فلسطينية تردّ على مؤلفة "هاري بوتر" ودعوتها لرفع المقاطعة

فلسطينية تردّ على مؤلفة "هاري بوتر" ودعوتها لرفع المقاطعة

28 أكتوبر 2015
ميا عودة ترد على جي كي رولينغ (العربي الجديد)
+ الخط -
خيبت، جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، آمال كثيرين من معجبيها، من خلال مشاركتها بالتوقيع على رسالة نشرت في صحيفة الغارديان، طالب فيها الموقعون بوقف المقاطعة الثقافية لإسرائيل، حيث ادّعوا أن"المقاطعة الثقافية تثير الشقاق والعنصرية، ولن تجلب مزيداً من السلام في المستقبل"، وأن "التواصل الثقافي يبني الجسور ويغذي الحرية والحركة الإيجابية للتغيير".

وكانت الرسالة التي وقع عليها، أيضاً، مقدم الإذاعة والتلفزيون، يلفين براج، والكاتبة ليندا غرانت، والمؤرخ الشهير، توم هولاند، مؤلف كتاب هيلاري مانتل، والمؤرخ سيمون شاما، قد نادت بدعم "شبكة UK المستقلة"، وإحياء "ثقافة التعايش".

مدرسة الموسيقى الفلسطينية، ميا عودة، البالغة من العمر 25 عاماً، والمعجبة حتى الشغف بجي كي، شعرت باستياء كبير، من رسالة "ثقافة التعايش"، فكتبت على حسابها الشخصي على "فيسبوك" رسالة مطولة إلى جي كي، نالت حتى هذه اللحظة إعجاب ومشاركة الآلاف، واهتماماً واسعاً من الصحافة العالمية.




شرحت ميا في مطلع رسالتها للكاتبة، حجم الخيبة التي شعرت بها جراء مشاركة الأخيرة في الرسالة الماكرة تلك، وكيف "كانت كتبها مصدراً للأمل في تحقيق العدالة والسلام يوماً ما في بلدها"، وهي التي تربت وكبرت على روايات هاري بوتر، معلنة أن رسالة "ثقافة التعايش" تلك، لم تأت في سياق الواقع المرير، الإسرائيلي/الفلسطيني، بل مناقضة له.

ثم حاولت الشابة الفلسطينية، أن تشرح قضيتها للكاتبة، وترسم لها صورة أكثر وضوحاً، من خلال إظهار التشابه مابين عالمها الفلسطيني، وعالم جي كي الذي اخترعته من مخيلتها، فاستخدمت شخوص هاري بوتر، بعد أن حمّلتهم عبء القضية الفلسطينية.

أخبرت ميا الكاتبة ومن خلال شخصياتها الروائية، والمشاهد التي كتبتها الأخيرة، أن هناك صراعاً غير متكافئ يدور على أرض الواقع مابين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن هناك توزيعاً غير متكافئ للقوة، فإسرائيل تملك رابع أكبر جيش في العالم، وتقدم لها الولايات المتحدة مساعدات عسكرية يومياً تقدر بـ10,200,000 $، بينما فلسطين ليس لديها جيش، ولا تتلقى أي مساعدات عسكرية.

ورداً على ما جاء من ذكر "للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني" في رسالة " ثقافة التعايش"، قالت ميا: "في قوات الدفاع الإسرائيلية يرتدون الزي العسكري ويحملون البنادق والخوذات والدبابات والأسلحة الكيميائية غير الشرعية وF16s وطائرات بدون طيار. في المقابل، ترى الفلسطينيين بالحجارة والأدوات اليدوية، إذا كانوا محظوظين بما فيه الكفاية. تستطيع أن ترى الضرر الذي ألحقته بهم الطائرات أو الفوسفور الأبيض، وهي لا تشبه أبداً الأضرار التي تحدثها صواريخ حماس، (العبارة المفضلة لوسائل الإعلام). هذا المثال يوضح بالذات التوزيع غير المتكافئ للقوة". لتنهي بالتأكيد، أن إسرائيل وفلسطين ليستا "جانبين"، وإنما ظالم ومظلوم.

ودعت ميا الكاتبة إلى سحب توقيعها، مؤكدة أنها ليست ضد الحوار، لكنه بات أسلوباً قديماً، وينبغي أن يقترن بالعمل، وأن التوصل إلى "التعايش" يفترض التعامل مع حياة كل شخص بكرامة واحترام، مع تأكيد صعوبة أن يتعلم جيش الدفاع الإسرائيلي أو المستوطنون الإسرائيليون، احترام الحياة الفلسطينية، لأنهم يتعرضون لغسيل مخ من ثقافة عسكرية هي السائدة.

وأكدت ميا في الختام، أن لا مكان لثقافة التعايش وسط عالم تحكمه ثقافة العسكرة، وأنه وكما استطاعت شخوص روايات هاري بوتر في الختام أن تنتصر على الظلم، يمكن لفلسطين أن تكون حرة، ويعيش عليها الجميع بسلام.


اقرأ أيضاً: مثنى الزعبي.. قوس القزح بين ذراعين مبتورتين

المساهمون