جدل في الجزائر حول "صورني وأنا أوزع المساعدات"

جدل في الجزائر حول "صورني وأنا أوزع المساعدات"

29 مارس 2020
انقسام في الجزائر بشأن توثيق توزيع المساعدات (محمد قادري/NurPhoto)
+ الخط -
مع بروز أزمة وباء كورونا ازدادت حملات التضامن والتكافل الاجتماعي في الجزائر، وتوزيع المساعدات على الفقراء والعائلات المعوزة، وتكثفت معها صور التضامن المجتمعي. لكن هذا الوضع أثار في الوقت نفسه جدلاً حول لجوء بعض الجمعيات والمحسنين إلى تصوير عمليات توزيع المؤن والمساعدات، وإظهار صور للعائلات والنساء والأطفال لحظة تسلم الإعانات، في ما اعتبر إساءةً وإهانةً لهم واستغلالا للصورة للإعلان الذاتي.

وعبر الأستاذ الجامعي رضوان بوهيدل عن رفضه تصوير توزيع المساعدات لصالح الفقراء والمعوزين باستغلال وباء كورونا، وكتب بوهيدل على صفحته: "بعيداً عن كورونا، يجب تجريم عمليات المساعدة للمحتاجين المصورة... فعل الخير لا يحتاج إلى سلفي".


ونشر لعجال عبد القادر صورة لمجموعة أعضاء في هيئة خيرية بصدد ضبط عملية تصوير عملية توزيع مساعدات على عائلات فقيرة، منتقداً ذلك، وكتب على صفحته "تحسب (تعتقد أنهم بصدد) تصوير فيلم سينمائي، وآخرين راهم طلعوا نيفوا (أبان عن وجهه) للفوق المهم صورني".

كما عبر الناشط إبراهيم بن تومي عن رفضه لهذه الطريقة في توزيع المساعدات. ونشر صورة لرئيس جمعية رياضية (راديوز) المثير للجدل في علاقته بالصحافة، قادة شافي، والذي حرص على دعوة القنوات لتصوير عملية توزيعه للبيض على العائلات المعوزة، وعلق قائلاً "تقديم البيض للبراءة في زمن كورونا".

وكتب كمال تكني على صفحته أنّ "فعال الخير ومساعدة المحتاجين هي أعمال جبارة أصحابها مشكورون، لكن إرفاق هذه العمليات بتصوير مشاهدة تظهر المحتاجين في صور بائسة، فهي غير لائقة".


لكن الإعلامي مروان الوناس يتبنى موقفاً مغايراً، إذ يدعم فكرة تصوير وبث الأعمال الخيرية ويعتبر أن ذلك من شأنه أن يشيع فعل الخير ويحفز عليه، وعلق في صفحته "أنا مع تصوير المبادرات الخيرية ونشرها حتى يتناقلها الناس وتنتشر عدوى فعل الخير والتنافس على تقديم المساعدة لمن يحتاجها، إنها تحفيز اجتماعي".

وتحرص الكثير من الجمعيات والمحسنين على تجاوز هذا الجدل، والتركيز على تطوير العمل الخيري دون العناية بمسألة التصوير والإشهار لجهودها الخيرية أو التشهير بالعائلات المعوزة أو المستهدفين بفعل الخير مع تحفظه على تصوير عملية التوزيع وصور المعوزين، ويعتبرها "سوء أخلاق ولا علاقة له إطلاقاً بالعمل الإنساني".

ويعتبر الناشط في الميدان الخيري في ولاية البليدة، منصوري محمد، أن "هذا أمر مؤسف وغير مقبول واستغلال للفقر لصناعة صورة أو التقرب إلى المسؤولين بزعم المساهمة في المجهود العام". وأضاف أنه "برغم أن الأمر يتعلق بفعل خيري إلا أن الأزمات لها أيضا من يستغلونها بشكل سيئ ومهين للناس"، متابعاً انه "ينشط في جمعية كافل اليتيم على مدار السنة، نوزع مساعدات، لكننا لا نقوم بالتصوير والإشهار والتشهير بالمعوزين أبداً، هؤلاء لديهم كرامتهم".

المساهمون