العمّ بشارة.. يصنع العود بشغف الأنامل للوتر

العمّ بشارة.. يصنع العود بشغف الأنامل للوتر

06 مايو 2015
بشارة ديب صانع العود في حيفا (العربي الجديد)
+ الخط -
كما في "قصبات المدن التاريخية"، يقع متجر "الوادي للأدوات الموسيقية"، في حي وادي النسناس في حيفا المحتلة، تحديداً في مركز الحيّ مقابل المخبز، وجوار محلّ الخياط، وعلى بعد عدّة أمتار قليلة من سوق الخضار.

فتعلّم صيانة آلة العود وتصنيعها يعتمد في بلادنا على المجهود الذاتي وعشق الآلة نفسها، خاصة في مجتمع أقلية قومية، وجدت نفسها تحت احتلال، وعانت نكبة خرجت منها وقد تشرذم مجتمعها وغابت عنه المدنية بكل مميزاتها.. لذا عليك أن تكون محظوظاً جداً كي تجد من يحترف صناعة العود وإصلاحه، ليعلّمك المهنة، أو يصلح عودك ويضبط أوتاره.

هذا هو حال الفنان الفلسطيني الحيفاوي، بشارة ديب، الذي فتح متجره قبل ثلاث سنوات، لبيع وصيانة الآلات الموسيقية الشرقية وبعض الغربية، أبرزها العود الشرقي، بعد أن اعتزل مهنة تعليم العزف، ومهنة النجارة اللتين جمع بينهما في شبابه.

النجار العازف
وقد كان إلمامه بالموسيقى وكونه عازف عود ومطرباً وأيضاً يحترف النجارة، رأس ماله ومصدره الأساسي لخوض هذه التجربة. وقد تمكّن قبل شهرين من صنع أوّل عود. يقول ديب: "بدأ حبّي لآلة العود وأنا بعمر 17 سنة. ويعود الفضل لخالي وهو من قرية الرامة الجليلية، وكان يعزف على العود وكنت أراقبه وأستمع اليه، منذ الصغر. عشقتُ صوت العود وأوتاره، وورثت العزف عن خالي. فقررت أن أتعلّم بشكل أكاديمي محترف، وهذا لم يكن متوافراً في زماننا، ولظروف سياسية معروفة".

اشترى بشارة كتباً تعلّم العزف على العود، ودرسها باجتهاد ذاتي، وأصبح يجيد العزف على العود ويحيي الحفلات. ويقول: "بالأساس عندي شغف وحبّ استطلاع وخبرتي في مهنة النجارة ساعدتني كثيراً في المجال، فالمرة الأولى كسرت آلة العود حتى أعرف كيف تمّ تصنيعه وأكتشف ما في داخله. وقد ساعدني احتراف مهنة النجارة، فالعود أيضاً مصنوع من الخشب".

أسرار العود
زبائن بشارة هم طلاب موسيقى ومحترفون يجيدون عزف العود. يشرح العمّ بشارة: "معروف أنّ آلة العود بحاجة إلى تجديد وصيانة وتغيير أوتار ومفاتيح الصوت للدوزان كلّ أربعة أشهر، الأمر نفسه لآلات مثل القيثارة والكمنجة".

في داخل المتجر، تحيطك آلات العود المختلفة والمتنوّعة، بعضها صُنع في سورية مع ختم محفور أو مرسوم، مثل سنة صنعه، أو باسم صانعه. أحد الأعواد مختوم بسنة 1924، وهو يعتبر الأغلى في المتجر، لأنّ العود القديم والمستعمل هو المفضّل، ويتم إقناء العود السوري خاصة عن طريق الأردن، إلى جانب أعواد من صناعة محلية.

تلقى صناعة العود في حيفا بفعل النهضة الفنية والموسيقية رواجاً، ويكشف بشارة بعض أوجه المهنة فيؤكّد مثلاً أنّ وجه العود ومظهره الخارجي يصنع من خشب الشوح الأبيض، وظهر العود يصنع من أخشاب صلبة، هناك 100 نوع منها: "خشب الجوز هو المفضّل لدي، يليه خشب الفواكة والحمضيات، ويوجد أيضاً خشب الأبنوس الأفريقي".

إقرأ أيضاً:فنان سوريّ يرسم على الصواريخ حتى لا يخافها الأطفال

إقرأ أيضاً: السوريون ورقصات الموت

المساهمون