غرفة لصناعة الصحف المصرية الخاصة... وداعاً حُرّيّة؟

غرفة لصناعة الصحف المصرية الخاصة... وداعاً حُرّيّة؟

09 نوفمبر 2014
قد يؤدي إنشاء الغرفة لاحتكار المعلومات (Getty)
+ الخط -
"جريدة "اليوم السابع" تحديداً، سبق أن وقعت على اتفاق لفصل التحرير عن الإدارة... وقد تدخلت نقابة الصحافيين المصرية كطرف في عملية الفصل. فما علاقة رؤساء التحرير بغرفة صناعة الصحافة المقترحة؟".

السؤال هنا لعضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية، ومُقرّر لجنتها الثقافية، حنان فكري، تعقيباً على توقيع عدد من رؤساء الصحف المصرية، على وثيقة لتأسيس ما أطلقوا عليه "غرفة لصناعة الصحف الخاصة"، من خلال صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك".
وكان عدد من ممثلي المساهمين في عدد من الصحف المصرية الخاصة، ورؤساء التحرير، قد اجتمعوا أمس السبت، في مقر جريدة "اليوم السابع"، لبحث تأسيس ما أطلقوا عليه "غرفة صناعة الصحف الخاصة"، والبدء في اتخاذ الإجراءات القانونية، لإضافة الغرفة لاتحاد الصناعات المصرية، باعتبار أنّ الصحافة تُعدّ من الصناعات الوطنيّة المهمة التي تُشكّل رصيداً حيوياً للاقتصاد الوطني، بحسب ما جاء في البيان التأسيسي.

وتابع البيان: "إن الغرفة تهدف إلى التنسيق بين المؤسسات الصحافية الخاصة في كل ما يتعلق بصناعة الصحافة وتطويرها والارتقاء بهذه الصناعة على مستوى الطباعة والتوزيع والإعلانات وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتمثيل الصحف الخاصة في الهيئات والجهات التي تعنى بالصحافة والإعلام وتوسيع الحوار المجتمعي حول البيئة التشريعية المنظمة لصناعة الصحافة".

من جانبه، علّق عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية، ومتزعم جبهة الدفاع عن الصحافيين والحريات، خالد البلشي، على بيان تأسيس غرفة صناعة الصحف الخاصة، قائلاً "الهجمة على حرية الصحافة والصحافيين تتواصل... رؤساء التحرير يؤسسون غرفة للملاك... ارحموا الصحافة والصحافيين والناس أيضاً".

وسأل البلشي: "ما علاقة رؤساء التحرير بغرفة صناعة الصحف؟ وكيف يمكن لتجمع لأصحاب الأعمال أن يجتمع لتأسيسه عاملون، حتى لو كانوا من كبار العاملين؟"... ليُجيب عن سؤاله من خلال بيان صادر عنه في أعقاب اجتماع رؤساء التحرير قائلاً "هذا الاجتماع اعتراف من الزملاء بضرورة محاسبتهم هم في حالة وجود أي انتهاك لحقوق الصحافيين في صحفهم.. هم يعترفون هنا أنهم ممثلي الملاك.. وهذا يفتح الباب لمساءلتهم نقابياً لأن هذا ضد كل المطالبات الخاصة بفصل الإدارة عن التحرير.. ارحموا المهنة".

وتابع البلشي: "تأسيس الغرفة يطرح الكثير من المخاوف حول أثره على حرية الصحافة وحقوق العاملين.. ويكشف أن التخطيط لاستهداف الصحافة مستمر.. على الزملاء الذين اجتمعوا لتأسيس كيان ملاك الصحف أن يعلنوا لنا بأي هوية نتعامل معهم؟ وأعيد طرح تساؤلاتي ثانية.. وأقول إن المخاوف تتدعم ونحن أمام مهنة وحرية في خطر حقيقي.. ارحمونا يا سادة".

ثم فسّر البلشي، حديثه عن مخاوفه من تأثير هذه الخطوة على حرية الصحافة، وحقوق العاملين فيها قائلاً: "الملاك في الحالتين لم يختلفوا وهو شيء خطير.. يطرح أيضاً بقوة سؤال احتكار المعلومات وضرورة وجود قواعد قانونية للتصدي له.. وحماية المستهلكين والعاملين، تجمعات أصحاب الأعمال في العالم موجودة، لكن لا بد من وجود مجتمع مدني قوي ومنظمات تحمي حق المستهلك الذي هو القارئ ونقابات عاملين قوية، ولكننا أمام نقابة مكبلة بقانون عتيق وبأوضاع ومصالح اقتصادية أصعب.. أعتقد أننا بحاجة لوقفة جديدة ونقاش واسع".

وتأتي هذه الخطوة من قبل رؤساء التحرير، بعد أيام قليلة من توقيعهم على بيان تقرر فيه "التوقف عن نشر البيانات الصادرة التي تدعم الإرهاب وتدعو إلى تقويض مؤسسات الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر والتعامل بموضوعية ودون مبالغة مع أخبار المظاهرات التخريبية لجماعة الإخوان داخل الجامعات وخارجها، ووضع آلية للتنسيق المشترك بين الصحف كافة لمواجهة المخططات الإرهابية والسعي إلى اتخاذ الإجراءات لمواجهة هذه المخططات التي من شأنها منع تسلل العناصر الداعمة للإرهاب إلى الصحافة ومواجهة الثقافة المعادية للثوابت الوطنية"، وهو ما اعتبره كثيرون "ردة على حرية الصحافة" و"محاولات لكسر الأقلام وتكميم الأفواه".

وعلى إثر بيان رؤساء التحرير، تشكلت جبهة الدفاع عن الصحافيين والحريات، تهدف إلى "تشكيل حائط دفاع مهني ضد الهجمات على حرية الصحافة، ومحاولات التضييق على استقلالها، ومواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في عملهم الميداني، والعمل على ضمان سلامتهم وتسهيل أداء مهمتهم واحترام دورهم من جميع الجهات الرسمية وأطراف الصراعات السياسية، والتصدي لممارسات الفصل الجماعي والتعسفي للصحافيين، والاشتراك في عملية صياغة التشريعات الصحافية الجديدة، وتنقية القوانين المصرية من العقوبات السالبة للحرية، وتغيير قانون نقابة الصحافيين، وتشكيل لجان لمتابعة أوضاع الزملاء المحبوسين، وإعادة الاعتبار للهوية الصحافية، الممثلة في بطاقة ممارسة المهنة، باعتبارها الوثيقة الوحيدة اللازمة لتسهيل عمل الصحافي، وتتصدى الجبهة للهجمة على الحريات العامة في مصر، وتعتبر نفسها واحدة من حراس هذه الحريات، باعتباره دوراً أصيلاً، وواجبا يحرص عليه كل صحافي مهني حر"، بحسب البيان التأسيسي لها.

المساهمون