برامج الهواة الغنائية تُخرّج فقاعات صابون

برامج الهواة الغنائية تُخرّج فقاعات صابون

23 فبراير 2015
(Getty)
+ الخط -


محمد عطية، هشام عبد الرحمن، محمد الدوسري، محمد قويدر، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، محمود يحيى، محمد شاهين، أيمن الأعتر، إبراهيم الحكمي، مروان علي، إيلي بيطار، رحمة رياض، أحمد غزالة، فؤاد عبد الواحد، ناصر السعدي، سوزان ممدوح، رجاء قصابني، محمد المجذوب، محمد الريفي، كارين سليمان، ستّار سعد، مراد بوريقي... وعشرات الأسماء الأخرى ممن لا نكاد نتذكّر أصحابها أو لا نتذكرهم إطلاقاً من المواهب التي مرّت في برامج هواة مختلفة.

من "ستار أكاديمي"، مروراً بـ "سوبر ستار" و"نجم الخليج" و"إكس فاكتر" و"ذي فويس"، وصولاً الى "آراب آيدول"... أين هم اليوم؟ وما الذي عادت عليهم به هذه البرامج؟ أسئلة تستحقّ التوقّف عندها في وقت أصبحت برامج الهواة تجارة، بعدما كانت القناة المفتوحة على الساحة الفنية لتغذيتها بالنجوم الجدد. 

في هذا الإطار لا يمكن أن ننسى برنامج "ستديو الفنّ"، الأوّل والرائد في هذا المجال، ومخرجه "صانع النجوم" سيمون أسمر الذي أسّس لهذا النوع من البرامج، وأوجد عشرات النجوم على الساحة الفنية، أبرزهم: وليد توفيق وراغب علامة وماجدة الرومي ونجوى كرم ونوال الزغبي ووائل كفوري ورامي عيّاش ويارا وغيرهم.

هؤلاء الفنانون تألّقوا على الساحة الفنية العربية وجمعوا ثروات طائلة، وأغروا المواهب الصاعدة بأن تحذو حذوهم طلباً للشهرة والمال. لكن يبدو أنّ الزمن لم يعد مؤاتياً. فالبرامج اليوم اختلفت تماماً في عصر الفضائيات التي باتت تتنافس على استقطاب نجوم الغناء إلى كراسي لجان التحكيم، وإلى استقطاب أكبر نسبة من تصويت الجمهور بهدف الكسب المادي...

هكذا يصبح الهواة مجرّد أدوات أو كومبارس لتمرير المواسم المختلفة من برامج الهواة التي يعمل صنّاعها على "نفخهم" على مدار الحلقات بأسمى آيات التقدير والإعجاب. مع معاملتهم بالسوء في الكواليس، ليصلوا في النهاية إلى "لا شيء". فيعودون من حيث أتوا، تماماً كالعروس التي يتمّ الاحتفال بها ليلة زفافها، لتصحو في اليوم التالي على حياة عادية، أسوأ، أو على الأقلّ لم يتغيّر فيها شيء. أو كالبالون الذي يُنفخ ليباغته فجأة دبّوس يفرغه من الهواء ويعيده إلى حجمه الطبيعي.

لا بد من الإشارة إلى استثناءات مثل ملحم زين، ديانا كرازون، شذا حسون، سعد رمضان، سيمور جلال، وجوزف عطية، وغيرهم من المواهب القليلة التي حالفها الحظّ في إيجاد من يأخذ بيدها ويرعاها، في وقت كان يُعاب على المخرج سيمون أسمر أنّه يتقاضى نسبة من أرباح النجوم تصل أحياناً إلى 50 بالمائة، لكنّها، إذا صحّت أخبارها، كانت ثمن النجومية. ومن المؤكّد أنّ كثيرين من هواة اليوم كان يمكن أن يقبلوا بها أو بأكثر منها في سبيل الاستمرار، لكن يبدو أنّ الحسابات تغيّرت، والربح المادي بات مقدّماً يدفعه الهواة من لعبة التصويت التي قد تصل حدود الهوس والجنون.

أكبر مثال على ذلك نسبة التصويت للمشتركة المغربية في "آراب آيدول" دنيا بطمة. فقد رصدت صفحة على الفيسبوك تصويتاً خيالياً لإماراتي معجب بصوت المغربية، شكّل فريقاً من المعجبين لدعم مسيرتها على مدار حلقات البرنامج. وكلّف تصويت الإماراتي "الشاعر سطام العتيبة" ما يقرب 200 ألف دولار في المنافسة الأخيرة فقط، بينما كان يصوّت في كلّ حلقة بقيمة 95 ألف دولار، إذ يقوم بجمع الهواتف النقّالة وتزويدها ببطاقات شحن للتصويت، وكان كلّ جوّال يحتوي على ثلاثة آلاف وتسعمائة دولار في المنافسة الأخيرة.

ومنذ مشاركة بطمة في "آراب آيدول" بات الإماراتي سطام العتيبة معجباً سرياً، ويقول عن نفسه: "أنا الشاعر الإماراتي سطام العتيبة، شكّلت فريقاً بعنوان (حبايب دنيا) الذي دعم دنيا بمجموع وصل إلى 865 ألف دولار أميركي، في سبع جولات خلال المرحلة النهائية دفع خلال كلّ منها 95 ألفاً، إضافة إلى الجولة النهائية التي صوّت فيها ربّما بأكثر من ذلك".

وقد تردّد أيضاً أنّ المطرب حاتم العراقي دفع مبالغ مالية طائلة للتصويت لابنه من أكثر من بلد عربي، وهو ما جعله قريباً من الفوز في نهائيات "ذا فويس"

هكذا يلاحظ المراقبون أنّ أهداف برامج الهواة هي اللعب على وتر الشهرة وتغذية الساحة الفنية بمواهب ونجوم جدد، ليبقى الهدف المادي هو الأساسي، تائهاً في كواليس المنافسة بين هذه البرامج.

المساهمون