النجمات والتجميل: بين النفي والاعتراف والتبرير

النجمات والتجميل: بين النفي والاعتراف والتبرير

15 يونيو 2015
نيللي كريم لم تصلح أنفها كما طلب منها (فيسبوك)
+ الخط -
تتطلّب مهن كالتمثيل والغناء الجماهيريين ظهور أصحابها بمظهر جميل، بل وأيضاً متجدّد الجمال دائم الشباب، وبما أنّهما، الجمال والشباب، ليسا خالدين، فإنّ عمليات التجميل وإزالة مظاهر الشيخوخة بدت أولوية للفنانات تحديداً، قبل أن تنتقل عدواها للفنانين الذكور، تحديداً ما يشاع عن أنّ أدوار البطولة تكتب للممثلات الشابات، والأغنيات الضاربة تُمنح للمغنيات النشيطات القادرات على تحريك الجماهير على المسارح برشاقتهن وأيضاً جمالهن.

تجدّد الجدل حول هذه العمليات مؤخراً، بعد إعلان الممثلة المصرية، عائشة الكيلاني، عن خضوعها لعمليات تجميل، وظهورها بشكل مختلف.

الكيلاني، التي طالما لعبت دور "الدميمة"، أكّدت أنها خضعت لعددٍ من عمليات التجميل من دون تحديد كمّيتها، وقالت لـ"العربي الجديد": "أجريت عمليات تجميل في وجهي، ولن أتحدّث عن عددها، فهذا شيء لا يخصّ أحداً، المهم أني ظهرت بشكل جديد".

وأضافت عائشة أنها لم يكن لديها مشكلة في شكلها الأول، ووصفته بـ"خلقة ربنا"، وأنّها أجرت العمليات كنوع من التغيير: "نوعية هذه العمليات أصبحت منتشرة الآن بين النساء والرجال أيضاً، ولكن الفنانين يكون عليهم الضوء أكبر لتركيز الناس على ملامحهم".

أنوف تبحث عن الجمال
لم تكن عائشة الكيلاني، التي صرّحت بإجراء التجميل هي الأولى التي تعترف، فقد أعلنت الفنانة رانيا يوسف أيضاً مؤخراً أنها أجرت عملية تجميل في أنفها، لم تبرّر سببها، بعكس عملية شفط دهون بطنها، إذ قالت إنها تخلّصت من الترهلات في منطقة البطن، نتيجة لعدم قيامها بتمارين رياضية.

وبسبب وجود كسر في أنفها، قالت الفنانة المغربية ليلى غفران إنها أجرت عملية تجميل واحدة في أنفها، لأن حالتها النفسية كانت سيئة للغاية، كما أن هناك بعض الحروف كانت تخرج منها بشكل غير طبيعي.

وفي أنفها أيضاً، أجرت الفنانة الإماراتية ميساء مغربي عملية تجميل، كما قالت بنفسها، حيث برّرت العملية بأنها سبق وأصيبت في حادثٍ شوّه أنفها، وكان عليها أن تنهي هذا التشويه بالعملية.

وأعلنت اللبنانية ميسم نحاس أنها أجرت عمليات تجميل لأنفها، وأجرت قطبة تحت شفتها، وحقنت البوتوكس بين حاجبيها، معتبرة أنه ليس عيباً: "الله جميل يحبّ الجمال".السورية أصالة صرّحت بإجراء عمليتي تجميل، واحدة في عينها وأخرى في أنفها، كما أقرّت أنّها أجرت أكثر من عشرين عملية تجميل في ذقنها فقط، حتى وصلت إلى الشكل الذي يرضيها.
ولأن ملامحها تبدلت تماماً، وأصبح التغيّر واضحاً للعيان، لم تجد المطربة أنغام بدّاً من الإقرار بأنّها أجرت عمليات جراحية خاصة في أسنانها، ومن بعدها أجرت جراحتين أخريين، الأولى في وجنتيها والثانية في أنفها.

فنّانات يمتنعن
وعلى الرغم من إقبال الكثير من الفنانات على إجراء مثل هذه العمليات لتحسين ملامحهن، إلا أنّ هناك على الجانب الآخر فنانات يرفضن تماماً هذه العمليات، على الرغم من احتياجهنّ لها كما ينصحهن كثيرون، تماماً مثل الراقصة دينا، التي تحتاج لتعديل أنفها، إلا أنها قالت إنها ترفض أن يوضع مشرط جراح على وجهها، وإنها راضية بشكلها، وهو ما قالته الممثلة نيللي كريم، التي رفضت العملية نفسها، رغم طلب المخرج الراحل يوسف شاهين منها إجراءها، إلا أنها قالت "مناخيري عجباني"، وإن كانت التونسية هند صبري تحتاج إلى تجميل أسنانها أو تقويمها، إلا أنها ترفض هذا بشدّة، موضحة أنها ترى نفسها "حلوة بخلقة ربنا".


وسئلت نجلاء فتحي مرة عن أكثر ما تجده جميلاً فيها، فقالت إنه العيب الصغير في أسنانها، إذ لأسنانها الأمامية تركيبة مميزة، لا تعتبر عيباً خلقياً بقدر ما هي خطأ في تركيبة الأسنان، وهو كان يعطي ابتسامتها تميّزها، وأيضاً طريقة نطقها، كما يشي بطفولية وعفوية، لا تحلم بالكمال الذي يقود من يهجس به إلى عكس المراد. هذا ما يصفه المبدعون بالعيب الصغير الذي يكمل جمال القطعة الفنّية.

فوبيا الجراحات
ويبدو أن عدم إقبال كل من دينا ونيللي وهند على إجراء عمليات تجميل يعود إلى إصابتهن بفوبيا الجراحات، بعد الحوادث المأساوية التي حدثت لفنانات أثناء هذه العمليات، نذكر من هذه مأساة الممثلة المصرية، سعاد نصر، التي عانت من وزن زائد، تحديداً في منطقة البطن، فقصدت أحد أطباء التجميل المشهورين، لإجراء عميلة شفط دهون، موعودة من أحد المخرجين بدور البطولة في أحد الأعمال بعد العملية، ولكنها، للأسف بسبب جرعة تخدير زائدة أثناء الجراحة تعرّضت لمضاعفات عديدة، ففارقت الحياة.

وكادت الممثلة المصرية ميسرة تلاقي المصير ذاته، "لولا أنّ العناية الإلهية أنقذتها" وفق اجماع المقرّبين منها، حيث خضعت لعملية تجميل في أنفها، ولكنها بعد إجراء العملية فوجئت بتورم شديد في الأنف، وعانت من صعوبة في التنفس، فعادت للطبيب الذي أجرى لها العملية، وأخبرها أن العملية سليمة، لكن النتيجة لن تظهر إلا بعد ثلاثة أشهر، وبعد المدة المحدّدة بقي الورم ومصاعب أخرى، ولكن هذه المرة حين عادت للطبيب أنكر أي صلة له بالعملية، ما أجبر ميسرة وقتها على اللجوء للقضاء المصري.

اللافت أن حظّ ميسرة مع "التجميل" سيئ على طول الخطّ، فقبل عملية الأنف بشهور خضعت لعملية نفخ في وجنتيها وأصيبت بتسمّم شديد نتيجة تلوّث الحقن، ومشاكل أخرى، ولكن بعد الجراحة الأخيرة، قررت ميسرة أن تتوقف تماماً عن إجراء أي تجميل في حياتها.

كما ظهر فشل عمليات التجميل التي أجرتها الفنانة نبيلة عبيد في آخر ظهور لها، أثناء تقديمها لبرنامج "نجمة العرب" المتخصّص باكتشاف المواهب، ومن قبله في مسلسلها الأخير "كيد النسا 2"، حيث انعكست هذه العمليات بشكل سلبي على مخارج الحروف لديها، كما غيرت من شكل ملامحها وضحكتها التي لا تخرج طبيعية، وهو ما حدث أيضاً مع الفنانة صفية العمري، التي أجرت عملية لشدّ الوجه، جاءت نتائجها سلبية، وأثّرت في عضلة العين بشكل ملفت للنظر.

وكان لغادة عبد الرازق أيضاً نصيب مع عمليات التجميل الفاشلة حيث أجرت عملية نفخ في شفتيها، ولكن لم يعجبها شكلها الجديد فأجرت عملية أخرى لإزالة النفخ، ولكن رغم ذلك فلغادة تجارب ناجحة أيضاً مع التجميل، خاصة في أسنانها وأنفها حيث تبدل شكلها للأجمل بهذه العمليات طبقاً لاعترافها هي شخصياً.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. كيف كانت نانسي عجرم قبل 15 عاماً؟

يبقى أنّ الجراحات التجميلية ليست حكراً على مبتدئات يطمحن للفت النظر وأن يكنّ على الموضة، بل سبق لنجمات مكرّسات أن خضعن لها، إلى جانب عبيد والعمري هناك المطربة الراحلة وردة، التي صرّحت سابقاً بقيامها بعمليات تجميل خاصة لأنفها، موضحة أن عملية التجميل الأولى قامت بها في العاصمة الفرنسية، باريس، حين سمعت كلاماً جارحاً وهي تغني في قاعة الأولمبيا، كما سمعت في إحدى جولاتها بشوارع العاصمة الفرنسية شخصين يقولان إنها ليست جميلة، وإن أنفها كبير، فقررت مباشرة الخضوع إلى عملية جراحية لتحسين مظهرها، وهو ما فعلته الفنانة لبلبة، التي أجرت تجميلاً في أنفها حين سمعت أنّ انفها ليس جميلاً، واعترفت بذلك في أحد لقاءاتها التلفزيونية.

المساهمون