50 مليون دولار في قاع المحيط الأطلسي

50 مليون دولار في قاع المحيط الأطلسي

19 ابريل 2015
الكنز المفقود (Getty)
+ الخط -
في عام 551 ميلادية، ضرب زلزال المدن الساحلية اللبنانية، من صور إلى طرابلس، وبلغت قوّته 7.2 درجات على مقياس الموجات السطحية، فابتلعت مياه البحر نحو 30 ألف شخص في بيروت وحدها، وأغرقت جزءاً من الساحل اللبناني.

حكايات مشابهة في كثير من مدن العالم التي غمرها البحر بمياهه، وما زالت قابعة هناك.

بيد أنّ التطوّر التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان أخيراً، بدأ باستخلاص تلك الآثار القيّمة من باطن البحر، وهو ما حدث مع فريق الإنقاذ البريطاني الذي حطّم الرقم القياسي للغوص تحت المياه في العالم، عقب عملية إنقاذ نحو 50 مليون دولار أميركي (34 مليون باوند)، من القطع النقدية الفضية التي تعود إلى حطام الباخرة البريطانية التي غرقت إلى عمق 17 ألف قدم تحت سطح البحر في الحرب العالمية الثانية.

غرقت الباخرة البريطانية المعروفة باسم "مدينة القاهرة"، بعد تعرّضها للقصف من قبل غوّاصة ألمانية على مسافة 480 ميلاً إلى جنوب جزيرة سانت هيلانة، في جنوب المحيط الأطلسي، عام 1942، وهي في طريقها من مدينة بومباي الهندية إلى إنجلترا محمّلة بمئة طن من القطع الفضية داخل ألفي صندوق مستطيل أسود اللون.

ضربت الغوّاصة طوربيداً واحداً على السفينة، وانتظرت نحو 20 دقيقة كي يتسنّى للمسافرين وأفراد الطاقم الذين بلغ عددهم 302 من الهروب على قوارب النجاة، باستثناء ستّة أشخاص قضوا على متنها.

اقرأ أيضا:رسالة من "التايتنيك" في مزاد علنيّ

يقال إنّ كارل فريدريك، الكابتن الألماني، اقترب حينها من قوارب النجاة وقال للناجين جملته الشهيرة بلغة انجليزية متقنة: "مساء الخير، وأعتذر لأنّي أغرقتكم".

أمّا بريطانيا، فاعتقدت أنّها أضاعت كنزها من آلاف القطع الفضية إلى الأبد. بيد أنّ فريقاً بريطانياً، بقيادة جون كينغسفورد، أحد قدامى المحاربين البريطانيين، أعاد الأمل إلى بريطانيا باستعادة تلك الثروة بعد أن تمكّن من العثور على الكنز باستخدام أجهزة مسح وإنقاذ مجهّزة بالسونار والروبوتات. عملية انتشال الكنز هذه، حدثت أواخر عام 2013، بعد أن سمحت الحكومة البريطانية بالقيام بعمليّة إنقاذ عشرات الأطنان من القطع النقدية، وبقيت طي الكتمان لغاية إبريل/ نيسان الحالي.

وأنجز الفريق، الذي ضمّ 20 عالم بحار فرنسي، المهمّة شبه المستحيلة، فحدّد بدقّة موقع السفينة المنكوبة في قاع البحر، على عمق 17 ألف قدم.

وتعتبر عملية إنقاذ على ذلك المستوى العميق، رقماً قياسياً عالمياً جديداً، وهو أعمق من المستوى الذي بلغته سفينة التيتانيك الشهيرة التي وصلت إلى 12 ألف قدم.

من جهتها، قالت ماييفا أوندا، عالمة محيطات شاركت بالمهّمة، إنّهم نجحوا بالتقاط الصور الأولى للحطام بعد ساعتين من الغوص تحت الماء، مشيرة إلى أنّ الإبحار إلى ذلك العمق، كان محفوفاً بالمخاطر والصعوبات بسبب الضغط ودرجة الحرارة التي نجمت عنها أعطال متعدّدة في أنظمة الغوّاصة لم يعهدها الفريق حين غاص على عمق ثلاثة أو أربعة آلاف متر.


اقرأ أيضا:متحف في هاواي يعرض قطعاً منتشلة من يخت غارق

دلالات

المساهمون