سينما التلفزيون: السعودية شريكة في الانتاج المصري

سينما التلفزيون: السعودية شريكة في الانتاج المصري

12 ابريل 2016
تركي شبانة والمنتج أحمد السبكي (روتانا)
+ الخط -
هل تدخل السعودية مجدداً على تاريخ السينما المصرية لتشارك فيه؟ سؤال، ربما يأتي تزامنا مع زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة. لكن بعيداً عن الأجواء السياسية التي رافقت الزيارة، خرجت نتائج أخرى جديدة تقول إن مجموع استثمارات "مجموعة روتانا الإعلامية" في مصر، وصلت في السنوات الماضية إلى 4.5 مليارات جنيه مصري، خصصت منها للإنتاج السينمائي ما يقارب 2.5 مليار جنيه مصري.

وقبل أيام، وقعت شركة "روتانا" ممثلة بالمدير التنفيذي لمحطاتها تركي شبانه، على عقد تعاون لإنتاج أكثر من 50 فيلماً سينمائياً عربياً في العامين المقبلين، بقيمة تقدر بحوالي 320 مليون جنيه مصري، واعتبر بيان صادر عن الشركة أن ذلك "أكبر بروتوكول تعاوني في تاريخ الإنتاج السينمائي العربي". وقال البيان: هذا الأمر سيضيف قيمة لمكتبة روتانا التي تعتبر الأكبر والأهم عالمياً، إذ باتت تضم أكبر عدد من روائع السينما العربية الخالدة، وكمّا كبيرا من أبرز الأفلام الجديدة التي أنتجتها هذه الصناعة في السنوات الماضية، بالإضافة إلى الإنتاجات التي دخلت أخيراً حيّز التنفيذ.
لكن الشراكة "المصرية - الروتانية" ليست الأولى، فلطالما عمدت الشركة السعودية إلى استقطاب أرشيف السينما المصرية وذلك منذ شراكتها مع محطات "إيه آر تي" قبل أن تُفض الشراكة بين الطرفين، وتتحول "روتانا" إلى مجموعة من القنوات التي تنافس شريكتها "إيه آر تي" عبر مجموعة من المحطات المُتخصصة. وعلى الرغم من سوء إدارة تلك المحطات وإعادة تجديدها مرات، استطاع تركي شبانه بعد تسلمه إدارتها مكلفاً من الأمير الوليد بن طلال قبل ست سنوات أن يأخذ المحطات إلى خفض التكلفة الإنتاجية والاعتماد على سوق الإعلانات والعائدات المالية التي تجنيها قنوات "روتانا" بتعاون يفرضه الاسم المشترك بين المحطات وشركة الإنتاج التي تحولت إلى ما يشبه شركة خاصة يديرها سالم الهندي، واتبعت سياسة التقشف الواضحة واستعانت بالمنتج الخليجي لتيسير أمورها المالية خصوصاً.

سينما الشباب؟
المنتج أحمد السبكي، كان الاسم "الألمع" في هذه الشراكة الجديدة التي تمت في القاهرة قبل أيام بحيث تهدف الشراكة إلى إنتاج أفلامٍ سينمائية للنجوم والمخرجين والكتّاب، منها تعاون مع الممثل محمد رمضان والمخرج يسري نصر الله والكاتب تامر حبيب، كما تتعاون روتانا أيضاً مع المنتج وليد صبري للهدف عينه، ومن أبرز ما سُجل أيضاً بأن شركة روتانا ستذهب باتجاه بناء جيل جديد من صنّاع السينما بهدف ضخ "دماء شابة" في مجال العمل السينمائي العربي والمصري، لذلك وقع الاختيار على المنتج الشاب والكاتب، محمد حفظي، لإنتاج أعمال جديدة ستفتح بمعظمها المجال أمام الشباب لدخول مجال العمل السينمائي في الإنتاج والإخراج والتمثيل والكتابة.

تركي شبانه تحدث وفق البيان الموزع من "روتانا" عن هذه الشراكة قائلاً: "هذه الخطوات الإنتاجية للمجموعة تأتي استكمالاً لدور روتانا الريادي والفعّال في صناعة السنيما العربية. إذ ستساهم عملية ضخّ الأفلام الجديدة بإعادة تنشيط هذه الصناعة الهامة والاستراتيجية عربياً، وذلك للظروف الصعبة خلال فترة ثورات الربيع العربي".




وتابع شبانة: "تؤمن روتانا بأهمية السينما ودورها الاقتصادي والثقافي. وتهدف من خلال هذه الخطوة إلى ضم أفلام عالية المستوى إلى مكتبتها التي تعتبر الأكبر عربياً، ولا سيما أن الشركة ساهمت بشكل كبير في دعم صناعة السينما العربية والمصرية خلال العقد الماضي من خلال المشاركة في إنتاج نحو 200 فيلم حديث".


من جهته، قال المنتج أحمد السبكي: "روتانا شريك نجاح في كل أعمالنا السينمائية، وأغلب أعمالنا عرضت على شاشة روتانا ومن أحدثها أفلام (الفرح) و(كباريه) و(اللمبي) و( 8 غيغا) وغيرها، وبموجب الاتفاق الذي تمّ توقيعه اليوم سيتمّ إنتاج عدد من الأفلام الجديدة خلال العام الحالي والعام القادم. يسرنا توقيع هذه الشراكة مع روتانا لأنها شركة لها وزنها فى السوق السينمائي وقنواتها هي الأكثر مشاهدة".

أما كريم السبكي الذي كان أيضاً حاضراً في جلسة التوقيع فقال: "سعيد بتوقيع هذه الشراكة بين روتانا وشركة السبكي وغيرها من الشركات لإنتاج عدد من الأفلام السينمائية. إن الأفلام الجديدة التي تم الاتفاق على تقديمها خلال الفترة القادمة، بعضها دخل بالفعل حيز التنفيذ ونحن اخترنا الشراكة مع روتانا، لأن شاشاتها تبقى المقصد الأول للمشاهدين الباحثين عن الجديد في الإنتاجات السينمائية".




أما المنتج وليد صبري فقال: "بموجب التعاقد الذي تم توقيعه سيتم إنتاج عدد من الأفلام الجديدة، بالتعاون مع شركة روتانا خلال العامين القادمين. علاقتنا مع روتانا بدأت قبل عشر سنوات مع أبرز الأفلام التي أنتجتها شركتنا، كما سيعرض أحدث أفلامنا (أسوار القمر) على شاشات روتانا فى غضون شهرين. اختيارنا لروتانا لتوقيع هذا العقد الأول من نوعه في المنطقة يأتي تتويجاً لثقتنا بروتانا وبشاشتها التي تعتبر الأولى بالنسبة لمشاهدي السينما في الوطن العربي".
من جهته، قال المنتج محمد حفظي: "إن الرابح الأكبر من التعاقد بين روتانا وشركات الإنتاج هو المشاهد والسوق السينمائي بكل عناصره، فروتانا منذ بدايتها كانت شريكا حقيقيا في صناعة السينما".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الشراكات لن تكون الأخيرة، وفق البيان نفسه وتصريحات أبطال هذا التعاون الواردة هنا، والسؤال البديهي هو هل تقوي روتانا نفسها على صعيد الإنتاج السينمائي بعيدا عن فشلها في إنتاج الأغنيات، خصوصا بعد أزمة الشركة و"الهضبة" عمرو دياب، وما رافقها ودخول "بلاتينوم ريكوردز" شركة الإنتاج المنافسة لروتانا إضافة إلى مجموعة MBC التي بنت حصنًا في أرض المحروسة، فضلاً عن القناة الخاصة بهذه المجموعة والتي تحمل اسم MBC مصر.


المساهمون