حلا الترك.. النسخة الخليجية من ريمي بندلي

حلا الترك.. النسخة الخليجية من ريمي بندلي

08 اغسطس 2015
أصبحت طفلة ناضجة تعشق الأضواء (فيسبوك)
+ الخط -
لا أحد يعلم أين سيصل الحال مع الطفلة البحرينية حلا الترك: هل ستخلع رداء براءة الأطفال وتنتقل تدريجياً إلى ملعب نجمات الغناء العربيات؟ وهل سيكبر جمهورها معها؟ أم ستبحث عن فئة جديدة ووسيلة جديدة تبقي حلقة الوصل متقدة بينها وبين مستمعيها؟ أم سينتهي بها الحال كما انتهى مع المعجزة الصغيرة اللبنانية ريمي بندلي التي فضلت، بعد أن كبرت، أن تخلع رداء الشهرة والأضواء والنجومية للهجرة مع عائلتها إلى كندا، ومن ثم الزواج والاستقرار في السويد؟

لا تقاطع في مسيرة الطفلتين حلا وريمي، إلا في القدرة على إدهاش أقرانهما عمرياً، ريمي التي سلبت عقول عائلات الوطن العربي بقدرة طفلة في ربيعها السادس أن تقدم أغنيات، بقيت لغاية اليوم محفوظة في مكان ما من ذاكرتنا، مثل "طير وعليّ يا حمام، غسّل وشك يا قمر، أعطونا الطفولة"، كما كانت تثير غيرة الصغار الذين ينظرون إليها بعين الحسد.

فيما كانت حلا مدهشة، لأنها ظهرت في مجتمع خليجي مغلق نوعاً ما، فكان دعم والديها لها في برنامج اكتشاف المواهب "أربزغوت تالينت" مفتاح نجاحها وشهرتها فيما بعد، حيث وقعت فور تخرجها من البرنامج مع شركة بلاتينويم، التي وجدت فيها "دجاجة تبيض ذهباً"، فأغرقت عليها دعمها الإنتاجي السخي، وقدمتها في صورة الطفلة المشاكسة التي تقدم رسائل توعوية لأقرانها الصغار، عبر صور مبهرة وكليبات بألوان تخطف النظر.

الطفلة التي حققت شهرة كبيرة بأغان مثل "بابا نزل معاشة" و"بنيتي الحبوبة" و"ترن ترن" و"يا رب سامحني" و"طفشانة"، اليوم تحتفي بتخطي كليب أغنيتها الأخيرة "هابي هابي" حاجز مائة مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، فالأغنية التي لحنها موسيقياً الفنان عصام كمال من كلمات خالد العوض وتوزيع موسيقي حسام كامل، وضع مخرجها (لم يذكر اسمه في الكليب) كل ما يبهر الأطفال من ألوان وأفكار ليكسر الصورة النمطية عن حفلات أعياد الميلاد، ويحمس الأطفال لها أكثر، حيث قامت بدور الطفلة التي تحتوي الجميع وتوزع الأدوار على أصدقائها.

اليوم، بعد 4 سنوات من احترافها الغناء، ومع زوابع المشاكل العائلية التي أحاطت لفترة بها، من طلاق والدتها وزواج والدها (مدير أعمالها أيضاً) بالفنانة دنيا بطمة، فضلا عن ظهورها بملابس لا تناسب مرحلتها العمرية، تبدو حلا الترك أمام مفترق طرق إنساني وفني بحت، ينعكس عليها في علاقتها مع محيطها، فهي بالنسبة لشركة الإنتاج وللأب "الدجاجة التي تبيض ذهباً"، وبالنسبة لكثير من العائلات، هي فقرة مسلية لا ينصح بإطالة النظر إليها. لكن العائق الحقيقي أمام ما تطمح إليه حلا، هو توازي ما تفكر فيه مع العمر الحقيقي لطفلة لا تعرف معنى المسؤولية، فما زالت صغيرة عليها.



اقرأ أيضاً: حين ترث النجمات أضواء آبائهنّ وأصواتهم

دلالات

المساهمون