جيمس بوند في Spectre: العودة إلى الخلف

جيمس بوند في Spectre: العودة إلى الخلف

16 نوفمبر 2015
من الفليم (يوتيوب)
+ الخط -
عام 2012 وصلت سلسلة جيمس بوند إلى ذروة نجاحاتها نقدياً وجماهيرياً مع Skyfall، حيث حقق الفيلم ما يزيد عن المليار دولار في شباك التذاكر، بالإضافة إلى الالتفاف والإجماع النقدي الذي ناله من الجميع. هذا النجاح دفع الشركة المنتجة إلى الحفاظ على نفس مُخرج الفيلم سام منديز، الحاصل على أوسكار الإخراج عام 1999 عن فيلمه الشهير American Beauty، كي يقدم جزءاً جديداً من السلسلة، مع كل شيء يساهم في نجاحه: جون لوغان كاتب سيناريو Skyfall يستكمل عمله هنا، دانيال كريدج ما زال بطلاً، الاستعانة بالممثل النمساوي كريستوف والتز -الحاصل على الأوسكار مرتين في آخر 7 سنوات ــ ليكون هو (الخصم) الجديد، وأن يكون هذا الخصم هو "بلوفيلد"، أحد أشهر خصوم السلسلة، الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، والفرنسية ليا سيدوكس كـ"فتيات بوند"، وأخيراً 245 مليون دولار.. كأضخم ميزانية في تاريخ 007. المحصلة النهائية، مع كل ذلك، كانت محبطة للغاية.
يبدأ الفيلم بلقطة طويلة ممتدة لـ6 دقائق تقريباً بدون قطع، بداية ملهمة وموحية جداً لمطاردة "بوند" لشخص غريب في شوارع المكسيك أثناء أحد المهرجانات. هذه اللقطة ستصبح لاحقاً هي أفضل ما في الفيلم، حيث نكتشف أن الرجل الذي قتله "بوند" هو اسم تركته M في رسالة لعميلها قبل وفاتها، وطلبت منه ملاحقته، ومع تتبع الخيوط يصل 007 إلى منظمة Spectre أو الشبح، التي يرأسها "بلوفيلد"، الرجل الذي يُمسك بكل خيوط أعداء "بوند" السابقين.. والذي يرتبط معه بماضٍ قديم وحكايات منذ الطفولة، ظن الأخير أنها قد انتهت.
مشكلة هذا الفيلم تكمن في 3 جوانب: الأول هو سهولة توقع أحداثه، والثاني افتقاده لكاريزما الخصم الشرير، والثالث هو عودة "بوند" إلى أحادية شخصيته من جديد. تلك الجوانب التي ميزت Casino Royal وSkyfall وأنقصت كثيراً من هذا الفيلم.

أقرأ أيضًا:فيلم (سبكتر) يحقق رقماً قياسياً لأكبر خدعة تفجير سينمائية

"بوند" يعود في هذا الجزء كشخصية خارقة، يمكنها فعل كل شيء، لا تمر بنقاط ضعف، يمكنه الحصول على كل المعلومات التي يريدها من زوجة رجل عصابات قتله لتوّه فقط عن طريق إغوائها بالجنس والقبلات - في حضور باهت ورديء لمونيكا بيلوتشي ــ ويمكنه بعد ذلك الذهاب إلى مقر "أخطر منظمة إجرامية في العالم"، والخروج بدون خدش واحد في جسده، رغم علمهم بأنه في المكان. "بوند" يقتل هنا وهناك، ولا يتعرض للحظة ضعف واحدة، لا على المستوى الجسدي أو الإنساني. تلك (الأحادية) كانت عنصراً في كل الأفلام الكلاسيكية في السلسلة، وقلت كثيراً مع Casino Royal الذي كان انقلاباً ناجحاً ومميزاً جداً في أن نشاهد "بوند" -لأول مرة- بشرياً، ولكن هذا ينتهي تماماً في Spectre.


الجزئية الثانية، والمرتبطة بالجزئية الأولى، هي سهولة التوقع فعلاً، حين يكون البطل خارقاً إلى هذا الحد، من دون نقاط ضعف، فإن هذا يقلل كثيراً من الدراما التي يحملها الفيلم. أما السبب الثالث، فهو كاريزما الخصم، ومن الصعب للمرء أن يشاهد دوراً لكريستوف والتز فيه هذا القدر من البهتان! "والتز" الذي كان اختياره منبع تفاؤل في البداية تحوّل إلى نقطة ضعف حقيقية في الفيلم، سواء عن طريق سيناريو سيئ، أو كتابة ضعيفة لا تقدم شخصيته أو تلعب على جزئية "علاقته القديمة ببوند" بشكل جيد.



أقرأ أيضًا:أول مغنٍ بريطاني يسجل أغنية أفلام جيمس بوند

دلالات

المساهمون