيتين.

عام 1965، خمس من أغاني الثنائي تصدرت قائمة العشرين الأوائل، ليسبقا بذلك إلفيس بريسلي...

بالتزامن أطلقت شير بعض الأغاني المنفردة والتي لاقت نجاحاً أيضاً.

 

وعام 1967 وبأغنيتين من كتابة بونو، تصدر الألبوم الثالث لهما In Case You're In Love المركز الأول فى خمس بلدان أوروبية.

انطفأ وهج سوني وشير وقلت المبيعات بسرعة بحلول عام 1968. فلم يعد صوت الـPop اللين على الأذن والخالي من المخدرات رائجاً وسط فرق الـpsychedelic rock  التي مهدت لظهور الـ American Pop في أواخر الستينيات.

قرر بونو اتخاذ منحى آخر لمسيرته مع شير فى لاس فيغاس، فرسم شخصيتيهما من خلال عرض جديد، وقام هو نفسه بكتابة نكات العرض والتوزيع الموسيقي له.

أعجب بهما مكتشفو المواهب وعرضت لهما أول سلسلة من حلقات The Nitty Gritty Hour  ثم The Sonny and Cher Comedy Hour. حصد الأخير المركز الأول وخمس عشرة جائزة غرامي، كل ذلك حصل عام 1971.

كما أصدرا ألبوماً آخر: All I Ever Need Is You. وبحلول الموسم الثالث من البرنامج، تداعى زواج الثنائي مما أدى إلى الطلاق عام 1975. فازت شير بالغولدن غلوب لأحسن ممثلة عن البرنامج 1974 فيما أطلق سوني البرنامج الخاص به The Sonny Comedy Revue.

تداعى البرنامج أيضاً بعد ستة أسابيع فقط بينما نجح برنامج شير واستضافت به العديد من المغنين المهمين في تلك الفترة. افترق سوني وشير للأبد عام 1977 ليتجه هو إلى التمثيل ثم السياسة، أما هي فتابعت مشوارها الفني.

 

 

المساهمون