الأردن: توقف الطبعة الورقية من صحيفة "السبيل" المعارضة

الأردن: توقف الطبعة الورقية من صحيفة "السبيل" المعارضة

19 ديسمبر 2019
تأسست الصحيفة عام 1993 (أرتور ويداك/نورفوتو)
+ الخط -
قررت صحيفة "السبيل" اليومية، المحسوبة على المعارضة الإسلامية في الأردن، إغلاقها والاكتفاء بالموقع الإلكتروني اعتباراً من مطلع العام المقبل، وذلك بعد 26 عاماً على تأسيسها. وقال المساهمون في مؤسسة صحيفة "السبيل" إن النسخة الورقية من الصحيفة ستتوقف نهائياً، وسيعتبر عدد يوم الثلاثاء، 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي، العدد الأخير، على أن يبقى الموقع الإلكتروني شغالاً لفترة مؤقتة فقط، في ظل تفاقم الأزمة المالية وعدم قدرة الصحيفة على الاستمرار.
وستدفع "السبيل" مستحقات العاملين فيها، المتأخرة منذ شهرين، والالتزامات المالية الأخرى بعد الانتهاء من بيع المقر الحالي، في منطقة عرجان في العاصمة عمان، وأي موجودات تتعلق بالشركة.
وتعتبر "السبيل" المحسوبة على الحركة الإسلامية في الأردن صحيفة المعارضة الوحيدة في البلاد، وقد صدر العدد الأول منها أسبوعياً عام 1993، وانتظمت طوال 15 عاماً، ثم تحولت بداية عام 2009 إلى يومية سياسية شاملة، واستمرت كذلك من دون انقطاع.
وقال مصدر داخل الصحيفة، لـ"العربي الجديد"، إن أسباب توقيف النشر أغلبها يعود لأمور مادية بحتة، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة الطباعة والتوزيع. واضطرت الصحيفة إلى تسريح عشرات الموظفين بسبب الظروف المادية التي تعاني منها، نتيجة تراجع حصتها من الإعلانات الحكومية والقضائية. وأضاف المصدر نفسه أن الصحيفة تحصل على 1 في المائة من الإعلانات الحكومية، في حين تمنح صحف رسمية نسبياً نسباً عالية، الأمر الذي يساعدها في مصاريفها المادية ورواتب موظفيها.
وتعاني الصحف اليومية في الأردن من ظروف مالية صعبة اضطرتها لاتخاذ جملة من الإجراءات المالية والإدارية وترشيد كادر الموظفين لاستمرار عمل المؤسسات، بما فيها الصحف الرسمية، إذ حلت المواقع الإلكترونية في صدارة المشهد الإعلامي في الأردن، مما دفع الصحف اليومية إلى إنشاء مواقع إخبارية خاصة فيها لتثبيت وضعها على الساحة الإعلامية في الأردن.
وشهدت صحيفة "السبيل" العام الماضي تسريح نحو 80 في المائة من الطاقم الوظيفي من صحافيين وكتّاب وإداريين، تاركة موظفيها المسرّحين لمواجهة مصير مجهول في ظل بطالة عالية بين خريجي الصحافة والإعلام وفرص عمل متواضعة. ودخلت في إجراءات مالية تقشفية لمواجهة الإغلاق، إلّا أنها لم توفق بذلك، وتنتظر البقية الباقية من الموظفين مصير سابقيهم. 
وقال الصحافي الأردني علي سعادة، أحد العاملين السابقين في الصحيفة، لـ"العربي الجديد"، إنه "تصرف غريب وصادم أن يتجاهل مجلس نقابة الصحافيين خبر إعلان توقف صحيفة (السبيل) عن الصدور، من دون أن يكلف أحد في المجلس نفسه عناء القيام بزيارة للمؤسسة أو على أقل تقدير الاتصال هاتفياً للاستفسار والعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". وأضاف سعادة: "تبدو الحكومة سعيدة جداً بإغلاق منبر صحافي وإعلامي وطني ومختلف كان جداراً صلباً يحمي الوطن في أحلك الظروف وأصعب المراحل. لا أعرف كيف تضحي الدولة بصوت وطني نزيه سيكون معها في مواجهة المرحلة القادمة الأصعب في تاريخ وطننا الحبيب وأمتنا". 
وعبّر نقيب الصحافيين الأردنيين، راكان السعايدة، عن أسفه إزاء قرار إغلاق "السبيل" وتسريح موظفيها، مرجعاً سبب تعثر الصحف اليومية لتراجع الإعلان والاشتراكات والتوزيع، وسوء إدارة الصحف المالية والإدارية، وعدم تطوير عملها لتواكب المنافسة المتسارعة مع الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكد السعايدة أن "الصحف الورقية في الأردن تواجه أزمة وجود، الرسمية منها والخاصة، وستلحق بـ"السبيل" صحف يومية أخرى ستغلق أبوابها إذا لم تتدارك خطورة الوضع". وطالبت نقابة الصحافيين الأردنيين بإنشاء صندوق حكومي لدعم الصحف الورقية بما يساهم في استمرارها مع المحافظة على استقلاليتها "لكننا لم نحصل على ذلك حتى اللحظة، مما يدفع بالصحافي لتطوير محتواها الإعلامي عبر التحقيقات الاستقصائية والتقارير المعمقة والقصص الإخبارية الجاذبة للقارئ"، وفقاً لنقيب الصحافيين الأردنيين.

دلالات

المساهمون