كاظم الساهر.. هل آن أوان السينما؟

كاظم الساهر.. هل آن أوان السينما؟

10 نوفمبر 2015
ظهوره المتتالي إعلاميا قد يحرق وهج حضوره (العربي الجديد)
+ الخط -



لم يعد كاظم الساهر بفنه ووقاره، ذلك البعيد عن جمهوره، فالمطرب العراقي منذ أن قرر أن يفتح باب عزلته أمام برامج اكتشاف المواهب، بات متوفراً جماهيرياً، وبكثرة أغرقت جمهوره وغير جمهوره، بتواجده الفني الدائم، حتى استمرأ صاحب "مدرسة الحب" الأمر، وصار بتشجيع من مدير أعماله ضرغام عويناتي، مرناً لأن يبقى في خطر "أن يحترق وهجه" بفعل بقائه تحت عدسات برامج اكتشاف المواهب ورحلات "شط بحر الهوى"، حتى إنه نسي، أن آخر ألبوماته يقترب عمره من السنوات الخمس.

في انتظار الساهر بعد أن يُنهي، مع آخر أيام هذا العام الموسم الثالث من برنامج اكتشاف المواهب "ذا فويس"، أن يسجل حضوراً جديداً في ذات البرنامج، إنما في النسخة الموجهة للأطفال، حتى إنه سيبقى متوفراً مساء كل يوم سبت، بعد انتهاء عرض حلقات "ذا فويس كيدز" لأنه سيطل مجدداً في حلقات الموسم الخامس من برنامج "شط بحر الهوى" الذي انتهى تصويره في الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما يعني أن موسم الساهر التلفزيوني الذي بدأ صيفاً لن ينتهي مع حلول الربيع المقبل، وسط مئات الآلاف من الصور والفيديوهات والإطلالات، على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووسط زحمة الحضور المتكرر، ينوي صاحب "ليلى" طرح ألبومه الغنائي المقبل، الذي وصفه في تصريحات تلفزيونية، أنه مختلف موسيقياً من جهة التطوير التكنولوجي، إذ يقتصر توزيع الأغنيات على جان ماري رياشي وميشيل فاضل اللذين يميلان إلى موسيقى "الهاوس ميوزك" في عملهما، عبر دمج الإيقاعات الشرقية والغريبة، بمعنى أن كاظم اختار كلمات أغنياته من النوع "المطواع" موسيقياً والبعيد عن الدراما، فهو يقترب من أسلوب "لجسمك عطر" و"لو لم تكوني في حياتي"، وابتعد عن أسلوب "ليلى" و"زيديني عشقاً".


الظهور المستمر لفنان بحجم وقيمة كاظم الساهر، قد يُضعف شوق جمهوره للقائه، وقد يصبح حضوره حدثاً عادياً، على الرغم من أهمية فنان بحجم مسيرته الفنية، فلا يوجد فنان في العالم يستطيع أن يبقى في متناول جمهوره لفترة قد تصل لستة أشهر متواصلة، دون أن يصيبه التكرار، ومن دون أن يتخبط في الملل من كثرة التواصل مع الجمهور "إعلامياً"، والعائق الكبير الذي يعيشه الساهر يتمثل في الطريقة الإلكترونية التي تتبناها إدارة أعماله عبر فرض صورته على جمهور الـ"نيو ميديا" عبر صفحات الفنان الرسمية، بحيث إن إدارته لم تدرك بعد، أن مشوار ومسيرة كاظم الساهر التي تقترب من عامها الثلاثين كمطرب محترف، لم تكن يوماً بجانب فئة من الجمهور دون غيرها.

المطلوب فنياً من الساهر، أن يغيب، وأن يرفق غيابه بالإبداع، عبر أن يغيب عن الأنظار بعد أن يُنهي ارتباطاته "التلفزيونية"، حتى لو اضطره ذلك لأن يؤجل طرح ألبومه الجديد، ومما قد يساعد في تأجيله، عدم وصوله لاتفاق لغاية الآن، مع أكبر شركتي إنتاج فني "روتانا" و"بلاتينيوم" لتوزيع الألبوم الجديد، بسبب اشتراطات في العقد المقترح من كل طرف، ومبرر الغياب حتى يشتاقه جمهوره والإعلام معاً.

ما قُد يُغير في خارطة حضور الساهر، ويُخرجه من روتينه السنوي، مشروعان، أحدهما أعلن عنه الساهر قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، وهو "أوبرا جلجامش" الذي انتهى من تسجيلها موسيقياً مع الدكتور فتح الله أحمد من كلمات الشاعر كريم العراقي، وهي الملحمة الأسطورية التي تتحدث عن الخلود، وكان مقرراً أن يقدمها الساهر مع أصوات غنائية ضمن عمل استعراضي لم ير النور لأسباب لم يعلنها، قبل أن يعود الساهر لأن يتحدث عن تحويل الملحمة الاستعراضية لفيلم سينمائي، وبقيت هذه الأفكار حبيسة الورق، ولم يعد متاحاً الحديث في أمر "جلجامش" بعد أن طغت برامج اكتشاف المواهب على توجهه الجديد.

الساهر يحتاج لأن يُخلد فنياً، ولذلك فالمشروع الثاني، هو الأقرب لأن يكون سهل التنفيذ، فأكثر من منتج جاهز لأن يقدم الساهر سينمائياً، وهناك العديد ممن يتمنون بأن يكتبوا فيلم الساهر الأول، فالساهر يحتاج أن يحول طاقاته التمثيلية التي أخرجها منه مراراً المخرج حسين دعيبس في "كليباته المصورة"، إلى فكرة لرجل يُسقط الوضع العربي والمآسي التي تعيشها الشعوب على أرض الواقع، عبر فيلم رومانسي يوثق ما يجري على الأرض، ضمن قالب رومانسي يقدمه "المطرب/الممثل" في إطار واقعي، لا أن يذهب لأن يكون راوياً في مسلسل درامي، يغط في مستنقع الرومانسية البعيدة كل البعد عن الواقع.

المساهمون