لباس جنيفر لوبيز يثير عاصفة سياسية واجتماعية في المغرب

لباس جنيفر لوبيز يثير عاصفة سياسية واجتماعية في المغرب

31 مايو 2015
جاء الحفل بعد أيام من منع فيلم مغربي (getty)
+ الخط -


أثارت الفنانة الأميركية الشهيرة، جنيفر لوبيز، الجدل حول مهرجان موازين، بسبب لباسها "غير المحتشم" هي وأعضاء فرقتها، لا سيما أن الحفل الذي أقامته، الجمعة، في افتتاح المهرجان ونُقل مباشرة على القناة الثانية المغربية، جاء بعد أيام قليلة من قرار وزارة الاتصال، منع الفيلم المغربي "الزين اللي فيك" من العرض، بسبب "إساءته للقيم وللمرأة المغربية".

وقالت إدارة مهرجان موازين إن 160 ألف متفرج حضروا عرض لوبيز في الدورة 14 من المهرجان التي بدأت في 29 مايو/أيار الحالي، وتنتهي في 6 يونيو/حزيران المقبل. ونقلت القناة الثانية، كما دأبت إدارة المهرجان، أول ثلاث أغان للوبيز، التي كانت ترتدي لباساً أقرب إلى لباس البحر، وكذلك مرافقاتها في الرقص، مما أثار جدلاً كبيراً في المغرب، ليس بين المحافظين والإسلاميين فحسب.

وقد وجد كثير من المغاربة في حفل لوبيز فرصة للرد على قرار الحكومة منع الفيلم المغربي "الزين اللي فيك" لنبيل عيوش، وما جاء في البيان الحكومي بأنه يتضمن "إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومساً صريحاً بصورة المغرب". ويتناول الفيلم ظاهرة الدعارة والسياحة الجنسية، وتظهر بعض اللقطات المسربة، صور عري ورقص ماجن وتلفظاً بكلمات بذيئة.


وقال معلقون مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث حفل لوبيز "لا يبدو أن هناك فرقاً كبيراً بين لقطات فيلم الزين اللي فيك، ولقطات رقص جنيفر لوبيز التي كانت مليئة بالإيحاءات الجنسية". وأضاف الناشط خالد.ل في تعليقه على صفحته في فيسبوك "على الأقل فيلم الزين اللي فيك كان سيذهب لمشاهدته من يهمه الأمر، أما لوبيز وفرقتها فقد دخلت بيوتنا دون استئذان".

وتساءل الناشط المغربي بلال الجوهري ساخراً "هل سيصدر البيت الأبيض بياناً، يقول فيه إن جنيفر لوبيز أساءت لقيم وأخلاق المرأة الأميركية". كتب الناشط أحمد يحيى على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "قالوا دفاعاً عن الأخلاق والقيم والدين .. فجاءتنا جنيفر لوبيز لتبدع رقصة "الزين اللي فيك"، وبسرعة كبيرة جاء الجواب الفعلي على موجة أحكام القيمة التي وجهت سهامها لفيلم نبيل عيوش".

أما حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة الحالية، والذي كان من أشد المنتقدين لسياسة المهرجانات في المغرب، وعلى رأسها مهرجان موازين، قبل أن يصل إلى الحكومة عام 2012 فقد التزم رسمياً الصمت، غير أن بعض قيادييه أبدوا غضبهم، حيث طالب خالد الرحموني عضو الأمانة العامة للحزب، وزير الاتصال مصطفى الخلفي، الذي ينتمي إلى الحزب نفسه، وخرج من وزارته بيان منع فيلم "الزين اللي فيك"، بالاستقالة.

وكتب الرحموني على صفحته "على وزير الاتصال مصطفى الخلفي باعتباره المسؤول الأول عن السياسة الإعلامية أن يبادر إلى تقديم استقالته فوراً، وأن يتم تقديم المسؤولين للمحاسبة الشعبية، وذلك لعجزهم عن صيانة القيم والسمعة والسيادة من أن ينتهكها على الهواء مغتصب للكرامة".

وكان النائب عن حزب العدالة والتنمية، قد وجه سؤالاً شفوياً إلى زميله وزير الاتصال، بخصوص "استياء المغاربة من عرض القناة الثانية لسهرة ماجنة". وورد فيه "مطالبة الحكومة بإجراءات آنية ومستقبلية تتخذها الحكومة ضد ما سماه "السلوك غير المسؤول لهذه القناة التي تتحدى المجتمع المغربي، والضمانات لعدم تكرار هذا السلوك المستفز" وفق صيغة السؤال.

ومن جهته أكد البرلماني عن الحزب الحاكم، عبد الصمد الإدريسي، أن قيادة الحكومة لن تكون مانعاً من القول إن الاستمرار في تنظيم هذا المهرجان، هو استمرار في المساس بقيم الشعب والوطن"، مبرزا أن هذا "من بين الأمور التي فشلت فيها الحكومة المغربية". وتابع الإدريسي بأن نقل حفل المغنية الأميركية، وما عرفته من إخلال علني بالحياء، يعد خرقاً للقانون الجنائي"، مضيفاً "إن مهرجان موازين استمرار لاختلال موازين القوى لفائدة الاستبداد في البلاد، واستمرار لخرق الدستور، وللمس بقيم المغاربة" وفق تعبيره.

وبدوره قال مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور خالد الشرقاوي السموني، لـ"العربي الجديد": "إن بث حفلة النجمة الأميركية وفرقتها الاستعراضية، على قناة حكومية يشكل خدشاً للحياء والأخلاق، ولمشاعر الأسر المغربية داخل بيوتها". وحمّل وزارة الاتصال المسؤولية السياسية والإدارية عن السياسة الإعلامية بالمغرب، وبالتالي يكون من واجبها مراقبة كل ما يذاع عبر القنوات العمومية التي تمول من المال العام، والذي مصدره من الضرائب التي تدفع من جيوب المواطنين.

ورد وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي على العاصفة التي جلبها "بيكيني" لوبيز، وحركاتها التي شاهدها ملايين المغاربة، بالتأكيد على أن "ما جرى بثه مرفوض وغير مقبول، ومخالف لقانون الاتصال السمعي البصري في البلاد". وكشف الوزير أنه سيراسل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، باعتبارها الجهة المسؤولة عن مراقبة تقيد وسائل الإعلام المرئية بمضمون القوانين المعمول بها، ومراسلة لجنة الأخلاقيات بالقناة الثانية، باعتبارها المكلفة بتفحص القضايا الأخلاقية المتعلقة بالبث.

ويذكر أن جدلاً مماثلاً كان قد أثاره مهرجان موازين عام 2013، بعد أن أحيت أيضاً فنانة البوب البريطانية، سهرة بلباس "فاضح". ويشرف على تنظيم مهرجان موازين جمعية "مغرب الثقافات" التي يرأسها منير الماجدي، وهو الكاتب الخاص للملك محمد السادس.

اقرأ أيضاً: المغرب: غضب حزبي وديني من فيلم عن الدعارة

المساهمون