إيقاف مسلسل إذاعي يجلب الاتهامات لاتحاد الصحافيين السودانيين

إيقاف مسلسل إذاعي يجلب الاتهامات لاتحاد الصحافيين السودانيين

13 يوليو 2015
صحافيون سودانيون في مسيرة سابقة للدفاع عن حقوقهم(Getty)
+ الخط -
واجه اتحاد الصحافيين السودانيين انتقادات لاذعة لتورطه في إيقاف المسلسل الإذاعي "بيت الجالوص" والذي يتناول قضايا الفساد وغسيل الأموال في السودان، فضلا عن العلاقة بين السلطة والثروة والإعلام.

واعترف اتحاد الصحافيين برفع مذكرة للسلطات المختصة احتجاجا على المسلسل الذي يرى أنه يشوه مهنة الصحافة، ويصور الصحافيين كفاسدين ومرتشين ومبتزين، الأمر الذي يؤثر سلباً على استمراريتها، لكنه نفى تماما أن يكون قرار الإيقاف تم بناء على المذكرة بالنظر إلى الفترة الزمنية التي قُدمت المذكرة بها ووقف بث المسلسل.

ويتناول المسلسل الذي أوقف بعد "12" حلقة، قصة واقعية لرجل أعمال سوداني مشهور ينغمس في الفساد، فضلا عن رئيس تحرير صحيفة مشهور ومحرر عام بصحيفة مرموقة، بجانب قضايا الفساد في الدولة، الأمر الذي قاد المتابعين إلى الربط بين الشخصيات في الواقع بما هو متاح من معلومات.

ولا تخلو الممارسات في الصحافة السودانية من علاقة ما بين السلطة والإعلام إذ إن داخل الأوساط الصحافية من يشار لهم بالأسماء كمبتزين ومرتشين، ومن يحملون أقلامهم لحماية المسؤول المحدد، في مقابل مادي أو اغتيال آخر كتابياً بذات المقابل.

وفي بيان لها، وصل "العربي الجديد" نسخة منه، انتقدت منظمة صحافيون لحقوق الإنسان السودانية "جهر" اتحاد الصحافيين السودانيين، واعتبرت أن في خطوته دوراً أمنياً حرضت بموجبه السلطات على إيقاف المسلسل بدعاوى واهية، وقالت جهر "إن تدخلات أصحاب المصلحة المتمثلين في اتحاد الصحافيين وقيادات صحافية وشخصيات إعلامية نافذة في السلطة، تسببت في إيقاف المسلسل واعتبرت في ذلك تقييدا لحرية النشر والتعبير في كافة المؤسسات الإعلامية". واتهم سيناريست المسلسل علي بلدو رجال أعمال وصحافيين بارزين بتحريض نافذين في الحكومة لوقف المسلسل.

وأقر رئيس اتحاد الصحافين السودانيين الصادق الرزيقي بأن احتجاجات من صحافيين كبار وقادة رأي وصلتهم، من أحداث المسلسل الذي رأوا أنه يبث صورة سوداوية عن الصحافيين، ويتهمهم بالابتزاز والرشوة، واعتبر خطوة الاتحاد برفع مذكرة إحتجاج صحيحة لحماية المهنة من التشويش الذي تتعرض له من خلال المسلسل الذي قال إنه يبث واقع مغلوط للصحافة والصحفيين، فضلا عن إنه يطعن في مصداقية المهنة، الأمر الذي يشكل ظلماً لها، مضيفاً: واجبنا في الاتحاد حماية المهنة من التعدي عليها، كما أن هناك فرقاً بين حق التعبير وتشويش الصورة".

ويرى صحافيون استطلعتهم "العربي الجديد" أن خطوة الاتحاد ليس الغرض منها حماية المهنة، وإنما حماية مصالح تلك الشريحة التي مستها سهام المسلسل، واعتبروا فيها سابقة تقدح في صدقية الصحافة باعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه. وسارع كتاب الأعمدة في الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين، لانتقاد الاتحاد ورئيسه الصادق الزيقي على خطوة طلب إيقاف المسلسل.

اقرأ أيضاً: الأغاني الدارجة.. تلويث ذوق السودانيين أم غيمة صيف؟

المساهمون