المهرجانات الفنية في لبنان... جوائز ترضية لزوجات السياسيين

المهرجانات الفنية في لبنان... جوائز ترضية لزوجات السياسيين

27 يوليو 2015
المهرجانات تملأ البرنامج الفني الصيفي في لبنان (العربي الجديد)
+ الخط -
تزدهر في لبنان، بعد فترة ما بعد الحرب المهرجانات الفنية والغنائية والقروية السنوية، لكن أكثرية هذه المهرجانات تحمل، إضافة إلى قيمة الفنانين الذين تستضيفهم، خلفية سياسية خاصة، ذلك بعد تقسيم الزعماء اللبنانيين مناطقهم إلى "كانتونات" صغيرة على مقاسهم، من أجل مزيد من النفوذ بشكل يعزز ثقة الناس بهم. 

بداية التسعينيات، ومع انتهاء الحرب اللبنانية، واتفاق الطائف، حدّدت نازك الحريري، زوجة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، تاريخ السابع عشر من سبتمبر/أيلول من عام 1994 موعداً لعودة الحياة إلى وسط بيروت المدمر بعد الحرب. يومها اقتنعت السيدة فيروز بأن الحرب اللبنانية انتهت، وحملت صوتها إلى أكثر من 50 ألف متفرج لتغني لهم الوطن والأمل، في حفل حضرته الحاشية السياسية بأكملها.

مهرجانات بيروت لم تكمل طريقها على خارطة المهرجانات الفنية، السيدة نازك الحريري سلمت "الدف" إلى بعض المقربين منها، حتى وصل إلى الطبيب ميشال ضاهر، وهو اليوم يحيي ما يسمى مهرجانات بيروت biaf بحفل تكريمي لرواد في مجالات الأدب والفكر والفن والثقافة.

لكن الأمر يختلف قليلاً عند زوجة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، السيدة نورا، التي دأبت منذ 25 عاماً على إعداد أمسيات وليالي مهرجانات بيت الدين السياحية، المنطقة التاريخية المطلة على قُرى وبلدات الشوف اللبنانية، تستنفر كل طاقاتها بشكل موسمي من أجل مهرجان مفصل خصيصاً على مقاس زعيم المختارة وزوجته، ذلك على الرغم من القيمة الفنية التي تقدمها نورا جنبلاط، إلاّ أن الأحادية في تنظيم المهرجان واختيار أعضاء ومجلس مستشارين يثيران عدداً من علامات الاستفهام.

في المقابل، كان لرندة بري، زوجة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حصة في تنظيم مهرجانات صور الدولية - جنوب لبنان، فكانت تطلق المهرجان بصورة دورية باستقبال مجموعة من المغنين والفرق العالمية في القلعة الأثرية. لكن ورغم نجاح هذا الحدث، تخلت رندة بري بسبب الطائفية والكيدية السياسية عن المهرجان بعد حرب يوليو/تموز عام 2006 إذ لم يصرف وزير السياحة يومها الميزانية المترتبة على المهرجان الذي كابد كثيراً للبقاء على قيد الحياة، لكنه توقف منذ عام 2011.

وكان لزوجة الزعيم سليمان فرنجية، ريما قرقفي، تصور لإقامة مهرجانات اهدن السياحية (شمال لبنان) فأطلقتها قبل سنتين، واستطاعت أيضاً أن تحجز مكاناً متقدماً على الخارطة الفنية للمهرجانات اللبنانية، عبر استضافتها أهم نجوم الغناء والفرق العالمية ضمن المهرجان السنوي الذي تجنّد له ميزانية كبيرة.

ولم تغب النائبة اللبنانية، ستريدا جعجع، هذا العام عن استثمار مهرجان فنّي لها، على غرار زوجات المسؤولين السياسيين، فاستعانت ببلدة الأرز التاريخية، لتعيد إحياء مهرجان الأرز الدولي الذي توقف قبل خمسين عاماً.. شهرة رئيس حزب القوات اللبنانية وزوجته دفعتهما إلى إحياء مهرجان يتزامن مع الجيش اللبناني السبعين، أي في الأول من أغسطس/آب لمجموعة من الفنانين الذين سيقفون على المسرح للغناء والعزف.

اقرأ أيضاً: نجوى كرم لـ"العربي الجديد": لا نملك إلا الفرح لنقدمه للناس

دلالات

المساهمون