"مهمة مستحيلة 5": التاجر يفتح كتبه القديمة

"مهمة مستحيلة 5": التاجر يفتح كتبه القديمة

01 سبتمبر 2015
توم كروز في العرض الاول للفيلم في بريطانيا (getty)
+ الخط -
هناك مثل مصري يقول إن التاجر حينما يُفلس يبدأ في البحث داخل دفاتره القديمة. بشكل أو بآخر ينطبق هذا المثل على الممثل الأميركي توم كروز، كان النجم الأول في هوليوود حتى عام 2004، قبل أن تبدأ مسيرته في الانحدار بأفلام غير ناجحة على المستوى النقدي والجماهيري. أعمال مثل Lions for Lambs أو Knight and Day على سبيل المثال. وخلال تلك الفترة قرر أن يُنتج بنفسه جزءاً رابعاً من Mission Impossible 4 عام 2011، وظهر الفيلم بشكل معقول، مشهد تسلق برج خليفة كان خاطفاً للأنفاس، وحقق الفيلم نجاحاً ضخماً، صار أنجح عمل في شباك التذاكر في مسيرة كروز الحافلة.




في الجزءِ الخامس من السلسلة، والذي يحمل اسم Rogue Nation، وبدأ عرضه بدور السينما قبل أسابيع قليلة، يبدو واضحاً إلى أي مدى يركن كروزعلى مضمونية نجاح العمل ما دام يحمل اسم "مهمة مستحيلة"، حتى لو كان في حقيقة الأمر نسخة طبق الأصل من العمل في جزئه الجزء الرابع Ghost Protocol.

يمكن النظر إلى "بناء" العملين من أجل التأكيد على نظرية "الأصل والصورة" و"النجاح المضمون": الفيلمان يبدآن بمهمة خطيرة يقوم بها فريق "المهمات المستحيلة" الذي يرأسه "إيثان هانت" بنجاح (الهروب من السجن في الجزء الرابع.. والصعود للطائرة في الخامس)، بعدها تحدث الانتكاسة ويتم القبض على كروز (من قبل الشرطة الروسية في 4.. ومن قبل عصابة الاتحاد في 5) يهرب بالطبع.. ولكنه يصطدم بأن فريقه لم يعد يتمتع بحماية الحكومة الأميركية (بسبب تفجير الكرملين في 4.. وبسبب مساءلة رئيس المخابرات المركزية في 5)، يصبح في الفيلمين يعمل بشكل فردي، مطارداً من الخصم ومن الحكومة، ونجاح مهمته الجديدة ــ التي تتعلق بالكشف عن الرجل الذي شاهده في بداية الفيلم.. والأمر يتكرر في الجزءين كما كل شيء، لا يتعلق فقط بأمنِ العالم ولكن بإنقاذ حياته الشخصية.

ينضم عنصر جديد يساعد هانت (براندت في 4.. والعميلة المزدوجة جين في 5) يكون هناك مهمة أولى خطيرة يفشل في ختامها في القبض على رئيس التنظيم الذي يسعى إليه ويزداد وضعه صعوبة (تسلق مبنى الخليفة في 4.. والتسلل المائي تحت محطة توليد الكهرباء في 5) متبوعة بمهمة أخرى مشدودة الوتر أيضاً (السيطرة على القمر الصناعي في 4.. واختطاف رئيس وزراء بريطانيا في 5) وصولاً لمواجهة بين "إيثان" والمجرم الذي يسعى وراءه.. وفي المرتين يكون هناك قنبلة.. تتوقف قبل ثانية واحدة من انفجارها، نعم في المرتين قبل ثانية فقط.

أقرأ أيضاً:فيلم Highlander يعود إلى الساحة السينمائية ويبحث عن بطل


المقارنة التفصيلية بشأن بناء أو تتابع الفيلمين ليست فائضة على هذا النقد، ولكنها في الحقيقة جوهره وأهم ما يمكن أن يقال عن الجزء الخامس. الفيلم مُتقن الصنع، المشاهد مُنفذة جيداً، تتابعات الحركة تحاول شد الوتر، ولكن المشكلة الكبرى أن هذا فيلم خارج من دفاتر التاجر القديمة، سبق أن شُوهد من قبل في نسخة أخرى، في كل مرة نعرف أن هناك شيئاً سيحدث ينقذ البطل في اللحظة الأخيرة، وأن القنبلة من المستحيل أن تنفجر مهما بدا ذلك قريباً، في كل مرة ستقف قبل أجزاء من الثانية، كل شيء سبق أن شاهدناه من قبل، بأشكال أخرى شبيهة في أفلام أخرى، وبشكل متطابق في الجزء الأسبق من نفس السلسلة، والسؤال يصبح: لماذا قد نشاهد هذا الفيلم؟

توم كروز ممثل مهم في تاريخ أفلام هوليوود الجماهيرية، ولكنه لا يفطن الآن إلى أن ما ميزه منذ البداية هو حس المغامرة، لم يكن يصنع أفلاماً تشبه بعضها، ويتحرك بين أنواع وصنوف فيلمية ومع مخرجين مختلفين تماماً، طوال التسعينيات وحتى منتصف الألفية، وهو ما جعله ناجحاً بهذا القدر، أما الآن فهو يتحرك فعلاً بعقلية التاجر المُفلس.. قائمة أفلام المقبلة تشمل: Top Gun 2، Jack Reacher 2 ومرة أخرى Mission Impossible 6، وهو أمر خطير بالنسبة لممثل لا يزال لديه ما يقدمه للسينما ــ حتى لو من ناحية أفلام تجارية جيدة ــ بدلاً من "حَلْب" نجاحاته وتكرار نفسه والجري سريعاً بنفسٍ لاهث في حين أن الجمهور يعرف جيداً أنه سيوقف القنبلة في النهاية قبل ثانية واحدة من انفجارها.


أقرأ أيضاً:توم كروز في مهمّة مستحيلة على ظهر طائرة حربية


دلالات

المساهمون