عمر العبداللات: الأردن يعجّ بالمواهب.. لكن ينقصنا الإنتاج والتسويق

عمر العبداللات: الأردن يعجّ بالمواهب.. لكن ينقصنا الإنتاج والتسويق

25 اغسطس 2015
عمر عبد اللات (العربي الجديد)
+ الخط -
إذا ما استثنينا المواهب الفنية الأردنية التي تعرّف إليها الجمهور العربي عبر برامج اكتشاف المواهب، وعلى رأسهم ديانا كرزون ويوسف عرفات، لا نجد على خارطة الغناء العربي أيّ تواجد لفنان أردني باستثناء العبداللات. حول الأردن والعالم العربي وجديده وقديمه كان معه هذا الحوار:

* كالعادة، حققت أكبر حضور جماهيري في مهرجان جرش هذا العام؟
- الحمدلله، دائماً أحظى بالتقدير وبالحضور الجماهيري، أينما حللت في أيّ مهرجان عربي، فما بالك إن كنت بين أهلي من الجمهور الأردني، والحمدلله قدمت حفلاً كبيراً يليق بتاريخ مهرجان جرش وعراقته، ويليق بجمهوري.

* هل ساءك ما فعله المغني اللبناني رامي عياش، عندما اقتبس صور جمهورك ونسبها إليه بعد حضور هزيل في حفله؟
- بصراحة سمعت بالموضوع أثناء وجودي في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث أحييت حفلي وتوجهت إلى المطار مباشرة، وكان حفل رامي عياش في اليوم التالي، وبصراحة تامّة فوجئت ولم أصدق في البداية إلا عندما قرأت الموضوع وشاهدت الصور والفيديو عبر موقعكم "العربي الجديد"، ما أصابني بالدهشة.


اقرأ أيضاً: (بالفيديو) صور حفلة رامي عياش في جرش... كاذبة ومزورة


* وما موقفك إزاء ذلك، هل تقدمت بشكوى لجهة ما؟ أم تنوي إثارة الموضوع إعلامياً؟
- ولماذا أشتكي، الإعلام الأردني والعربي وقف بجانبي، وأثار القضية وعاد حقّي لي. كما تعلم، الإعلام هو المروّج الأوّل لأيّ حدث، فصاحب الحدث إما يكون إيجابياً فيلاقي التقدير والثناء، وإما يكون سلبياً فيُواجَه بردّات الفعل العنيفة، وبالطبع لا يفوتني كفنان أردني أن أشكر موقعكم وجريدتكم "العربي الجديد"، فأنتم أول من تطرق للأمر وكشفتم الحقيقة للناس.


اقرأ ايضاً:نانسي عجرم تعيد الاعتبار للأغنية اللبنانية في "جرش"

* هناك من انتقد مشاركة فنانين شباب في جرش هذا العام، وأنّ فنانين كبارا كجوزيف عطية ومايا دياب ورامي عياش، لم يحظوا بالحضور الجماهيري المعتاد. وهناك من انتقد حضور فنانين شباب.
- بداية أنا مع حضور القيمة الفنية للمهرجان، فجرش كما هو معروف ساهم على مدى سني انعقاده في ترسيخ تجارب فنية كبيرة في العالم العربي، ومعظم النجوم الكبار الذين يتواجدون في الساحة الفنية حالياً، أسهم جرش في تكريسهم. أرحّب بكل الفنانين العرب للغناء في "جرش"، شرط أن يكونوا بقيمة المهرجان، ولا أعترض على مشاركة أي فنان شاب، بدليل أن الفنانة نانسي عجرم شاركت لأوّل مرّة في المهرجان في بداياتها وحقّقت حضوراً كبيراً وما زالت تحصد النجاح في "جرش" عند كلّ مشاركة لها، وما ينطبق عليها ينطبق على آخرين مثل نجوى كرم وكاظم الساهر وجورج وسوف وماجدة الرومي وغيرهم.

* ماذا يعني لك أن يقدّم الفنانون العرب أغنياتك الخاصة، في حفلاتهم، على هامش مشاركاتهم في مهرجان جرش؟
- أقدّر هذا، وأعتبره تقديراً لي. إذ يختارون مجموعة أغنيات ناجحة يقدّمونها إلى الجمهور الأردني. هذا العام غنت نانسي عجرم ومايا دياب لي، والعام الذي قبل الماضي قدّم ملحم زين إحدى أغنياتي، وقبلها حسين الجسمي... أشكرهم جميعاً.

اقرأ أيضاً: مايا دياب... مسرح جرش لا يليق بها

* ما هو أكثر ما يهمّك في الأغنيات التي تقدمها؟
- يهمني أن تصل أعمالي بصورة صحيحة إلى الجمهور العربي، لأعكس أصالة الغناء الأردني، فضلاً عن أن لهجتنا الأردنية باتت معروفة ومنتشرة ومطلوبة، وقريبة أيضاً من اللهجة الخليجية بحكم القرب الجغرافي. ويهمني اختيار ما يلائم ذوق جمهوري، عن اقتناع، لأنّ الأغنية التي تقدم من دون صدق لا يحسّ بها الجمهور.

* بعد هذا المشوار الطويل، هل ما زلت بحاجة لكي تجدّد غنائيا؟
- سرّ نجاح المطرب هو البحث عن الجديد والفريد والمميز، حتى يستطيع تلبية أذواق الجمهور المختلفة، ولذلك تجد أنّ أكثر المطربين باتوا يطرحون في ألبوماتهم أغنيات كثيرة قد يصل عددها إلى 14 أو 16، لمعرفتهم أنّ جمهورهم يطلب منهم التنويع، ودخول مناطق مختلفة وجديدة.

* ما قصة خلافك مع تامر حسني حول إحدى الأغنيات؟
- قصّة قديمة مرّ عليها عام كامل ولم تكن خلافاً. أنا طرحت أغنيتي "مشتاقلك" من كلمات الفنان الأردني ماجد زريقات وألحان الفنان الإماراتي فايز السعيد والتوزيع الموسيقي للفنان العراقي حسام كامل الصيف الماضي، كأغنية "أوديو". بعد طرحها أرسلتها إلى المخرج المصري جميل المغازي لوضع سيناريو لتصوير الأغنية في تركيا، لطرح فيديو كليب في عيد الفطر. يقول مطلعها: "مشتاقلك وايد اوي بالزاف مرة / وكثير هلبا هواي برشا الشوق بيا / يعني بقول بكل لهجة عربية / مشتاق حيل وانت مو فاهم عليه". وعند طرح تامر حسني ألبومه في عيد الفطر فوجئت بوجود أغنية في ألبومه بعنوان "بكلّ اللهجات"، تتطابق فكرتها تماماً مع أغنيتي، ووقتها أثار الإعلام الموضوع.

اقرأ أيضاً: ما سرّ الاعتداءات المتكرّرة على تامر حسني في بيروت؟

* كيف تقيّم المشهد الفني الأردني بشكل عام؟
- بصرحة تامة، أشعر بحسرة شديدة تجاه ما أشاهده. الأردن بلد يعجّ بالموهوبين من مختلف المجالات الفنية من موسيقى ودراما ومسرح وسينما... لكن ينقصنا ثقة المنتج العربي وتسويقه، كي يخرج من عندنا نجوم يتسيّدون الساحة الفنية. المشكلة في عدم وجود شركات إنتاج أو تسويق وعدم وجود ناظم للتشريعات الفنية. وتجاربنا شخصية. أنا مثلا نجحت واشتهرت عربياً بجهد شخصي بحت، وهذا ما ينسحب غالباً على غيري في الغناء والدراما والإخراج.

* هناك من يقول إنّ المطربين الأردنيين هم "أردنيون" فقط؟
- كلام غير واقعي. الفنان الأردني يجتهد ويقدّم ما عليه، لكن يبقى عمله محصوراً داخل الأردن للأسباب التي ذكرتها. فإذا نظرت معي إلى مواهب أتيح لها المشاركة في برامج اكتشاف المواهب تجد سنوياً أكثر من فنان يتميّز ويسجل حضوراً كبيراً. لكن بعد انتهاء البرنامج يجد نفسه "أردنياً" فقط لأسباب مادية.

المساهمون