كليبات موسيقية: لا كلمة ولا صورة ولا من يحزنون

كليبات موسيقية: لا كلمة ولا صورة ولا من يحزنون

12 فبراير 2015
كليبات موسيقية: لا كلمة ولا صورة ولا من يحزنون
+ الخط -
ثمة غضب على تدهور الشعر الغنائي، وصورة الكليبات الغريبة جداً على صعيد الصورة. نبدأ مع فيديو كليب أغنية "نامي عصدري" للفنان السوري ناصيف زيتون، الذي تخرّج من "ستار أكاديمي/9". الأغنية من إنتاج "وتري برودكشن" بالاشتراك مع "ميوزك إز ماي لايف". ومن إخراج اللبناني جاد شويري، الأخير الذي اشتهر بفيديو كليباته الجريئة مثل "إلعب.. إلعب" للفنانة اللبنانية ماريا.

تقول أغنية ناصيف: "منا خطية تغفي الليلة يا روحي، يا روحي، ونسّيكي همومك، هموم الكرة الأرضية، نامي ع صدري، وتعي شدي الغمرة، الليلة حياتي رح يطول عمرا" طبعاً وبعض الآهات ترافق اللحن، لعلها الآهات الصوتية وباريس (موقع تصوير الفيديو الكليب) أجمل ما في الأغنية، بالإضافة إلى العارضة.

لندع كلام الأغنية جانباً، لأنه كلام عميق جداً وتصعب مناقشته. في صورة الكليب، ثورة على رومانسية الرجل التقليدية التي يسوق لها في كليبات وأفلام هوليوود، وهي رومانسية الرجل، خصوصاً في تحضير الفطور للحبيبة في الفراش، إلا أن المخرج الفذّ شويري قلب القاعدة وجعل العارضة تحضر الفطور لناصيف. طبعاً لا قواعد في الحب ولا في الرومانسية ولا طريقة الاهتمام. يمكن لفتاة أن تعترف بحبها للشاب أولاً، ويمكن للفتاة أن تظهر حبها وتبالغ.. ويجوز العكس. لكن ترجمة كلام سيئ إلى صورة.. لن ينتج سوى صورة سيئة. ماذا عن ثياب الحبيبين في المنزل (القميص القطني) الذي يحمل دعاية لرعاة الكليب المصور؟ القمصان تحمل اسم المتاجر بعبارة "أنا أحب (اسم المتجر)". 




ومن سورية إلى لبنان، كليب الفنانة قمر، لا نقاش في كلمات أغنية قمر أيضاً، لكن الصورة... الصورة السينمائية التي قدّمها سعيد الماروق، والطاقة الإبداعية التي سخرها لهذا الكليب الرائع على الصعيد التقني جيّدة، قياسا إلى باقي الأغنيات المصوّرة الرائجة حالياً.

لكن غير مفهوم على صعيد مضمون الأغنية. لا تشكيك بأفكار الماروق الإبداعية والخلاقة. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تصرف كل هذه الجهود التصويرية والغرافيكية في كليب ممكن أن ينساه الجمهور مع أول  "Hit" موسيقية من قبل أي فنان آخر. فيما يمكن توظيف هذه القدرات في أفلام آنيميشن قصيرة يمكن المشاركة بها في مهرجانات عالمية، علماً أن العالمية ليست بعيدة عن الماروق الذي سبق وشارك في تصوير فيلم "Transformers" تحت مسمّى "Second Unit Director". 

الخلاصة تطرح علامات استفهام كبيرة حول الجهد الذي يبذله مخرجو الكليبات اليوم في العالم العربي وإلى أي جمهور يتوجهون، خصوصاً في الغناء الذي يعاني هو أيضاً من استهلاك يلزمه حديث آخر.

دلالات

المساهمون