"صعلوك" رمضان.. يكسب

"صعلوك" رمضان.. يكسب

26 يونيو 2015
خالد الصاوي يتفوّق درامياً من جديد (فيسبوك)
+ الخط -


"محروس أبو خطوة، آخر صفر على الشمال، وأصغر كلمة في الهامش، وأرخص جثة مستهلكة في أي مصلحة ومستعبدة بتراب الفلوس". هكذا عرّف السيناريست محمد الحناوي عن دور الممثل القدير خالد الصاوي "محروس" في مسلسل "الصعلوك"، على لسان الفنان أحمد راتب الذي يلعب دور "العمّ غزال".

المسلسل يروي قصة "الشيّال" البسيط، الذي يقيم على عتبة مقام ولي وقع ضحية خيانة صديقه أيام الاحتلال الإنكليزي. وينتقل الشيال لاحقاً، للعمل داخل فيلا أحد كبار رجال الأعمال في مصر، فتقع ابنة الأخير بحبه.

الحلقات الأولى للمسلسل حملت أداءً خيالياً من الصاوي. لا يمكن القول إنها مفاجأة من فنان بقيمته، لكنّها متعة بكل معنى الكلمة. سيضحك الصاوي، ويصرخ من الألم في الحلقة الثانية، بعد أن يثبته بلطجية الحي على كرسي ويجلدونه. لم يفوّت الصاوي مشهداً كهذا، إلّا بترك انطباع كبير عند المشاهد عن حياة المهمشين. محروس يضحك وهو يُجْلَد، ويبدو مرتاحاً أكثر من جلّاديه.

أكثر من ذلك، يصرخ محروس بالجلّاد: "اضرب جامد"، مسلّماً نفسه في نهاية الأمر لهم، تاركاً لهم الحرية بتعذيبه كما يشاؤون، ومستعبراً من الذين "أشدّ مننا وأكبر، وخدْ على ضهره، ويا سلام عالجلد، ويا سلام عالصبر". ضحك الصعلوك، وتألم، وصرخ في لحظات فقط خلال مشهد واحد.

كلّ لوازم "الصعلكة" وفّرها الصاوي للمشاهد. يدا محروس مفتوحتان خلال معظم اللقطات، كأنها جاهزة لاستلام أي شيء في أي لحظة. تلك هي لوازم الشيال وعاداته. ومحروس هذا يمكن أن يتكلم بفوضوية مطلقة، يتدخل من دون إذن في الحوار، فلا يسمعه أحد. للحظات، تشعر أن الصاوي يمرّ بهامشية في الأحداث الأولى من المسلسل، ولكن حتى "هامشيته" هذه ساحرة.

سنكتشف تواطؤ البلطجية مع أقسام الشرطة في الحلقات الثلاث الأولى. سنتعرف على حارة مصرية تقليدية ترزح تحت سطوة الإهمال. تركيبة الشخصيات التي يتضمنها المسلسل كافية جداً لبناء خط تصاعدي جميل للأحداث، وتطوراً ممتعاً في الأداء. ولا يخفى على أحد أنّ حسن حسني وأحمد راتب هما قيمتان كبيرتان في عالم التمثيل، بالإضافة إلى الفنانة صبا مبارك.

يلاقي "الصعلوك" إعجاباً كبيراً من المتابعين حتى الآن، الأمر الذي دفع الصاوي إلى إطلاق تغريدات عدة على موقع "تويتر". وطلب الصاوي من الجمهور مشاركته فرحته بالنجاح. إذ إنّ الفنان المصري لمس ذلك من خلال آلاف المعجبين والمعجبات الذين واكبوه في تغريداته.

مسلسل "الصعلوك" مستمر طيلة شهر رمضان، متفوقاً على أعمال درامية ذات إنتاج ضخم جداً. لكن النص المحبوك بحرفة حتى الآن، والأداء الخرافي للصاوي، وجوّ الحارة المصرية المشبعة بالمهمشين، بالإضافة إلى سطوة رجال الأعمال، وفساد أقسام الشرطة، كل هذه العناصر تعد بحلقات قادمة مشوقة. 


اقرأ أيضاً: خالد الصاوي: مُصابٌ بفيروس الكبد غير القابل للشّفاء... وسأهزمه

المساهمون