من إعلام "السيسي" لـ"دولة مبارك": عودوا إلى مقاعدكم!

من إعلام "السيسي" لـ"دولة مبارك": عودوا إلى مقاعدكم!

16 ديسمبر 2014
+ الخط -
في الوقت الذي يتغنّى فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بتبنّيه أهداف "ثورة 25 يناير"، واستصداره قانوناً يجرّم الإساءة إليها، تصرّ منظومته الإعلاميّة على "تنجيم" و"تلميع" صورة رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتطلّ علينا كل يوم بوجه من وجوه النظام الذي ثار عليه المصريون، بل ويتم تكريمهم وترسيخ أقدامهم في المشهد السياسي المصري، ما يشكك في توجه النظام الحالي، ويؤيد فرضية المعارضين بأنه امتداد لنظام مبارك.
 
بعد تبرئة مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي، ورجاله، من قتل الثوار في يناير، ها هو رجل الأعمال محمد أبو العينين، أحد الأذرع الاقتصادية لمبارك، يتمّ تكريمه من قبل وزيرة تضامن السيسي، على الرغم من منعه من السفر، واتهامه بأنه المدبر لموقعة الجمل الشهيرة. وها هي صوره لحظة التكريم، تملأ مواقع الأخبار والقنوات.
 
وها هو فاروق حسني، وزير ثقافة مبارك، يتصدّر الصحف والمواقع الإخباريّة بعد افتتاحه لمعرضه الأول بعد ثورة يناير، والذي ترعاه وزارة الثقافة، ويتم تلميعه وفرضه على المشهد الثقافي وفي حضور عدد من الوزراء ورجال الأعمال والفنانين، وكانت أول تصريحاته عقب الظهور: "مبارك لم يُفرّط في حماية المتظاهرين".
 
وبعد غيابٍ دام 43 شهراً، وخروجه في أغسطس/آب الماضي، وبراءته من قضايا الفساد، وتداول أخبار عن ترشحه للبرلمان القادم على مواقع التواصل، حسمت صحيفة "اليوم السابع" الأمر. وعلى طريقة المانشيت الشهير الخاص بترشّح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة لعام 2018، أعلنت في صدر صفحاتها ليوم الثلاثاء نية رجل الأعمال أحمد عز ترشحه للانتخابات البرلمانية المرتقبة. وكتبت الصحيفة في العنوان الرئيسي: "قنبلة أحمد عز.. أمين التنظيم السابق للوطني يؤكد لعماله ترشحه في البرلمان ويجوب أرجاء الدائرة". وأضافت الصحيفة: "مقربون منه: الباشمهندس عاوز يؤكد أنه مش بتاع تزوير". كما نقلت الصحيفة عن الأحزاب المحسوبة على الثورة: "على جثتنا إحياء الوطني".
 
قد يبدو للوهلة الأولى للقارئ أنّ الصحيفة تُحذّر من خوض عز للانتخابات، لكن المتمعن في نص الخبر، يجد الصحيفة تُظهر عز وسط عمال مصانعه، ما يعطي صورةً إيجابية للقارئ، عن المتهم الأول في تدهور الحياة الاقتصادية وفساد الحياة السياسية في عهد مبارك، بأنه رجل صناعة، ويسهم في تنمية مصر في ظروفها الصعبة.
ويرسم ذلك له صورة الرجل الديمقراطي، الذي يتشاور مع عماله في أمر ترشحه، ما يُشكّل صورة ذهنية للقارئ تخالف الاتهامات التي حامت حول تزويره انتخابات برلمان 2010 والتي أسهمت بشكل كبير في دق آخر مسمار في نعش نظام مبارك.
 
ولكي تكتمل المسرحية وتنطلي على المصريين، يظهر رجل كل العصور والموائد، الصحافي مصطفى بكري، الذي عُرف بقربه من كل الأنظمة، على عكس ما كان يظهر بشكل المعارض الشرس. ويقوم بكري بدور المدافع عن الثورة، ويحذر عز من خوض الانتخابات القادمة، ويتعهد بعدم السماح له بدخول البرلمان حتى لو فاز فيها... ويقول في تصريحات صحافية: "لو أحمد عز نجح في الانتخابات يوريني هيخش المجلس إزاي".
 
على مواقع التواصل كان للناشطين شأن آخر، وسخروا من تناول الإعلام لرموز نظام مبارك وعودتهم للمشهد السياسي. وعلّق الحقوقي جمال عيد قائلاً: "‏قامت ثورة يناير، وسجنت مبارك وكثيراً من رموزه، منهم إمبراطور الحديد أحمد عز، في عهد الرئيس المشير، أفرج عن عز ويستعد للعودة للبرلمان. نقطة"... والصحافي ياسر الزعاترة أعرب عن دهشته قائلاً: "‏أحمد عز يعلن ترشحه لانتخابات البرلمان المقبل في مصر، هذه ليست دولة مبارك، بل أسوأ بكثير، دولة بوليسية تثير الرعب بديكور ديمقراطي".
 
وسخر أحد الناشطين من عودة رجال مبارك وقال: "‏الخوف مش من رجوع أحمد عز ولا شفيق ولا عمر سليمان... الخوف الأكبر من رجوع كمال الشاذلي ليقود البرلمان". وسخرت أخرى قائلة: "‏ورجع فاروق حسني كمان يعمل معارض، فاضل مين من عصابة مبارك لسه ما ظهرش".