إعلام السيسي... "تزييف الوعي" والهجوم على "العربي الجديد" و"الجزيرة"

إعلام السيسي... "تزييف الوعي" صباحاً والهجوم على "العربي الجديد "و"الجزيرة" ليلاً

15 سبتمبر 2019
خرجت صحيفة الأهرام القومية المصرية بعنوان "الرئيس يجيب المواطنين"(Getty)
+ الخط -
صبيحة يوم انطلاق مؤتمر الشباب الثامن، الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على عجل، ليستمر يوماً واحداً، بمشاركة 1600 شاب مصري، تم اختيارهم من قبل الجهات الأمنية، خرجت الصحف المصرية، بـ"مانشيتات" متشابهة تصب إجمالًا في "محاربة الإرهاب.. أكاذيب السوشال ميديا.. تزييف الوعي.. حروب الجيل الرابع" وغيرها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، وبنظرة سريعة على نماذج من الصحف الحكومية، والحزبية، والخاصة؛ خرجت صحيفة الأهرام القومية المصرية بعنوان "الرئيس يجيب المواطنين.. والمناقشات تتناول الإرهاب والأكاذيب وتزييف الوعي". كذلك صحيفة "الجمهورية" القومية المصرية، خرجت بعنوان "مكافحة الإرهاب ومواجهة تزييف الوعي وصناعة الأكاذيب.. أهم المحاور".

وخرجت صحيفة "الشروق" الخاصة، بعنوان "اليوم.. مؤتمر الإرهاب يناقش مكافحة الإرهاب ونشر الأكاذيب"، فيما خرجت صحيفة "الوفد" الحزبية بعنوان "مكافحة الإرهاب وحروب الجيل الرابع واسأل الرئيس.. أهم جلسات المؤتمر".

خطوة متوقعة من الصحف المصرية في مثل تلك المناسبات، فظاهرة "المانشيت الموحد" ليست بجديدة عليهم، وسبق تنفيذها عدة مرات من قبل.

كما أنّ عشية مؤتمر الشباب، بات إعلاميو النظام ليلتهم في استديوهاتهم الفارهة، يزعقون حتى نفرت حبالهم الصوتية من ربطات أعناقهم. وكان على رأسهم عمرو أديب، الإعلامي المصري المقرب للنظامين الحاكمين المصري والسعودي، الذي قضى ليلته مهاجماً "العربي الجديد" و"الجزيرة مباشر"، لنشرهما فيديوهات المقاول المصري ورجل الأعمال محمد علي، الذي فضح فساد نظام السيسي، واضطره لإعداد هذا المؤتمر المتعجل. دون أن يذكر حرفاً عن حجب هذين الموقعين في كل من مصر والسعودية.

قال أديب "هو في حد مصدق الكلام ده؟ للأسف في.. الناس إلي ربنا رازانا بيها بسبب السوشال ميديا و2011 والإخوان والحاجات دي.. العربي الجديد وده الجزيرة، الجزيرة مباشر الآن افتح وبص، الأعمال الكاملة لمحمد علي من أول فيديو لآخر فيديو، الأعمال الكاملة!! طيب مش عيب تنجموا واحد حرامي.. ولا انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وخلاص.. ونهد البلد على الي فيها".

تجدر الإشارة إلى أنّ باكورة المواقع التي حجبها النظام المصري، كان "العربي الجديد" الذي حجب في ديسمبر/ كانون الأول 2015، ولا يزال محجوباً في مصر إلى اليوم، ومن بعده انتشرت عدوى حجب المواقع لتصل إلى ما يقرب من 513 موقعاً على الأقل حتى تاريخ كتابة تلك السطور، حسب تقارير حقوقية.

وتابع أديب "أسألكم سؤال بضميركم ولا في سحر ولا شعوذة ولا ورق من تحت ولا ورق من فوق ولا حاجة، هي قطر قلبها على مصر؟ تاني، 3 كلمات، بضميرك بس، هي قطر قلبها على مصر؟ هو العيال بتوع تركيا بحبوا الحرامي؟ هم المثقفين بتوع العربي الجديد بحبوا الحرامي؟ هل قطر بتحب الشعب المصري؟ مش دي قطر الي أول ما قامت الثورة قالولك لو سمحت فين الوديعة بتاعتنا عايزينها عشان قطر الي هي 250 ألف بني آدم الي كل يوم بفطروا من باريس عايزين فلوسنا دلوقت، يعمي لسا البلد.. دلوقت دلوقت الفلوس تيجي، ومصر دفعتها على الجزمة مين الي دفع الـ8 مليار يوميها؟ والناس موجودة وعايشة وحاضرة مين الي دفع الفلوس دي مين الي كملها".


الرسالة التي انفرد بها أديب قبل المؤتمر الشبابي بعد ساعات، أعاد إعلاميون مصريون موالون للنظام، ترديدها من بعد، عقب انتهاء المؤتمر. وخرج الإعلامي المصري الموالي للنظام، محمد الباز، ليقول في برنامجه "90 دقيقة" المذاع على فضائية "المحور"، قائلاً: "نحن مدركون للحرب التي تدار على مصر، خاصة بعد اهتمام خصومنا وأعدائنا وأعداء الوطن، بالفيديوهات التي تم نشرها... وقنوات تابعة لها تحاول الإيقاع بين الرئيس السيسي والشعب لإسقاط الثقة التي بناها خلال السنوات الماضية، مثل "الجزيرة الإخوانية، والشرق، ومكملين".

بالطبع، لا يمكن أن تمر تلك الرسائل الموحدة على الإعلاميين المصريين الموالين للنظام، دون أن يكون للموالي الأكبر، أحمد موسى نصيب منها، إذا خرج في برنامجه "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، ليزعم أنّ: "القنوات والصفحات المعادية لمصر، ومنها: صفحة قناة الجزيرة مباشر يديرها 16 فردا من قطر و3 من إسرائيل و3 من تركيا و2 من لبنان وواحد في كندا، وشبكة رصد يديرها 3 أفراد من تركيا. وصفحة قناة مكملين يديرها 25 من تركيا و2 من مصر وواحد من كندا، وكل من يشارك في تلك القنوات ويتعامل معها خائن".

وأضاف أنّ "صفحة تلفزيون وطن يديرها 11 إرهابياً من تركيا. وصفحة العربي الجديد يديرها 3 من تركيا و2 من الأردن وواحد من الجزائر وواحد من قطر، وصفحة عربي بوست يديرها 23 من تركيا و1 من مصر و1 من ألمانيا و1 من بيرو، وصفحة ميم يديرها 12 إرهابيا من تونس وواحد من تركيا. وصفحة التلفزيون العربي يديرها من تركيا 3 والمملكة المتحدة 4، والرئيس السيسي هو من تحدث وكشف عن صفحة التليفزيون العربي المعادية للدولة المصرية".