الفنانون والثورات: مصر وسورية ولبنان والتطابق الكامل

الفنانون والثورات: مصر وسورية ولبنان والتطابق الكامل

04 سبتمبر 2015
رغدة فنانة "أما آن للكيماوي أن يستشيط" (Getty)
+ الخط -


خلال ثورة 25 يناير في مصر، خرجت الفنانة عفاف شعيب، واستنكرت إغلاق الطرقات، وكانت حجتها هي "صعوبة طلب البيتزا للأولاد في البيت". موقف شعيب عينة من عشرات المواقف التي لا يمكن أن تنسى خلال ثورة الشعب المصري. بعض هذه المواقف وصل حدّ التحريض على قتل المعارضين، خصوصاً في السنتين الأخيرتين، حيث أطل علينا عدد من الفنانين الذين طلبوا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ممارسة سلطاته المطلقة و"إبادة" المعارضين، خصوصاً من كانوا مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين.


كما أنّ مواقف الفنانين السوريين ما زالت محط تجاذب منذ بداية الثورة وحتى الآن، ودان الكثيرون الجمع الفني الذي التحق كلياً بالنظام، ووصل الأمر حد تقبيل الفنان زهير عبد الكرم الحذاء العسكري لجندي في الجيش السوري. وطبعاً لا ننسى دعوة الممثلة رغدة الرئيس السوري بشار الاسد إلى ضرب معارضيه بالمواد الكيماوية مع عبارتها الشهيرة: "أما آن للكيماوي أن يستشيط"؟


أقرأ ايضاً:(بالفيديو) علا غانم: "25 يناير ثورة شحادين وبلطجية"

بين لبنان وسورية ومصر

لبنانياً، ورغم أن الحراك لم ينضج بعد كي يكون "ثورة"، لكن مواقف الفنانين اللبنانيين أخذت حيزاً كبيراً من النقاش اليومي .
كان المنظمون يرفعون أغاني الفنانة جوليا بطرس عبر مكبرات الصوت أثناء الحراك، فيما كان الصمت يطبق على صفحتها الرسمية. قد يكون عذر جوليا وجود زوجها في الحكومة التي يهتف الشعب لإسقاطها، فزوج فنانة "وين الملايين" طُرد في بداية الحراك عندما حاول النزول إلى الساحة ليتفاهم ويتواصل مع الشباب المعتصمين. أمّا شقيق الفنانة الثائرة دوماً، الموسيقي زياد بطرس فاتهم بعض المتظاهرين بالـ "صهيونية"، و"تفوق" موقف الموسيقي على مواقف كبار الفنانين الداعمين لأنظمتهم في سورية ومصر وتونس. لم ينتظر بطرس كثيراً حتى يأخذ الحراك شكلاً ثورياً كاملاً، وحسم الموضوع بتعميم اتهام "الصهيونية" على الجميع. موقف نوال الزغبي بدا أشبه بموقف الفنان المصري أحمد بدير خلال ثورة 25 يناير. القلق والخوف هما سمتا المرحلة بالنسبة لهما، فبدير حينها بكى "قلقاً" على مصر مباشرة على الهواء، أما الزغبي فغردت على تويتر: "ليلة امبارح تلقينا رسائل من محبين عرب، كانوا خايفين توصل الفوضى على لبنان، ما فينا الا نصلي معكن، الله يحمي هالبلد، عن جد قرفنا" .


بعيداً عن القرف الذي أصاب الزغبي و"ليلة امبارح "، كتبت إليسا على "تويتر، معتبرةً أنّ "الفوضى ليست ثورة"، وطالبت بـ "الحفاظ على الممتلكات العامة"، فالفنانة لم تكتف للمرة الأولى بصورها وتحياتها التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي صباحاً ومساء، واستحقت الفنانة لقب "أم عصام" من أحد ناشطي الحراك، نسبة لشخصية الأخيرة في مسلسل "باب الحارة". علماً أن موقف إليسا تطابق تماماً مع موقف الفنان عباس النوري مع اندلاع الشرارة الأولى للثورة السورية، إذ كانت الممتلكات العامة هاجس الفنان حينها.

أقرأ ايضاً:الفنانون اللبنانيون وقود الثورة المضادة: المتظاهرون عملاء وفوضويون

إلا أن حملة كبيرة شنت ضد إليسا، على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت التغريدات التي انتقدتها، واعتبرت ان عليها "النزول من برجها العاجي لتفهم ما الذي يحصل على الأرض". فيما سخر آخر منها قائلاً: "أين تتركيننا وتذهبين؟ من سيقوم بالثورة من بعدك يا ملهمة الجماهير"؟

مع الحراك... ضد الحراك؟

الفنانة كارول سماحة ذهبت لأقصى حدود هتافات المتظاهرين. سماحة طالبت بإسقاط النظام الطائفي، ووافق سماحة في تعليقها الممثل يوسف الخال، والممثل بديع ابو شقرا، والمخرج سعيد الماروق الذي طالب بدولة مدنية بديلة للنظام الطائفي. ونجوى كرم أعادت نشر أغنيتها "كلمة حق" وعلقت نجوى على رابط الأغنية: "تحنا الدولة ونحنا الصوت… طلعت ريحتكم". ثمّ انهمكت بالردّ على هجوم معين شريف عليها، وبدت متحمسة جداً للمسابقات التي تشترك فيها كلجنة حكم.


الصمت المطبق كان سمة أغلبية الفنانين، فالفنان وائل كفوري لم يعلق حتى بكلمة على الاحداث، كذلك نانسي عجرم التي اكتفت خلال الاحداث الكبيرة بتغريدة عن جاكيت جديدة. هيفا وهبي بدورها استشهدت بقول للإمام علي: "حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق". موقف مشابه تماماً للفنان عاصي الحلاني الذي اكتفى بالتحيات لذكرى الإمام موسى الصدر المختطف في ليبيا منذ عام 1978، إذ تزامنت هذه الذكرى مع التظاهرات المطلبية. بعيداً عن إحياء ذكرى الصدر، ركز الفنان صاحب أغنية "قلهن إنك لبناني" على تحضيرات برنامج "ذا فويس".

 أقرأ ايضاً:بالصور: أطرف 10 لافتات ومطالب "طلعت ريحتكم"

حتى الآن تبدو التظاهرات المطلبية في لبنان بعيدة عن أجواء الفنانين ذوي الأسماء الكبيرة. التخوف الأكبر هو من وقوع أغلب الفنانين في فخ التأييد للسلطة، مما سيعزز نظرية لا تغيب عن الشارع اللبناني، مفادها أن موجة الفن و الغناء وحتى الدراما هي تماماً في قبضة أزلام السلطة اللبنانية.

"دفاع"... للدعم

من جهة أخرى، انطلقت على موقع "فيسبوك" صفحة جديدة، تزامنت مع تظاهر 29 آب/أغسطس الماضي، بعنوان "دفاع - الدعم الفني والإعلامي للحراك". وعلى هذه الصفحة قام عدد كبير من الإعلاميين والفنانين اللبنانيين، بالتعبير عن موقفهم الداعم لهذا الحراك، من خلال إرسال فيديوهات تأييد، وتشجيع الشعب للنزول إلى الشارع. ومن بين الفنانين الداعمين بشكل كبير، الممثلة ريتا حايك، المغني برونو طبال، الممثل نيكولا معوض والممثلة نادين الراسي، هؤلاء كانوا جميعاً متحمسين بشكل كبير لهذا الحراك، ومطالبين بالتغيير ودعم الناشطين في "طلعت_ريحتكم".

أقرأ ايضاً:2400 دعموا هيفا وهبي بتضامنها مع #طلعت_ريحتكم

المساهمون