سميرة سعيد.. فنانة لا تملك الملايين لكنها الأولى

سميرة سعيد.. فنانة لا تملك الملايين لكنها الأولى

10 يناير 2016
تعد المطربة المغربية قيمة فنية بالنظر لتاريخها (فيسبوك)
+ الخط -
كثيرة هي المحطات التي مرت بها النجمة المغربية سميرة سعيد خلال مشوارها الفني الطويل، فالـ"الديفا" التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الثامن والخمسين، تعتبر من جيل الفنانات الرائدات في الغناء العربي، وهو الجيل الذي تلا أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان ومنيرة المهدية، ولا زالت لليوم حاضرة بقيمتها الفنية وتاريخها الغنائي.

بالنظر لأرشيفها الغنائي وحضورها الفني الكبير وتجربتها، تعد مسيرة المطربة المغربية حافلة بالجوائز والتكريمات والتقديرات والحفلات الجماهيرية، فضلاً عن تعاملها مع أباطرة الغناء والتلحين، وهو ما دفع مطربات الجيل الحالي كشيرين عبد الوهاب مثلاً لاتخاذ سميرة سعيد قدوة فنية لها، ورغم أن سميرة لا تملك الحضور التكنولوجي الرائج هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة بنجمات كنانسي عجرم وإليسا وهيفاء وهبي، إلا أن صاحبة "مش هتنازل عنك أبداً" حفرت لإسمها مكاناً أهم في ذاكرة الموسيقى العربية، فهي إن لم تكن الأولى من ناحية "الفلورز" على "تويتر وأنتسغرام وفيسبوك"، فهي الأولى قيمة وفناً وغناء.

انطلاقة سميرة سعيد الفنية، بدأت في سن الثامنة عندما تقدمت لبرنامج للمواهب على شاشة التلفزيون المغربي، حيث غنت فيه إحدى أغنيات أم كلثوم، ولفتت الأنظار إليها، حتى تحمس لصوتها قيّمو البرنامج، وأصدروا لها في السنة التالية إسطوانة غنائية بأغنيات "قل للمليحة وشكونا لأحبابنا وسبحان الإله وقيس وليلى". ولم تمض سنة 1970، حتى كانت أسطوانة "لقاء" هي أول لقاء بينها وبين الجمهور العربي.

وصلت إلى العاصمة المصرية القاهرة بعدها بسبع سنوات، حيث انخرطت في الساحة الفنية كمطربة محترفة، غنت بداية من ألحان محمد سلطان "الدنيا كده" و"الحب اللي أنا عيشاه"، فلفتت أنظار الجمهور أكثر، لتقدم في العام التالي في الإمارات مع الموسيقي العبقري بليغ حمدي ألبوماً خليجياً بعنوان "بلا عتاب" وحظيت بدعم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي "قيل" إنه رافقها في ذات الرحلة للخليج العربي، وغنى فيها أغنيته الخليجية "هلي".

في مشوار سميرة سعيد الفني، محطات ثرية أثْرت وأثّرت في مسيرتها، وقد يكون ألبومها الغنائي الأخير "عايزة أعيش"، يحمل دلالات كثيرة في شخصية المطربة المغامرة والحاصلة على الجنسية المصرية، فألبومها الجديد والذي قدمت فيه موضوعات غنائية متجددة، مزجت أغنيتها بين خبرتها كمطربة مخضرمة في نوعية الغناء وبين الأفكار التي يبحث عنها شباب القرن الحادي والعشرين، ففترة السنوات السبع بين آخر ألبوميها "أيام حياتي - عالم الفن 2008" و"عايزة أعيش - روتانا 2015"، لم تشف غليل جمهورها بعدة أغان طرحتها كـ"سنغل".

من أبرز المحطات التي ارتبطت بسميرة سعيد، زواجها من الموسيقار المصري هاني مهنا، فالزوراج الذي استمر لست سنوات، أثمر عن نجاحات فنية مشتركة بين الطرفين لفترة محددة، لكن حلم الأمومة الذي تمنته سميرة طويلاً، حققته بزواجها من رجل الأعمال المغربي مصطفى النابلسي في العام 2004 وأنجبت منه ابنها الوحيد شادي في العام التالي، قبل أن يقع الطلاق مجدداً.

أبرز لحظات سميرة سعيد الفنية نجاحاً، كانت في العام 2003 عندما نالت أرفع جائزة عالمية "worldmusicawards" عن ألبومها "يوم ورا يوم"، وبذات العام حققت أيضاً جائزة "BBC International Music Awards" كأفضل مطربة في الشرق الأوسط، فضلاً عن جوائزها التقديرية والتكريمية في أكثر من بلد عربي. واليوم تقف سميرة سعيد على منصة النجاح الكبيرة، متكئة على قيمتها الفنية الكبيرة، وعلى التجديد الموسيقي في أغانيها، لأن تبقى واحدة من المطربات اللاتي يحملن عبق الزمن الجميل.





اقرأ أيضاً: سميرة سعيد "عايزة تعيش"

المساهمون