نجلاء أبومرعي: مصرّة على التأثير في الذهنية الجمعية

نجلاء أبومرعي: مصرّة على التأثير في الذهنية الجمعية

20 ابريل 2014
نجلاء أبو مرعي في "بي بي سي" - لندن
+ الخط -



باكراً، لفتت طالبة الاعلام النظر، عبر صوتها المعبّر وذكائها وسرعة بديهتها وأيضاً اجتهادها. من اذاعة "صوت الشعب" إلى "تلفزيون المستقبل" 2003، إلى "بي بي سي العربية" 2007 حتى اليوم، قطعت اللبنانية نجلاء أبو مرعي شوطاً مهمّاً في مشوارها الإعلامي الجدّي والمؤثّر. 
اختتمتْ مؤخراً على شاشة "بي بي سي" موسماً جديداً من برنامج "سبعة أيام"، استضافت خلاله نخبةً من الإعلاميين العرب للإضاءة على أحداث الأسبوع العربية والعالمية بتناغم وندّية مهنيتين، وبينما تركّز على عملها في القسم الوثائقي وتشرف على برنامج "بلا قيود" وتتابع تقديم النشرات الاخبارية، كان لنا معها هذه الدردشة.

 * بدأتِ مشوارك الإعلامي باكراً، كانت موهبتك لافتة قبل تخرّجك، ولكن متى بدأتِ تشعرين بأنّها لا تكفي وحدها؟

 نجلاء: علمتُ منذ السنة الأولى في كلية الإعلام أنّ عليّ مواكبة التحصيل النظري والتطبيقي المتوافر في قسم الصحافة المكتوبة، مع التجربة المهنية في سوق العمل، إذا صحّ التعبير. لذا شرعت منذ العام الأوّل بالتدرّب، ومن ثمّ بالعمل بشكل أكثر احترافاً إلى حين تخرّجي من الجامعة. بعدها انتقلتُ إلى مرحلة أخرى مختلفة شكلاً ومضموناً.

 * هل أنتِ ممن يخطّطون؟ وهل تبدّلت أهدافك في الطريق؟

 نجلاء: التخطيط مستمرّ... تضعين خطّة لكن الظروف تتغير، إذا لا بد من خطط بديلة، وهكذا. لم تتغير أهدافي بعد، لا أزال أسعى لأكون أكثر قدرة على التأثير في الآخرين، وممارسة "لعبة" محاولة التغيير في الذهنية الجمعية المحيطة بي، وكلما كبرت دائرة التأثير كبر الشعور بقدرتنا على إحداث فرق ما، صحيح؟ لذا رغبت ولا أزال في أن أكون إعلامية وكاتبة، ولو أن العمل في التلفزيون يأخذني من فرصة تطوير تجربتي الفتية، لكن أحاول المتابعة عبر مدوّنتي: غاردينيا.

 * كيف تقيّمين أداءك اليوم؟

 نجلاء: أظنّ أنّ أدائي أفضل مما كان عليه قبل سبع سنوات مثلاً، فالخبرة زادت والنضج أيضا. وكذلك تطوّرت قدرتي على ممارسة النقد الذاتي، وأيضاً الاستخدام الجيد للنقد البناء من المتابعين. لكني لا أزال أسعى للفرصة التي تسمح لي بتقديم ما أريد بالطريقة التي أريد، وفق أسلوبي وبصمَتي وشخصيتي ووفق النمط المهني المقتنعة به.

 * كيف تلخّصين يوماً من أيام عملك؟ بين الأستديو والبيت، الاعلامية والأمّ؟

 نجلاء: يوم العمل المثالي بالنسبة لي هو الذي يكون حافلاً بتخطّي المعوقات وغير رتيب... أنا امرأة أعمل في الإعلام، أمومتي ليست قبعة أنزعها قبل دخولي الاستديو أو غرفة التحرير، حياتي الخاصة هي جزء مني، تماماً كما هو شغفي بمهنتي. أنا امرأة لي ميول واهتمامات وهواجس وآراء وشغف... أناغم كلّ هذا، فحينما أكتب أو حينما أطلّ على الشاشة وحينما أتواصل مع طفلي، أكون كلّ هذا في آن واحد.

 * بيروت ولندن، كيف تقتسمان الأدوار في حياتك؟

 نجلاء: بيروت هي الأمل في أن تكون يوماً أبهى مما هي عليه اليوم. لندن، سعي لكشف وشاح الخجل عن شمسها.

* ماذا يزعجك في المشهد الاعلامي العربي؟ 

 نجلاء: السعي الحثيث لدى البعض لترسيخ أنماط معينة والإيحاء بأن هذا هو النمط الوازن، فيما تكون في الواقع لا يضاهيها في الخفّة شيء.

* رغم اثبات نفسك في البرامج الحوارية والتغطيات الميدانية، ابرزها تغطيتك للانتخابات الأفغانية 2009، تحرصين على الاطلالة من استديو النشرات الاخبارية، لماذا؟

نجلاء: النشرات الاخبارية جزء من مشروع أو هدف أسعى الى تحقيقه، إنها تمنحني مهارة التعليق المباشر والحوار وأخذ المعلومة الدقيقة من ضيف أو مراسل في أسرع وقت ممكن.  

 * بصفتك تعملين في مؤسسة اعلامية بريطانية هل تفرض المقارنة نفسها عليك بين الاعلام العربي والغربي؟

 نجلاء: بصرف النظر عن المقارنات، على أي وسيلة إعلامية ترغب في ألا تكون تقليدية ومواكبة أن تبقى على صلة بالنقاش المهني والأكاديمي الإعلامي، والآن يبدو البون شاسعاً بالنسبة لأغلبها.

 * هل جعل الربيع العربي العالم أفضل؟ وهل تفتقر تلك التجربة للنقد الموضوعي والتصحيح؟

 نجلاء: أحياناً تكون التسميات غير مهمّة. هناك مرحلة جديدة تمرّ بها المنطقة العربية، تغيرات تبدو أسرع من قدرة المحلّلين والمفكرين على استشراف ما بعدها. وربما من المبكر دمغها بتوصيفات إلا بعد أن تأخذ المنطقة شكلها السياسي الجديد. لكن أظن أنها مرحلة مهمة جداً لتكون الكتابات والأعمال البحثية والأكاديمية مبنية على أسس علمية وموضوعية، كي تتهيأ ذهنية نظرية قادرة على نقد هذه التجارب والبناء، ربما لاحقاً، عليها.

في كابول - 2009

 

 

دلالات

المساهمون