فنانون مصريون إلى البرلمان

فنانون مصريون إلى البرلمان

25 فبراير 2015
إيمان البحر درويش (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن عدد من نجوم مصر ترشحهم لعضوية البرلمان، وكان أوّل من أعلن ترشّحه هو المخرج المصري خالد يوسف. إذ ترشح عن دائرة كفر شكر في محافظة القليوبية، مشيراً إلى أنّ أهل دائرته هم من طالبوه بالترشح، وخصوصاً بعد موقفه الثوري ونزوله طيلة أيام ثورة 25 يناير مطالباً الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالتنحي.

وبمجرد ترشح خالد يوسف لعضوية البرلمان، طالب جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالكف بعد ذلك عن تقديم أي مشاهد ساخنة حتى يتقبله الجمهور كعضو في البرلمان في حال فوزه.
شائعة طالت خالد يوسف منذ ترشحه، إذ قيل إنّه تبرأ من مهنته كمخرج بعدما كتب على البطاقات واللافتات الانتخابية الدعائية له المهندس خالد يوسف، إلاّ أنّه نفى ذلك في بيان إعلامي، موضحاً، أنّه يعتز بمهنته كمخرج، وأهل دائرته هم من طبعوا اللافتات على حسابهم الشخصي وكتبوا "المهندس" كونهم يعلمون أنّه خريج كلية الهندسة.

ولفت إلى أنّه مندهش من ربط البعض بين استخدام أهل دائرته للقب مهندس وبين أنّهم متبرئون من مهنة الفن والإخراج، مضيفاً: "أهلي يعتزون قبلي ويفخرون بمهنتي، ومعظم لقاءاتي الانتخابية في القرى عندما يقدمني أحدهم في كلمة أو خطبة يتحدث بفخر عن مهنتي والدور الذي لعبه هذا الفن في نشر التنوير ومواجهة الفساد والاستبداد عبر السنوات السابقة وإسهام الفن والفنانين في إسقاط النظامين السابقين".

كذلك أعلنت الراقصة، سما المصري، الترشح لعضوية البرلمان، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي تهكّماً وسخرية وغضباً، متسائلين: "هل تدّنى المستوى لأن يصل بسما المصري أن تترشح"!. كل علامات الاستنكار والسخرية جاءت بسبب سوابقها الفنية، إذ لم تقدم أي عمل خال من المشاهد الساخنة وعبارات الإيحاءات الجنسية الصريحة سواء في فيلمها الذي قدمته "على واحدة ونص" أو على مستوى أغنياتها الاستعراضية، كما أنّ الرقابة على المصنفات الفنية رفضت لها، أخيراً، التصريح بعرض فيلم اسم "أبو فتله" لرفضها حذف مشاهد وإيحاءات جنسية من العمل الذي كان من المزمع أن يطرح، منذ حوالي شهرين من الآن، فاعترضت سما ودخلت في مشادات مع الرقابة معلنة التمسك بموقفها وعدم تغيره.

وأعلن عدد كبير من رواد فيسبوك عن القيام بحملة مضادة ضد ترشح سما المصري، وخصوصاً أنّها أعلنت مراراً محبتها لمبارك ورغبتها في زيارته. كما سبق وأنشأت قناة تحمل اسم فلول وعرضت من خلالها برنامجاً يحتوي على كم دسم من الإيحاءات إلى أن تم وقف بثها تماماً.

ورد آخرون إنّها في حال فوزها بمقعد في البرلمان، فبالتأكيد ستغيّر من سياستها الفنية، هذا إذا استمرت في الفن أساساً، إذ يتوقع الكثيرون أنها، في حال فوزها، ستعتزل. وكانت سما أوضحت، في تصريح سابق لـ "العربي الجديد"، أنّ من أهم أهداف ترشحها حصول المرأة المصرية على حقها ووصفتها بـ"المهدور حقها في المجتمع المصري". كما قرّرت الفنانة المصرية المعتزلة، تيسير فهمي، أيضاً، الترشح لعضوية مجلس الشعب للمرة الثانية في تاريخها. إذ سبق وترشحت منذ أربع سنوات ولم تنجح، إلاّ أنّها قررت إعادة التجربة، وخصوصاً، أنّ هذه المرة متفرغة تماماً للدعاية الانتخابية بعد اعتزالها. وكانت تيسير من ضمن الفنانين الثوار، ممن لم يتركوا ميدان التحرير، وظلت حتى سقط نظام مبارك.

وعن دائرة جنوب القاهرة على قائمة "حزب مصر القومي"، قرّرت الممثلة هند عاكف، ابنة شقيقة الفنانة الاستعراضية الراحلة نعيمة عاكف، إعادة تجربة الترشح للبرلمان، إذ سبق وترشحت قبل أربع سنوات عن دائرة جنوب القاهرة على قائمة حزب مصر القومي ولم تنجح. فقرّرت هذه المرة تكثيف حملتها الإعلانيّة. فجاء خبر ترشحها غريباً على الجمهور، لأنّها لا تملك أي موقف سياسي يذكر، كما لم تحقق نجاحاً فنيّاً يدفعها إلى المراهنة على جماهيريتها لتصبح نائباً في البرلمان المصري.

وبعد نجاحه على مستوى كتابة الأغاني للمغني الشعبي، شعبان عبد الرحيم، الشهير بـ "شعبولا"، قرّر الشاعر الغنائي، إسلام خليل، الترشح عن دائرة منشية القناطر. وأوضح إسلام، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنّه يعد نفسه من البسطاء، لذا يرغب بشدة في التعبير عن فئته والفئة الأقل منها، وسيكون ذلك من خلال عضوية البرلمان، مؤكداً أنّه في حال فاز، لن يعتزل كتابة الأغاني على الإطلاق، بل سيؤدي دوره على مستوى عضوية مجلس الشعب ومستوى كتابة الأغاني بشكل يعطي للمواطن البسيط حقه، ويعبّر عن هذا المواطن في منطقتين مختلفتين تماماً، علّ وعسى أن يسمع صوته.

وعن منطقة كوم الدكه، قرّر نقيب الموسيقيين، المطرب إيمان البحر درويش، الترشح لانتخابات البرلمان. ولإيمان شعبية كبيرة في منطقته، ولا سيما أنّه حفيد الموسيقار الراحل، سيد درويش، الذي يتمتع بحب كبير من الجمهور حتى الآن على الرغم من رحيله منذ سنوات طويلة. يذكر أنّ بعض الفنانين سبق لهم أن جلسوا على مقعد البرلمان مثل الفنان حمدي أحمد، الذي كان عضواً في البرلمان عن حزب العمل المعارض في عام 1979. وترأست المطربة فايدة كامل لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشعب من قبل، كما كانت نائباً عن الحزب الوطني لسنوات. ومن قبلهم تقلد لقب نائب في البرلمان الفنان، حسين صدقي في عام 1961.

وكانت الفنانة، سميرة أحمد، سبق وترشحت لعضوية مجلس الشعب عن دائرة محافظة فيها حزب الوفد المعارض، التي كانت سميرة عضواً بارزاً من أعضائه، لكنّها لم تنجح في جذب أصوات الناخبين إليها على الرغم من كم الدعاية الانتخابية التي قامت بها ومساندة الكثيرين من الفنانين لها، مثل الفنان محمود ياسين، الذي حضر معها عدداً من المؤتمرات الشعبية. وفي يوم الانتخابات تعرضت سميرة من بعض خصومها إلى الضرب هي وأنصارها والهجوم على سيارتها، وبعدها مباشرة أعلنت سميرة قرارها بالابتعاد عن العمل السياسي تماماً، وعدم التدخل فيه لما يحمله من إرهاق نفسي وجسدي، وطبقاً لكلامها في ذلك الوقت، فإنّ عمرها لم يعد يسمح لها بهذا الإرهاق.

دلالات

المساهمون