غريسته يقضي سجنه في تعلم العربية والزراعة

غريسته يقضي سجنه في تعلم العربية والزراعة

15 أكتوبر 2014
يُحاول غريسته التغلب على شعوره بالوحدة (تويتر)
+ الخط -
وجد الصحافي الأسترالي بيتر غريسته، المتهم بقضية صحافيي الجزيرة في مصر، بعض العزاء في أعمال الحديقة، وتعلم التحدث باللغة العربية وتدريس اللغة الإنجليزية لزملائه السجناء، متغلباً بذلك على وحدته في السجن. هذا ما قاله والد الصحافي الاسترالي، جوريس غريسته، في ملتقى "نيو نيوز" الصحافي السنوي في مدينة ملبورن بأستراليا. 
وقال غريسته إن ابنه يحاول جاهداً الاستفادة قدر الإمكان من وضعه الحالي للتغلب على شعوره بالوحدة. وقد سمح له بأن ينشئ مساحته الخاصة لزرع أعشاب الطعام. هو يبدأ يومه بتمارين التأمل (Meditation). وقال مخاطباً الحضور "الصحافيون بحاجة إلى أن يضعوا في اعتبارهم ضرورة الحفاظ على أعلى المعايير عند إعداد تقاريرهم، والمطالبة حتى بمعايير أعلى في مهنيتهم"، ملمحاً الى تقصير الكثيرين في الكتابة عن قضية ابنه.
وأشادت السيدة غريسته، والدة بيتر، بـ"الجزيرة" لدعمها لهم طيلة الأشهر الماضية. كذلك قالت إنه كان من المهم أن يستوعب الناس أن محنة ابنها كانت "مشكلة الجميع" وأن "حرية الصحافة أمر حيوي للديمقراطية". وأضافت أن عائلتها كانت ممتنة لرسائل الدعم التي تلقتها من المتعاطفين معها و"أن هذا ما عزز من معنويات بيتر، وبمعرفته بمدى الاهتمام العالمي بمحنته هو وزملائه".
واعتقل بيتر غريسته في 27 ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي، بعد أقل من أسبوعين من العمل لشبكة الجزيرة في عقد قصير المدى بالقاهرة، حيث قدم من مكتب كينيا ليغطي موقع زميل غائب في إجازة، وحكم عليه بالسجن مع زميلَي العمل، محمد فهمي وباهر محمد. واتهمت السلطات المصرية الصحافيين، وكذلك العديد من المراسلين المحليين، بتزوير الأخبار والإضرار بسمعة البلاد.
وعمل غريسته (48 عاماً) لصالح عدد من المؤسسات الصحافية العالمية، بينها رويترز وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وذلك قبل التحاقه بشبكة الجزيرة الإنجليزية. وبدأ العمل كمراسل صحافي في البوسنة، وجنوب أفريقيا، ثم انتقل للعمل في أفغانستان، ثم المكسيك. وانتقل بعدها للعمل في منطقة الشرق الأوسط.
وعمل غريسته مراسلا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في العاصمة الأفغانية كابول عام 1995، وكان يرصد ظهور حركة طالبان. وعاد مرة أخرى إلى كابول بعد أن فقدت طالبان السيطرة على العاصمة الأفغانية في 2001.
وكتب غريسته خطابات مفتوحة من داخل سجن طرة في مصر يعبر فيها عن خيبة أمله بسبب سجنه على خلفية تهم بنشر أخبار كاذبة وتشويه سمعة مصر. وقال إنه "بعد 20 عاماً من العمل كمراسل للشؤون الخارجية، أعرف جيداً ما هي الحدود الآمنة. ونحن لم نخرج إلى أي مكان بعيدا عن هذه الحدود". وتساءل "كيف يمكنك أن تكتب بدقة وإنصاف حول الصراع الدائر في مصر دون أن تتحدث إلى جميع الأطراف المعنية".
ويعمل والدا بيتر وشقيقه على حملة من أجل إطلاق سراحه من سجن القاهرة حيث يقضي حكماً بالسجن سبع سنوات بتهمة تهديد أمن مصر القومي. وتحث الحملة أنصار بيتر غرسته على التعبير عن دعمهم عبر الكتابة إليه على حسابه على تويتر PeterGreste@.

المساهمون