في عيدها: ماجدة الرومي.. نجمة بمقاييس الزمن الجميل

في عيدها: ماجدة الرومي.. نجمة بمقاييس الزمن الجميل

13 ديسمبر 2015
من المطربات النادرات اللاتي يتقنَّ الغناء بالفصحى (getty)
+ الخط -

يحتفل عشاق الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، اليوم، بعيد ميلاد تلك المرأة التي ما تزال تملك "هيبة خاصة" في المشهد الفني، والتي تطفئ اليوم شمعتها الثامنة والخمسين مؤكدة أن وهج صوتها ما زال مشتعلا.

ولدت ماجدة في عائلة فنية، فوالدها كان الموسيقار الشهير حليم الرومي، ونشأت على حب الموسيقى وتذوقها، ما شكل منعطفاً هاماً في حياتها. ومن الغريب أن والدها رفض في البداية دخولها غمار مسابقة استديو الفن عام 1974، ولكنه سمح في نهاية المطاف بأن تخوض التجربة، لتبدأ منذ ذلك الحين في شق طريقها نحو النجومية بطريقة مثالية. فقد ظل سحر حضورها وتأثيره حاضراً حتى يومنا هذا، بعد أن قدمت قائمة طويلة من الأعمال الخالدة التي ما تزال تتردد في ذاكرة جمهورها، كما شاركت مرتين في فيلمين مع المخرج الراحل يوسف شاهين أولهما "عودة الابن الضال" عام 1977، حينما قامت ببطولته، وثانيهما كان عام 1999 من خلال مرور غنائي في فيلم "الآخر"، ولسبب ما لم تواصل ماجدة مسارها السينمائي الذي كان من الممكن أن يكون ناجحاً جداً، والذي ربما تخلت عنه حفاظاً على صورة نموذجية أرادتها لنفسها خلال مسيرة امتدت لأكثر من أربعين عاماً.

وخلال مشوارها، قدمت "الماجدة" أعمالا فنية كثيرة بلهجات مختلفة، إضافة إلى إتقانها الغناء باللغة العربية الفصحى، وهو أمر تميّزت به ولم تستطع أي فنانة من جيلها أو من الجيل الذي تلاها أن تؤديه بالاقتدار نفسه، ولعل هذا ما جعل كثيرين يطلقون عليها لقب "مطربة المثقفين"، واصفين جمهورها بالمثقف، وهو وصف غير دقيق لمن يؤمن بأن المطرب هو من يساهم في تثقيف جمهوره ورفع درجة وعيه وصقل ذاكرته. والدليل على أن ماجدة تخطت طبقة المثقفين هو قاعدتها الجماهيرية الواسعة التي تتجاوز النخبة وتصل إلى عدد كبير من بيوت أناس بسطاء أحبوا صوتها ورقيّها، لتكّون بذلك صورة جميلة تعكس ما تبقى من "هيبة الفن" العربي المعاصر وتثبت تفوّق مقاييس زمن الفن الجميل بعد غزو الابتذال وتكاثر مطربات الرقص والعري ممّن حصدن الشهرة والانتشار على حساب القيمة الموسيقية والموهبة.

أصبح وجود ماجدة الرومي في حد ذاته وبقاؤها على عرشها وتقديمها لنموذج الفنانة المحترمة التي لها وقفة ملكية على المسرح ومواقف إنسانية في الحياة، حدثاً يستحق الاحتفاء والمعايدة في إطار عيد ميلادها وخارجه أيضا.




اقرأ أيضاً: ماجدة الرومي تتضامن مع تونس وتغني لتتوحّد الدنيا

المساهمون