سوق الورد المغربي

سوق الورد المغربي

30 ابريل 2015
ضفّة زهور برّية (Getty)
+ الخط -
تحرص الفنانة والسينمائية المغربية، يطو برادة، على إعادة العلاقة بين الأماكن البرية والحضرية في مدينتها طنجة، سواء من خلال الأفلام التسجيلية، أو الصور الفوتوغرافية، أو "البيانات الفنية" التي تعدّها.

في آخر مبادراتها، قامت برّادة بإعادة "سوق الورد" إلى ساحة السوق الكبير أو سوق "ادّبرّا" في طنجة، دعت إليه فلاحين ونساءً "جبليات"، ليعرضوا "النوّار"، أي النباتات البرية المزهرة، متّخذين من واجهات السوق والمدينة واجهات حقيقية، رمزت فيها برادة إلى العلاقة بين تاريخ وتقاليد المدينة. وقد شارك في تنظيمه كلّ من "جمعية عين السبع" و"المركز الثقافي الفرنسي".

رافقت كاميرا برّادة أنشطة السوق، ملتقطة الانطباعات والصور للزهور والفلاحات والسائحين وأهل طنجة، التي ستكون مادّة لفيلم تسجيلي، ستولّفه برّادة مع صور من أرشيف الخزانة السينمائية، "سينماتك الريف"، التي عملت فيها 10سنين، وبينها صور قديمة لساحة السوق، فيها ورد وخضروات ومصنوعات جلدية وحافلات، ويبدو سوسن طنجة الأزرق المهدّد اليوم بالانقراض.. كان قد وثّقها المصوّر الفرنسي، غابريل فير، بكاميرته قبل الاستعمار. وسيعرض هذا الفيلم في مايو/أيار المقبل، في سينما "الريف" وفق تصريحات برّادة.


حنين للسوسن الأزرق
عن الفيلم قالت المخرجة إنّه من المبادرات التي تكرّس الطبيعة ومذاقها، وتؤمن أنّ المعمار وليد التاريخ، يعيشان على طاقة الذاكرة الإنسانية. وهو امتداد لأفلام سابقة منها فيلم "حركة جميلة- Beau Geste"، وبيان "مشروع النخيل"، ومشروع "إيريس طنجيتانا"، تحذّر فيها برادة من تفريغ المدينة من روحها الفطريّة الجوهرية، وانقراض نباتاتها البرية.

في انتظار انتهاء الفيلم تقول برّادة: "أنا ابنة المدينة ذات الطابع البرّي، الورد مرتبط بطفولتي، أذكر كيف كان السوسن الأزرق يغطي كيلومترات من السوق. إلا أني لا أحبّ النوستالجيا، وهذا المشروع عقلاني بحت وغير قائم على بحث أكاديمي، وجاءت فكرته بعد حديث مع الفلاحين وباعة الورد، حاولت خلاله الربط بين جيل قديم وجيل حديث".

وتؤكّد الفنّانة التشكيلية أنّ السوق يشكّل جزءاً مهماً من هويّتها الثقافية والوجودية. وقد تأثّرت علاقتها بالمكان بعد اختفاء السوق كظاهرة اجتماعية.

ورغم خضوع الساحة لقيود حضرية معاصرة، أجبرت الباعة على هجرها إلى أزقة قريبة وبعيدة، جمعت برّادة الباعة من جهة "الرميلات" وجهة "البلاصة الجديدة" و"شارع فاس"، لتقول إنّ السوق مكان لتبادل الهدايا والكلام والحكايات وتناول الشاي، وليس للتجارة فقط"، وليحتفل الجميع بإرث نباتي غني في طنجة، مثل زهرة السوسن الزرقاء المهدّدة بالانقراض، وفمّ السبع و"ميموزا" و"مارجريتا" وزهرة الفراشة والبصلات البيضاء و"الإيريس" وغيرها.

عودة "سوق الورد" في رمضان المقبل، ستترافق مع ورش عمل، تضمّ الكبار والأطفال، يكتسبون فيها مهارات إعداد تيجان الزهور، والألعاب المعرّفة بالزهور وصناعة الورق وغيرها من المهارات.

اقرأ أيضا:ابتسامة بائع الورد

دلالات

المساهمون